الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

10 محددات تضبط سلامة العقاب

10 محددات تضبط سلامة العقاب
27 ابريل 2018 10:51
خورشيد حرفوش (القاهرة) يختلف خبراء تربية وطفولة حول مسألة «عقاب الأطفال» شأنها في ذلك شأن قضايا تربوية وسلوكية عديدة يتبنى أصحابها وجهة نظر محددة، وغالباً ما تكون «أسيرة» لفكر أو اتجاه أو ثقافة ذاتية أو محدودة وضيقة. والإشكالية الأهم في هذه المسألة ليست في العقوبة، وإنما بمعاقبة الطفل من دون انعكاسات تربوية سلبية تهدم شخصية الطفل وتفقده ثقته في نفسه وفي الآخرين. ويقول الدكتور صفوت الغنيمي، أستاذ التربية وعلم نفس الطفل، إن الذين يتحمسون لعقاب الأبناء إنما يختارون أسلوبا في تربية الأبناء يطبقونه بقوة الإرادة ووجهة نظر تتجاهل تماماً الأحاسيس والمشاكل التي تدور في أعماق الوالدين أو الطفل، كما تثار إشكالية توقيت العقاب، فور ارتكاب الابن للخطأ، أم تأجيله لما بعد زوال الغضب، كما تثار تساؤلات الوالدين حول شكل وطبيعة العقاب المناسب». ويقدم خبراء التربية، بحسب الغنيمي، رؤيتهم حول كيفية ضبط سلوك الأبناء في عشرة محددات، من دون حاجة إلى عقابهم إذا ما أرادوا لهم عدم التصرف المزعج أو الخارج عن حدود الآداب العامة: 1- القدوة الحسنة للوالدين الأبلغ تأثيراً في غرس مفاهيم وقيم التنشئة الاجتماعية السليمة لدى الأبناء. 2- ضرورة اتفاق الوالدين حول أسلوب تربيتهم لأبنائهم، لا سيما ما يتعلق بالثواب والعقاب، وألا يجعلا الأمر مثار خلاف دائم بينهما. 3- على الوالدين أن يتفهما طبيعة وخصائص نمو ونضج الطفل، وسمات كل مرحلة، ومعاناته اليومية في البحث عن ذاته، وكيف يكون مسؤولاً عن تصرفاته، وقد يكون ذلك مبررا لبعض أخطائه، ومن ثم عليهما أن يستوعبا نقص خبرته ومعاناته في السيطرة على أنانيته ورغباته. 4- تجنب التعامل مع أخطاء الأطفال وتجاوزاتهم في حالات الضيق أو الغضب والوقوع تحت وطأة ضغوط نفسية واجتماعية لا دخل للأبناء بها. 5- عدم الوقوع في ازدواجية المعايير، فما يقبله الوالدان اليوم، لا يجب ألا يرفضانه غدا، وما يسمح به اليوم، يجب ألا يدخل في قائمة الممنوعات غداً. 6- إن هناك فروقات شاسعة بين العقاب التربوي الهادف الذي يساعد على تكامل نمو ونضج شخصية الطفل، وتمييزه بين الصواب والخطأ، والإهانة التي تخلف شخصية مهتزة وممسوخة. 7- إن الهدف من العقوبة ليس الترهيب والتخويف والإذلال، وإنما هي وسيلة تربوية الغرض منها التهذيب وإكساب الطفل قواعد السلوك الاجتماعي المقبول والسليم، وتنشئته تنشئة اجتماعية قويمة. 8- عدم الإفراط في العقوبة أو المبالغة فيها، حتى لا تفقد قيمتها وأغراضها التربوية. 9- إن الهدف من العقاب أن يدرك الطفل أن العقوبة ليس الغرض منها إيذائه، وما هي إلا وسيلة لجعله يفكر بضرورة العودة إلى السلوك الصحيح والتخلي عن السلوك الخاطئ. 10- إن العقاب لن يصلح حال إنسان سيئ ليجعل منه إنسانا رائعا، ولا يمكن أن يصلح اعوجاجاً إن كان هناك مشاكل أعمق كامنة في أعماق الأبناء، ومن ثم على الآباء التحري الدقيق عن الأسباب الحقيقية لأخطاء الأبناء، ويبحثون أولاً عن حدود مسؤولياتهم في حدوثها. سيكولوجية العقاب يقول الدكتور صفوت الغنيمي، أستاذ التربية وعلم نفس الطفل، إن «مسألة اختيار توقيت العقاب أمر متروك لتقدير الوالدين، وهل يجدي العقاب أم لا؟ وهل يستحقه الطفل بالفعل؟ وأي من أساليب العقاب أكثر تأثيراً؟ فيجب ألا نضرب الطفل ونسقط في شباك الإهانة أو الأذى الجسدي. فقد تكون «قرصة الأذن» أشد إيلاماً وتأثيراً من سواها من أشكال العقاب الأخرى. ويجب ألا نعتبر أن ضربة خفيفة على مؤخرة الطفل تتساوى مع صفعه بالكف على وجهه. كما يجب ألا نؤجل العقاب ونترك الطفل ينتظره طويلاً، فتطول فترة آلامه النفسية، أو يفقد العقاب جدواه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©