السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوتين يحذر أوروبا من انقطاع إمدادات الغاز بسبب أوكرانيا

بوتين يحذر أوروبا من انقطاع إمدادات الغاز بسبب أوكرانيا
11 ابريل 2014 01:12
وعدت الحكومة الأوكرانية المؤيدة لأوروبا أمس بالعفو عن الانفصاليين الموالين للروس الذين يحتلون مباني إدارية في شرق أوكرانيا في حال ألقوا سلاحهم فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأوروبيين من أن الأزمة تهدد بشكل مباشر إمداداتهم من الغاز. وقد شهدت الأزمة الأوكرانية عودة مفاجئة للتوتر مع الهجمات المنسقة للانفصاليين الذين يسيطرون منذ الأحد على مبنى الأجهزة الأمنية في لوجانسك والإدارة المحلية في دونيتسك، المدينتان في شرق أوكرانيا الناطق بالروسية. ويطالب المحتجون بتنظيم استفتاء حول الحكم الذاتي المحلي أو الالتحاق بروسيا. وحشدت موسكو عشرات آلاف الجنود على الحدود، ما أثار مخاوف من اجتياح هذه المناطق. وكان وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف هدد أمس الأول باستخدام القوة ضد الانفصاليين الذين يرفضون الحوار و«الحل السياسي»، موجها إنذارا مبطنا لمدة 48 ساعة. وقام الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف صباح أمس بمد يده لهم واعدا بأنهم «إذا سلموا الأسلحة وأخلوا المباني الإدارية.. نضمن بأنه لن تكون هناك أي ملاحقات». وأوضح أنه تباحث في اتصال هاتفي مع ممثلين عن المتمردين في لوجانسك وعرض عليهم «تسويات» من ضمنها تشكيل لجنة تضم ممثلين أوكرانيين وأجانب لدرس نقاط النزاع. كما دعا إلى تعزيز سلطات الإدارات المحلية التي كانت كييف حتى الآن تعينها ويطالب الانفصاليون المدعومون من موسكو بمراجعة حقيقية للدستور الأوكراني لجهة إضفاء توجه فيدرالي إلى النظام، وهو أمر ترفضه حكومة كييف التي تسلمت السلطة منذ إطاحة النظام المؤيد لروسيا في نهاية فبراير، لاعتباره مقدمة لتفكيك البلاد. ميدانيا عزز الانفصاليون الحواجز التي أقاموها حول مبنى الإدارة في دونيتسك، المدينة البالغ عدد سكانها مليون نسمة، فيما وصل خمسون عنصرا من الحرس الوطني إلى مطار المدينة. وقال نائب رئيس الوزراء فيتالي ياريما الذي أُرسل إلى المدينة سعيا لتسوية الأزمة إنه تم إجراء اتصالات مع المتمردين مبديا أمله في التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة اعتبارا من أمس الخميس. وقال ياريما أن رينات أحمدوف، أثرى رجل في أوكرانيا والمقرب سابقا من الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش (كلاهما متحدر من دونيتسك)، يشارك في جهود تسوية الأزمة، ما يعتبر بنظره مؤشر «تفاؤل». وفي لوجانسك المدينة البالغ عدد سكانها 400 ألف نسمة، لا يزال الانفصاليون يتحصنون في مبنى أجهزة الأمن الذي نهبوا مخازن أسلحته. لكن لم يكن من الممكن مشاهدة أي حركة تأييد مكثف للمتمردين الذين يسيطرون على المبنيين. وقد فتح الرئيس الروسي جبهة جديدة في الأزمة عبر تحذيره الأوروبيين من التهديدات التي تواجهها إمداداتهم بالغاز. وتستورد دول الاتحاد الأوروبي ربع احتياجاتها من الغاز من روسيا ويمر حوالى نصفها عبر أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بسكوف أن بوتين وجه رسالة إلى الأوروبيين حول إمدادات الغاز. وقال إن «بوتين يعبر عن عميق قلقه إزاء الوضع الحرج للديون الأوكرانية (المتوجبة لشركة جازبروم) وبالتالي بشأن إمدادات الغاز الروسي»، مضيفا أن الرسالة سلمت إلى القادة الأوروبيين عبر القنوات الدبلوماسية. واقترح بوتين في رسالته «اتخاذ إجراءات عاجلة لأن الوضع لا يحتمل الانتظار» وفق ما أضافت وكالة ريا نوفوستي. من جانبها أضافت وكالة انترفاكس إنه قال أيضا إن «الوضع قد تترتب عليه حقا انعكاسات سلبية على نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا». وحذر الرئيس الروسي عقب اجتماع مع حكومته أمس الأول، كييف بشأن إمدادات الغاز الروسي حيث ترفض السلطات الأوكرانية تسديد مستحقاتها بسعر يزيد بثمانين بالمئة عن السعر التفضيلي، لكنه ترك فرصة أخيرة لحل تفاوضي قبل الانتقال إلى التسديد المسبق لشحنات الغاز ما يعني قطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا إذا لم تدفع المبالغ المتوجبة عليها. وتصاعد التوتر بشكل مفاجئ في نهاية الأسبوع الماضي مع شن الانفصاليين هجمات متزامنة اعتبرت كييف وواشنطن أنها جرت بدعم من الأجهزة الخاصة الروسية. وازدادت حدة التوتر الأربعاء مع تحذير الرئيس الروسي سلطات كييف من «القيام بأي خطوة يتعذر إصلاحها»، وهو الذي لطالما تعهد بحماية السكان الروس في جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا «بأي ثمن». وهذه الاضطرابات تبعث مخاوف من تكرار سيناريو شبيه بما حصل في القرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا في مارس بعد استفتاء لم تعترف به كييف والغرب. غير أن أملا دبلوماسيا ظهر مع الإعلان عن إجراء مفاوضات رباعية بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل في فيينا أو جنيف بحسب المصادر. ودعت روسيا إلى مشاركة الموالين لموسكو في المفاوضات وعرض حزب المناطق، حزب يانوكوفيتش سابقا، أمس إرسال مرشحه للرئاسة ميخائيل دوبكين إليها. وإن كان بوتين أعرب عن أمله في التوصل إلى «نتائج إيجابية» لهذه المفاوضات، فإن واشنطن لا تتوقع منها الكثير. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا فيكتوريا نولاند «في الواقع ليست لدينا توقعات كبرى من هذه المحادثات لكننا نعتقد أنه من المهم جدا إبقاء باب الدبلوماسية مفتوحا». (دونيتسك، أوكرانيا- وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©