الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تفجيرات الهند··· والعلاقة مع باكستان

تفجيرات الهند··· والعلاقة مع باكستان
28 يوليو 2008 21:55
رفعت المدن الهندية درجة تأهبها بعد سلسلة التفجيرات التي هزت مدينة ''أحمد آباد'' غرب البلاد يوم السبت الماضي وأسفرت عن مصرع 45 شخصاً على الأقل وجرح 160 آخرين، وتعتبر التفجيرات الأخيرة التي وقعت قبل يوم واحد من الهجمات التي استهدفت مدينة ''بانجلور'' في جنوب البلاد حلقة أخرى في سلسلة الانفجارات التي ضربت الهند، ويعتقد أن جماعات إسلامية متطرفة مسؤولة عنها، وفي هذا الإطار سارعت مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها ''مجاهدي الهند'' إلى إعلان مسؤوليتها عن هجمات ''أحمد آباد''، وهي نفسها أعلنت ضلوعها سابقاً في تفجيرات أخرى هزت مدينة ''جايبور'' في شهر مايو الماضي، وتسببت في مقتل ستين شخصاً· غير أن خروج المجموعة المسلحة إلى العلن وتحملها مسؤولية العمليات الأخيرة في الهند لم يمنعا المحللين ومسؤولي الاستخبارات من إبداء شكوكهم تجاهها والاشتباه بدلاً من ذلك في الجماعات الإسلامية المسلحة القادمة من باكستان وبنجلاديش، وهو ما يقوي الإشارات الملتبسة التي تحيل إلى تورط بعض أجهزة الاستخبارات المحلية، لا سيما في باكستان· يعلق ''عدي بسكار'' -المحلل الأمني والمدير السابق في معهد نيودلهي للدراسات والتحليلات الدفاعية- قائلاً: ''إن الطريقة التي نُفذت بها عملية ''أحمد آباد'' -بتعدد أمكنة التفجيرات والأسلوب الذي نُسقت به- تشير إلى مستوى من الخبرة ليس متوافراً بعد لدى الجماعات المحلية''، مضيفاً: ''من الواضح أن هذه المجموعة المحلية استفادت من المساعدة الخارجية''، وحسب محللين آخرين، فإن مجموعة ''مجاهدي الهند'' ليست سوى غطاء يخفي تورط جماعات باكستانية دون أن ينفي ذلك ضلوع بعض الجماعات الإسلامية الهندية في أعمال العنف قد تكون مرتبطة بالتفجيرات الأخيرة التي استهدفت ''أحمد آباد''، وقد نُفذت عملية يوم السبت الماضي على مرحلتين، الأولى دوت خلالها سلسلة من التفجيرات بإحدى الأسواق المزدحمة بالأهالي، وفي المرحلـــة الثانية -استغرقت أقل من نصف ساعة على التفجير الأول- فقد استهدفت المستشفيين اللذين نقل إليهما جرحى التفجير الأول· ونقل التلفزيون مشاهد مروعة ظهر فيها الضحايا مضرجين بالدماء وهم يتلوون من شدة الألم، وفي المجموع وصل عدد التفجيرات إلى ،17 أحدثت خسائر كبيرة وأصابت الجرحى بالشظايا التي اخترقت أجسادهم وانتشرت على رقعة واسعة، لكن عملية ''أحمد آباد'' لم تكن الأولى في سلسلة التفجيرات التي طالت الهند مؤخراً، بل سبقتها قبل يوم واحد فقط سلسلة أخرى من التفجيرات استهدفت مدينة ''بانجلور'' وخلفت قتيلاً وستة جرحى، رغم أنه خلافاً لتفجير ''أحمد آباد'' لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية مما فتح باب التكهنات على مصراعيه بين متهم للاستخبارات الأجنبية، وبين مشتبه في الجماعات المتطرفة الهندية· وفي هذا الإطار، تبرز فرضية الصراع الطائفي، لا سيما وأن الهجمات ضربت الولايات الهندية التي يديرها الحزب القومي الهندوسي ''باهاراتيا جاناتا''، حزب المعارضة الرئيس في الهند، وتعرف ''أحمد آباد'' على وجه الخصوص باعتبارها المدينة الرئيسية في ولاية ''جوجرات'' التي يسيطر عليها الحزب الهندوسي توترات طائفية بين المكونات الأساسية للمجتمع الهندي· ففي العام ،2002 تسببت حادثة احتراق قطار بالولاية ذاتها ومقتل أعضاء في الحزب القومي المتشدد في اندلاع أعمال العنف بين المسلمين والهندوس خلفت أكثر من ألفي قتيل، أغلبهم من المسلمين، ولعل ما يرجح هذه الفرضية الرسالة الإلكترونية التي تلقتها إحدى المحطات التلفزيونية الهندية قبل لحظات فقط على تفجيرات يوم السبت الماضي جاء فيها ''انتظروا الانتقام لما حدث في جوجرات''، لكن بعض المحللين يذهبون إلى أن تأجيج الصراع الطائفي ليس الهدف الوحيد لسلسلة الهجمات الأخيرة ومن بينهم ''أجاي ساهني'' -الخبير في شؤون الإرهاب بمعهد ''إدارة الصراع'' في نيودلهي- الذي يقول: ''إن هؤلاء الأشخاص يريدون إيذاء البلد بأي طريقة ممكنة''، مضيفاً: ''إن خلق توتر طائفي ليس سوى هدف جانبي، فلو أردت استثارة مشاعر الناس لتأكدت من أن القتلى كلهم من الهندوس، والحال أن التفجيرات حدثت في أماكن مختلطة''، والحقيقة أن تفجيرات يوم السبت الماضي هزت المدينة القديمة لـ''أحمد آباد'' التي يقطنها العديد من المسلمين· يُذكر أنه في السنوات الأخيرة عانت المدن الهندية من هجمات منتظمة تحدث بين الفينة والأخرى، تستهدف الأماكن الدينية، كتفجير معبد المدينة القديمة في العام 2006 بـ''فارناسي'' الذي يحج إليه الهندوس، ثم أعقب ذلك تفجير مسجد بالقرب من بومباي، ومسجد آخر فجر أثنــاء صـــلاة الجمعــــة بمدينة حيدر آباد عـــام ،2007 ومـــع أنــــه غالباً لا تعلن أي جهة محددة مسؤوليتها عن الهجمات التي تستهدف المواقع الدينيـــة، إلا أن المسؤولين في نيودلهي دائمــــاً يشيرون بأصابــع الاتهام إلى إســـلام آباد، هذه الاتهامـــات المتبادلـــــة على طرفي الحـــدود هي في الحقيقية إرث ثقيل ظل قائماً منذ أيــــام الحرب الباردة بين الهنــــد وباكستـــان التي استخدمت فيهـــا هذه الأخيرة العمليات المسلحة كأداة لزعزعة استقرار الهند، ورغم أن البعض يعتقد باستمرار الاتصال بين باكستان والجماعات المسلحة داخل الهند، إلا أنه من غير الواضح مدى سيطرة إسلام آباد على تلك الجماعات، لاسيما وأن باكستان نفسها عانت مؤخراً من سلسلة من الهجمات التي نفذها متطرفون إسلاميون· وفي المقابل، تنفي باكستان أي علاقة لها بالتفجيرات الأخيرة في الهند، وتحرص على النأي بنفسها عن التوتر الجاري على جانبي الحدود في ولاية كشمير المتنازع عليهــــا· وتأتي التفجيرات الأخيرة في وقت تشهد فيه عملية السلام التي انطلقت بين الهند وباكستان في العام 2004 ضغوطاً كبيرة، لا سيما بعد اتهام وزير الخارجية الهندي ''شيفشانكار مينون'' عناصر في باكستان بالوقوف وراء تنامي أعمال العنف بما فيها التفجير الذي استهدف السفارة الهندية في كابل، وأسفر عن مقتل 58 شخصاً من بينهم دبلوماسيون هنود· ميان ريدج- نيودلهي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©