صناعة التدوير تحول النفايات إلى دولارات

تنتشر أكوام هائلة من النفايات قريباً من مدينة أوبيورن بولاية ماساشوسيتس الأميركية، حيث تتكفل باستثمارها شركة طموحة تدعى ''كاستيلا ويست سيستيمز'' Castella Waste Systems بعد أن جهزت لهذا الغرض محطات ومنشآت للمعالجة تمتد على مساحة 6500 متر مربع· وتمكنت الشركة من تحقيق أرباح كبيرة من خلال فرز النفايات وبيع بعض موادها قبل المعالجة ومعالجة بعضها الآخر عبر عملية التدوير· ومن الأمثلة الحيّة عن القيمة الاستثمارية لهذه المحطة أنها تبيع الجوال الواحد من علب المياه الغازية الفارغة المصنوعة من الألمنيوم بمبلغ 900 دولار، وجوال العلب المعدنية المصنوعة من القصدير بمبلغ 150 دولاراً، وجوال من الورق المنوّع بمبلغ 40 دولاراً· وتبيع الشركة الطن الواحد من خليط المعادن المستهلكة بمبلغ 100 دولار، وإلى جانب كل ذلك، تقوم الشركة بتدوير المئات من المواد التي تتوفر في النفايات المنزلية والتجارية بما فيها الزجاج والبلاستيك· ويحظى الاستثمار في تدوير النفايات باهتمام كبير من وسائل الإعلام بسبب غلاء المواد الأولية والمشاكل البيئية المقلقة التي تسببها ألوف الأطنان من النفايات التي تخرج من المدن الكبرى كل يوم· ويقول بوب كابادونا مدير شركة ''كاستيلا'': يمكن للمرء أن يشعر بالقلق الشديد عندما يرى العدد الضخم من طرود النفايات المضغوطة التي تدخل المحطة كل يوم؛ إلا أن في وسع المرء أن يتصوّر أيضاً أن هذه الأطنان من النفايات يمكن أن تكون مصدراً هائلاً للربح بالنسبة لأولئك الذي يعملون على تدويرها وإعادة بيعها كمواد أولية لشركات أخرى، ولهذه الأسباب يمكن القول إن النفايات لم تعد تمثل مشكلة بيئية، بل تحولت إلى شكل جديد من ''الأصول المالية''، وربما كان من أهم ميزات هذا الاستثمار أن النفايات موجودة في كل مكان''· ولم تكن هذه الحقائق التي تفوّه بها كابادونا سراً خاصاً يستأثر به لوحده، بل أصبحت الشركات الكبرى والصغرى تتسابق للاستثمار في هذا المجال الذي كان قبل بضع سنوات فحسب يثير القرف إن لم يستثير الهزء والسخرية· وفي عام ،2007 كتب لهذه الصناعة الاستثمارية التي أدرجت رسمياً في الولايات المتحدة تحت اسم ''صناعة النفايات والتدوير''، وهو الاسم الذي يضمّ أيضاً صناعة معالجة مياه الصرف الصحي، أن تجذب 622 مليون دولار من المحافظ الاستثمارية لبعض الشركات ارتفاعاً من 245 مليون دولار عام 2006 و20 مليون دولار فقط عام 2001 وفقاً لإحصاءات أنجزتها ''مجموعة كلينتيك جروب'' الاستشارية المتخصصة بتحليل أسواق صناعة التنظيف والتدوير· وبدأت العديد من الشركات الاستثمارية التي تمتلك مراكز بحوث متخصصة بابتداع ''أفكار نظيفة'' تتعلق بتقنيات معالجة النفايات العضوية بما فيها قشور الفواكه والخضراوات· ومن ذلك مثلاً أن شركة متخصصة تدعى ''كوسكاتا أند أوستن'' أنشأت مصنعاً لتحويل هذه النفايات إلى إيثانول يصلح للاستخدام كوقود للسيارات، وقال مسؤولون في هذه الشركة إنهم على يقين من أن النفايات تخبئ لهم الكثير من الأموال· وهناك حسابات أخرى لفوائد تدوير النفايات كتلك التي تؤكد أن إعادة تدوير كل طن واحد من الألمنيوم المستهلك توفر 700 دولار من الطاقة الكهربائية، وتقول وكالة حماية البيئة الأميركية: ''لو أن صناعة التدوير نمت بمعدل 5 مرات فحسب عما هي عليه الآن فإن ذلك سوف يوفر على الولايات المتحدة تريليوني جالون (8 تريليونات لتر) من البنزين سنوياً· عن مجلة ''بيزنس ويك''