الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السياسة الخارجية... جبهة «الجمهوريين» الجديدة!

السياسة الخارجية... جبهة «الجمهوريين» الجديدة!
3 أكتوبر 2009 00:41
فيما يتبنى أوباما مبدأ الحوار مع إيران ويعكف على دراسة استراتيجيته في أفغانستان يواجه تهديداً سياسياً جديداً أيضاً من قبل «الجمهوريين»! يجعله أمام خيارين صعبين، بين اعتماد مواقف أكثر حزماً في السياسة الخارجية، أو أن يجازف بوصم حزبه بالضعف خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي ستجرى في العام المقبل. فقد تبنى «جمهوريون» بارزون هذا الخط من الانتقادات خلال الأيام الأخيرة ويتزعمهم في ذلك قادة الكونجرس واثنان على الأقل من مرشحي الحزب «الجمهوري» المحتملين في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، بحيث شكلت تحذيراتهم الموجهة للرئيس تغيراً ملحوظاً في نبرة وتكتيك حزبهم الذي كان إلى غاية اللحظة مؤيدًا لسياسات أوباما في العراق وأفغانستان! ومع أن «الجمهوريين» خسروا أفضليتهم الحزبية التي تمتعوا بها لفترة طويلة، وهي ورقة الأمن القومي، عندما رفض الرأي العام سياسات الرئيس السابق بوش خلال انتخابات الكونجرس في عام 2006 والاستحقاق الرئاسي لعام 2008، إلا أن الاستراتيجيين في الحزب «الجمهوري» يؤكدون أن السياسة الخارجية قد تتحول إلى سلاح فعال خلال العام القادم الذي سيشهد انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس. وفي هذا السياق ينكب «الجمهوريون» على دراسة خطب أوباما مثل الخطاب الذي وجهه في شهر يونيو الماضي إلى العالم الإسلامي ويعتبرونه بمثابة اعتذار عن التصرفات الأميركية للخارج. وأكثر من ذلك يركز خبراء الحزب «الجمهوري» انتباههم على القرار الأخير لأوباما بإلغاء منظومة الصواريخ الدفاعية والتخلي عن نصب رادار في جمهورية التشيك ومنصة للصواريخ الاعتراضية في بولندا، التي كان بوش قد اقترحها لحماية أوروبا من صواريخ إيران بعيدة المدى، بحيث قرر أوباما بدلا من ذلك التصدي للصواريخ قصيرة المدى بعدما حذرت بعض المصادر الاستخبارية من خطورتها، لكن «الجمهوريين» يرفضون تبريرات أوباما ويعتبرون القرار تنازلا أحادياً قدمته أميركا لروسيا على طبق من ذهب دون الحصول على مقابل. وعن هذا التركيز «الجمهوري» على السياسة الخارجية لأوباما يقول «وين فيبر»، وهو عضو سابق في الكونجرس من ولاية مينيسوتا ومستشار حاكم الولاية تيم بولنتي: «لقد بدأت أجندة الجمهوريين تتجه نحو السياسة الخارجية لأنهم يرون فيها فرصة للعودة مجدداً إلى الساحة وإثارة بعض المشاكل لأوباما»، والطرح نفسه يؤكده «دان سينور» المساعد السابق لإدارة بوش في العراق والمستشار الحالي لحاكم ماساتشوسيتس السابق «ميت رومني» المتطلع لمنافسة أوباما في الانتخابات الرئاسية لعام 2012 والذي وصف النقاش حول السياسة الخارجية بـ«الأمر الذي نريده ونسعى إليه»! وفي سياق متصل ألقى «رومني» خطابين حول السياسة الخارجية خلال الأسبوعين الأخيرين يهاجم فيهما أوباما بما في ذلك خطاب ألقاه أمام الناخبين المسيحيين الإنجيليين وصف فيه سياسة أوباما بشأن الصواريخ بـ«الخطيرة» واتهمه بربط علاقات مع أعداء أميركا على حساب أصدقائها، بل إن «رومني» ألف كتاباً يتوقع صدوره في فصل الربيع القادم بعنوان يبدو دالاً وموحياً «لا اعتذار: الدفاع عن عظمة أميركا». وقد انضم إلى جوقة المنتقدين المنافس «الجمهوري» السابق لأوباما في الانتخابات الرئاسية السيناتور جون ماكين الذي صرح في مقابلة تلفزيونية خلال الأسبوع الجاري بأن تمهل الرئيس أكثر قبل إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان أظهر «ضعفنا» أمام العالم! ولكن خبراء الحزب «الجمهوري» يحذرون من جهة أخرى من أن هذه الانتقادات الموجهة ضد السياسة الخارجية لأوباما قد ترتد إلى نحورهم إذا سجل أوباما بعض النجاح في إقناع إيران بوقف برنامجها للتخصيب النووي، أو في بعض القضايا الدولية الأخرى ما سيؤثر سلباً على الحزب «الجمهوري» وسيزيد من تآكل ثقة الرأي العام في أقليتهم بالكونجرس. وهذا التخوف من ارتداد الانتقادات على «الجمهوريين» يعبر عنه «ميشيل رايس»، وهو دبلوماسي سابق في إدارة بوش ومستشار «رومني» حول السياسية الخارجية بقوله: «للإنصاف ما زال العديد من الأمور التي يقوم بها أوباما في نطاق المقبول ولم تتضح معالمها بعد، وإذا بالغ الجمهوريون في انتقاداتهم للرئيس سيبدو ذلك سخيفاً»، ويضيف «رايس» موضحاً رأيه «بالطبع سيواصل الجمهوريون انتقاداتهم، لكن الأساس في كل ذلك هو جودة تلك الانتقادات، فلو بدت معقولة للناخبين سيكتسب الهجوم مزيداً من الزخم». وكان أوباما قد نجح في حشد تأييد «الجمهوريين» خلال السنة الجارية عندما قرر إرسال 21 ألفاً من القوات الإضافية إلى أفغانستان لتأمين البلاد أثناء انتخاباتها الرئاسية. كما خلف انطباعاً إيجابياً لدى المحافظين عندما أبقى على وزير الدفاع، روبرت جيتس، على رأس الوزارة، على رغم تعيينه من قبل بوش، لكن «الجمهوريين» استغلوا تأخر أوباما في الاستجابة لمطلب الجنرال ستانلي ماكريستل بإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان، وعقده للعديد من الاجتماعات مع أركان إدارته حول الموضوع، لشن حملة شرسة على سياسته الخارجية. بيتر والستين محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©