أبراج روبوتية جديدة لتخزين وسحب السيارات

تمكن مهندسون يعملون لصالح شركة فولكس فاجن لصناعة السيارات في مدينة وولفسبورج الألمانية من بناء مجموعة متجاورة من أضخم أبراج تخزين السيارات في العالم أطلق عليها الاسم الألماني Autoturme الذي يعني (أبراج السيارات)· وتم بناؤها في موقع مجاور لخط التجميع الذي ينتج 550 سيارة جديدة يومياً· ويمكن لهذه الأبراج مجتمعة تخزين الأعداد الكبيرة من السيارات التي ينتجها المصنع· ويتخذ المبنى الضخم لكل واحد من هذه الجاراجات الروبوتية العملاقة شكل برج أسطواني ذي مظهر شفّاف لأن جدرانه كلها مصنوعة من الزجاج ويرتفع 48 متراً عن سطح الأرض· ويتميز بأنه يعمل بطريقة آلية بالاعتماد على نظام إلكتروني متكامل لاستقبال السيارات الجديدة وتخزينها؛ كما يقوم النظام بتسليمها للزبائن بعد إتمام معاملات البيع بطريقة آلية· ويشبه البرج من حيث طريقة عمله، آلة ضخمة لبيع السيارات· وعندما تصل السيارة الجديدة من محطة التجميع، تتكفل رافعة روبوتية مبرمجة بنقلها بسرعة عالية إلى واحد من سلسلة الصناديق الفارغة المتجاورة التي تشبه خلية النحل وتشغل 20 طابقاً· وعندما يختار المشتري السيارة التي يريدها بعد أن يطلع على شكلها وخصائصها واللون المفضل منها في مركز خدمة الزبائن من خلال عروض الفيديو، يقوم الروبوت ذاته بإحضارها من الصندوق بنفس الطريقة الآلية ويقوم بتسليمها للزبون· ويمكن للبرج أن يعمل بالسرعة الكافية لتسليم السيارة الواحدة خلال 45 ثانية· ويذكر موقع الشركة على الإنترنت أن هذه الأبراج أصبحت مثاراً لفضول السيّاح الذين كانوا يأتون لمشاهدتها من الداخل ولكنّ التعليمات كانت تقضي بمنع دخول أي إنسان لأسباب تتعلق بدواعي السلامة إلا أن الشركة تراجعت عن هذا القرار مؤخراً وسمحت بدخول الزوّار مقابل بضع قطع نقدية من فئة اليورو· وأطلقت فولكس فاجن على هذه المبادرة السياحية شعار (متعة اكتشاف برج السيارات)· ومن أجل ضمان سلامة الزوّار، يتم إدخالهم في أفواج ضمن أقفاص زجاجية مكيّفة يتسع كل منها لستة أشخاص لتتولى الرافعة الروبوتية نقلهم بعد ذلك في جولة على الطوابق العشرين للاطلاع على طريقة عمل النظام الآلي لتخزين وسحب السيارات· وبالرغم من أن الأبراج الروبوتية التي ابتدعتها فولكس فاجن مصممة لتخزين إنتاجها من السيارات فحسب، إلا أنها تعدّ نظاماً ممتازاً للتعميم والاستخدام في الجاراجات الروبوتية العمومية التي ينعقد عليها الأمل لحل مشكلة نقص مواقف السيارات في شوارع وأحياء المدن الكبرى· وسبق للعديد من الشركات والمصالح الحكومية في بعض الدول التي تشكو من هذه الظاهرة أن ابتدعت أنظمة مختلفة للجاراجات الروبوتية على درجة عالية من الفعالية والقدرة على توفير الحيّز المكاني لعدد أكبر من السيارات وهي تعمل بطريقة مشابهة لتلك التي تستخدمها شركة فولكس فاجن وتسمح لصاحب السيارة بإيداعها خلال ثوان ليتكفل الروبوت بنقلها إلى صندوق التخزين· ويختلف الصفّ الآلي للسيارات بشكل كبير عن الصف العادي؛ وتبدو حركة السيارة بعد وضعها على منصّة الصفّ الروبوتية وهي تتحرك بسرعة حتى تصل إلى المكان الفارغ الذي يتعرف عليه النظام الرقمي الداخلي للجاراج بطريقة مبرمجة· ولا يتطلب الأمر من السائق أكثر من قيادة سيارته إلى داخل الجاراج ووضعها فوق منصّة الانتظار، ليخرج بعد ذلك ويراقبها وهي تختفي أثناء صعودها أو هبوطها بين الطوابق التي يضم كل منها مئات الأماكن المخصصة للسيارات· ويبلغ عدد الجاراجات الذكية في العالم خمسة آلاف؛ ويوجد أغلبها في أوروبا واليابان· وهي تتميز بأنها خالية تماماً من نواتج التلوث بغازات عادم احتراق السيارات، وتوفر أجور العمال والسائقين والموظفين فضلاً عن تكاليف تنظيف الأرضيات والجدران من السخام الذي يتجمع فوقها في الجاراجات التقليدية بسبب دوران محرك السيارة أثناء سيرها داخلها· ويضاف إلى كل ذلك أن السيارات المصفوفة في الجاراجات الآلية تكون محصنة من اللصوص الذين لا يمكنهم دخولها أبداً؛ فهي تجمع بين الأمان والنظافة ونقص التكلفة· ويقدّر الخبراء أن الجاراجات الروبوتية تشغل أقل من نصف المساحة التي تشغلها الجاراجات التقليدية التي يمكنها ركن نفس العدد من السيارات· ويمكن تفسير ذلك بسهولة باعتبار أن الجاراجات التقليدية تخسر الكثير من الحيز الفضائي الواقع فوق السيارات المصفوفة فيما تتم الاستفادة منها في الجاراجات الآلية· ولعل الأهم من كل ذلك أن تكلفة بناء الجاراجات الآلية انخفضت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية حتى أصبحت قادرة على منافسة الجاراجات التقليدية· ويقول ستيفن مونيتي مدير معهد نيو جيرسي لصف السيارات، وهو رابطة تجمع أصحاب الجاراجات والخبراء العاملين على تطويرها:أكدت دراساتنا أن تكلفة بناء مكان لسيارة واحدة في أي جاراج تقليدي بولاية نيو جيرسي تتراوح بين 15-20 ألف دولار إلا أن بناء الجاراجات الروبوتية أقل تكلفة بكثير لأنها قادرة على صف أعداد أكبر بكثير من السيارات في نفس المساحة من الأرض· نقلاً عن موقع museumofhoaxes.com