الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وسائل طبية للإقلاع عن إدمان التدخين

وسائل طبية للإقلاع عن إدمان التدخين
3 أكتوبر 2009 00:37
التدخين ليس عادة بسيطة بل حالة إدمان معقدة فأكثر من تسعين بالمائة من المدخنين يرغبون في الإقلاع عن التدخين لكنهم لا يفعلون ومئة بالمائة من المدخنين يدركون المخاطر الصحية الكارثية للتدخين ومع ذلك لا يقلعون عن التدخين لأنهم مدمنون يحتاجون لوسائل مساعدة عديدة. الدكتورة أنيس فاطمة أنيس أخصائية الطب العائلي بمستشفى المدينة بدبي تقدم للمدخنين الكثير من طرق المساعدة الجديدة والأفكار المسعفة بطريقة واقعية. وتقول: «قد لا يكون الإقلاع عن التدخين بالأمر السهل حيث سيشعر الجسم بأعراض الانسحاب في كل الأحوال، خصوصاً لدى مدمني التدخين والمدخنين منذ زمن طويل، وأفضل برامج الإقلاع عن التدخين هي التي تجمع ما بين سبل متعددة لمساعدة المقلعين على عدم بدء العودة للتدخين مرة أخرى، وكلما ازدادت قوة الدافع وراء الامتناع عن التدخين، كلما كان التعامل مع أعراض الانسحاب النفسية بصورة أفضل». وحول الطريقة المثلى للإقلاع عن التدخين، توضح أنيس:«أنا من مؤيدي الإقلاع النهائي عن التدخين (مرة واحدة) بشكل نهائي، فهناك أدلة على أن هذه الطريقة فعالة أكثر من غيرها وإذا قرر المرء الإقلاع، فعليه أن يقلع نهائياً فليس هناك من معنى للإقلاع التدريجي أو غير المصحوب بإرادة قوية وعموما فإن التدخين عادة سيئة جداً ومضرة للغاية وليس لها أية منفعة، حتى وإن توهم المدخنون بأن السيجارة تريحهم فالعكس هو الصحيح، إذ ترفع السيجارة من متسوى الضغط وتزيد من العصبية والتوتر لدى المدخن». تخفيف أعراض الانسحاب تقول أنيس إن هناك عدة طرق عديدة لمعالجة أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم، من المهم جدا أن يذكّر الشخص نفسه بأسباب إقلاعه عن التدخين واستمرار التمسك بنظرة إيجابية تساعده على التغلب على فتور الإرادة، كما يمكنه الاستعانة بأحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء للحصول على الدعم المعنوي اللازم. ويجب تذكير النفس بفوائد التوقف عن التدخين، كتحسن مذاق الطعام وعدم الاستيقاظ مع عوارض الكحة أو السعال، ويجب التذكير أيضاً بمضار التدخين من حيث الرائحة الكريهة للفم و الملابس وبقع وتصبغات الأسنان، مع الأخذ في الاعتبار الآثار المفيدة على الصحة العامة مثل خفض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية وسرطان الرئة وسرطان المثانة وسرطان عنق الرحم وسرطان البروستاتا وغيرها من الأمراض في حال الاقلاع عته. خطوات لإقلاع ناجح وتشير أنيس إلى العديد من الطرق غير الطبية لتخفيف أعراض الانسحاب وتوجزها في التالي: يجب قضاء أكثر وقت ممكن في الأماكن العامة التي يحظر فيها التدخين وبخاصة خلال الأيام القليلة الأولى بعد الإقلاع عن التدخين. إذا افتقد المرء الشعور بالقبض على السيجارة في اليد، يمكنه القبض على شيء آخر كالقلم أو مشبك ورق أو عملة معدنية. في حال افتقاد المرء للشعور بوجود شيء في الفم، يمكنه وضع خلة أو مسواك في فمه. يمكن أخذ أنفاس عميقة وإيقاعية للاسترخاء، مع محاولة تصور الرئتين وهما تمتلئان بالهواء النقي. يوجد تمرين جيد للتنفس الصحي وذلك عن طريق أخد نفس عميق وطويل ثم القيام بالعد حتى الرقم عشرة ومن ثم القيام بتفريغ الرئتين و يمكن تكرار التمرين السابق خمس مرات حتى يشعر المرء بالاسترخاء. قد يحتاج المرء لمساعدة طبية أو دوائية، فيما لو كان مدمنا أو من المدخنين القدامى جدا، وذلك من خلال واحدة من طريقتين: إما عن طريق استخدم مكملات النيكوتين أو الأدوية الموصفة طبيا وغير المسببة للإدمان ومن الأفضل استشارة طبيب العائلة للمساعدة في تحديد أي من الطريقتين السابقتين هي الأنسب. يمكن أن تساعد كتابة الأسباب التي حملت الشخص على الإقلاع عن التدخين، والتذكير بها دائماً أو وضعها على مرآة الحمام، في تشجيع الشخص على الإقلاع وذلك بقراءتها كل صباح في بداية اليوم. يجب التحلي بالإيجابية عند الاستيقاظ كل صباح، كما يجب التعهد بعدم تدخين ولو سيجارة واحدة فقط في ذلك اليوم وسيكون الأمر كله أكثر سهولة إذا ما بدأ المرء بأخذ خطوات بسيطة وتدريجية. هناك منظمات توفر استشارات فردية أو جماعية أو هاتفية في كل منطقة. كما أن هناك برامج ودورات مجانية متوفرة عادةً في المستشفيات والمراكز الصحية المحلية حيث تزيد هذه الاستشارات والإرشـــــــــادات من فرص النجـــــــــاح في الإقلاع بالإضافة إلى إمكانية الحــــفــــاظ على جدول زمني على الحائط حيث يمكن للشخص أن يراه كل صبـــــــاح وشطب يوم واحد لم يدخــــــــن خلاله آخر كل يوم، إذ يساعد ذلك على تشجيعـــه وتحفيزه ورؤية التقدم والإنجاز المحرز يوما بيوم. طلاق السجائر بالثلاث الابتعاد عن السجائر أمر بالغ الأهمية وليس بالأمر السهل غالباً، وتشير الأبحاث إلى أن استمرار الدعم والتشجيع من الأطباء والعاملين بالخدمات الصحية، والأسرة والأصدقاء وغيرها من المصادر المشجعة مفيدة للغاية، كما يمكن طلب المساعدة من الأصدقاء والأسرة أو شخص ما يمكنه إعطاء التشجيع والتحلي بالإيجابية خاصة أثناء فتور عزيمة المدخن الراغب في الاقلاع عن التدخين. ويمكن إخبار العائلة والأصدقاء وزملاء العمل عن قرار الإقلاع عن التدخين وطلب الدعم منهم عن طريق عدم التدخين أثناء تواجد الشخص الراغب بالإقلاع عن التدخين على سبيل المثال أو ترك علب السجائر من حوله. جذور الكارثة التدخين ظاهرة انتشرت واتسعت لتشمل ملايين البشر على مختلف المستويات الاجتماعية والأعمار، وقد بدأ الإنسان ممارسة التدخين عام 1492م عندما لاحظ الرحالة «كولومبس» أن سكان مدينة سان سلفادور يدخنون التبغ ويحملون جذورات النار ليشعلوا بها الأعشاب التي كانت تتصاعد منها رائحة الدخان ليتطيبوا بها. وكان أول من أدخل التبغ إلى أوروبا الطبيب «فرانشكو هرنانديز» الذي أرسله «فيليب الثاني» ملك إسبانيا في بعثة استكشافية، ثم انتشر التدخين في القرن الخامس عشر بانتقاله من المكسيك إلى المكتشفين الإسبان، وبعد انتصار إسبانيا في القرن السادس عشر انتشر التدخين وأقبل عليه الناس للتغلب على الجوع والتعب والبرد فأدمنوه، وانتقل بعدها من إسبانيا لانجلترا. وكان «رالفيني» أول حكام فرجينيا و«فرنسيس دريك» أمير التجار المشهور قد أحضرا التبغ لإنجلترا في العام 1586م وأهدياه للسير «راللي» أول من دخن التبغ في الغليون.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©