سيارات «المهام المتعددة» ترسم ملامح المستقبل

يحيى أبوسالم (دبي) أثبتت سيارات الدفع الرباعي أنها منافس شرس. وعكفت شركات عالمية على إنتاج نسخ رباعية الدفع من علامتها التجارية، حازت رضى عشاق السيارات وتربع بعضها لسنوات على قوائم أفضل السيارات وأكثرها مبيعاً. كما قامت كثير من وكالات السيارات حتى ذات العلامات الرياضية أو الفخمة بإنتاج سيارات من فئة «المهام المتعددة»، والتي دمجت بين ميزات سيارات الصالون والرياضية والفارهة. أولاً: جيل جديد من «هيونداي» يعلن التحدي عرضت هيونداي ثلاثة طرز من مركباتها الرياضية متعددة الاستخدامات SUV›s، خلال مشاركتها في معرض نيويورك الدولي للسيارات. وشملت الطرز الثلاثة المعروضة إصدارات من مرحلة ما قبل الإنتاج من السيارة سانتافي، وتوسان، والسيارة الكهربائية «كونا إلكتريك». ويستند الجيل الرابع من سيارة سانتافي، المقرر إطلاقها الصيف المقبل، على النجاح الذي حققته الأجيال السابقة من هذه السيارة، وهي تأتي بمقصورة جديدة مزودة بتقنيات متطورة ومزايا عملية، وتتميز بمظهر خارجي جريء، يجمع بين التصميم الجديد وديناميكيات القيادة المتميزة ومزايا عالية المواصفات للراحة والأمان. وتتميز مقدمة سانتافي الجديدة بالشبك الأمامي متوالي الانحدار، بالإضافة إلى تصميم مركّب للأنوار الأمامية يتألف من مصابيح LED نهارية تعلو مصابيح LED الرئيسة. ويتميز التصميم الخارجي بوقفة عريضة قوية وجسم ذي طابع رياضي تمّ تحسينه بإضافة خطوط أنيقة تعزز مكانة السيارة ضمن مجموعة هيونداي من المركبات الرياضية متعددة الاستخدامات. ويتميز المظهر الجانبي للسيارة بخط ديناميكي يمتد من المصابيح الأمامية إلى الخلفية، ونوافذ تتيح مساحة أوسع لدخول الضوء مع إطار لامع يُضفي انطباعاً أنيقاً ويمنح رؤية أفضل. وعرضت هيونداي من بين مركباتها الرياضية متعددة الاستخدامات سيارة توسان المدمجة، التي تأتي تحديثاً للجيل الثالث من هذه السيارة، لإتاحة رابط مرئي قوي بين طرازي السيارتين، والارتقاء بها إلى مستوى يتماشى مع روح التصميم المتطورة للعلامة. وتشتمل الترقيات على الشبك الأمامي متوالي الانحدار، وتصميم جديد للكونسول الوسطي، ومزايا أمان أكثر تقدماً. كما عرضت هيونداي السيارة الكهربائية «كونا إلكتريك» رفيقة البيئة، وهي نموذج معدّل من مركبة SUV الصغيرة المميزة كونا، التي كانت هيونداي أطلقتها عام 2017، بمحركين عاملين بالبنزين والديزل، بمدى قيادة يُقدّر بنحو 400 كيلومتر من عملية شحن واحدة. ثانياً: قمّة السيارات متعددة الاستخدامات بتوقيع مازيراتي حققت الإيطالية مازيراتي المعادلة الصعبة عندما كشفت عن نسخة ليفانتي، التي عصفت بقطاع السيارات متعددة الاستخدامات. وهي أرقى نسخة من هذه السيارة تحت مسمى تروفيو، وهي أول ليفانتي يتم بناؤها حول محرك بثمانية أسطوانات، وإحدى أسرع سيارات الدفع الرباعي متعددة الاستخدامات على الإطلاق، حيث تجتاز سرعتها القصوى 300 كلم في الساعة. وبفضل نسبة الوزن والقوّة الممتازة، تحتاج تروفيو إلى 3.9 ثوانٍ فقط للوصول إلى سرعة 100 كلم في الساعة من السكون، ومسافة كبح تبلغ 34.5 مترًا فقط للوقوف التام، وتعدّ هذه الأرقام دليلا على أنها سيارة خارقة متنكّرة بشكل سيارة دفع رباعي فاخرة. وتمّ تجهيز ليفانتي تروفيو بأحد أقوى المحركات على الإطلاق على مستوى سيارات مازيراتي، ففي تاريخ علامة ترايدنت، الذي يمتد على 104 أعوام، كانت سلسة MC12 المستوحاة من عالم السباقات الوحيدة التي امتلكت محرّكاً ينتج قوّة أكبر، وكان محرّكاً V12 بقوة 630 حصانا. وتشكّل وحدة الطاقة بثمانية أسطوانات سعة 3.8 لتر التي تقع تحت غطاء المحرك نسخة مطوّرة ومحسنة عن محرك سيارة كواتروبورتيه GTS الرائدة، حيث توفر قوّة 590 حصانا عند 6.250 دورة في الدقيقة وعزم دوران يبلغ 730 نيوتن متر عند 2.250 – 5.000 دورة في الدقيقة. وقد تم ضبط هيكل سيارة ليفانتي الأسرع بدقة فائقة للتعامل مع الإنتاج الأكبر للطاقة، ما يوفر تجربة قيادة مثيرة من دون أي مساومات من حيث الراحة والسلامة النشطة في المسافات طويلة. وتم دمج نظام التحكم المتكامل بالسيارة (IVC) للمرة الأولى في ليفانتي لتحقيق دينامية قيادة مذهلة وأفضل أداء ومتعة بتوقيع مازيراتي. وسجّل تصميم ليفانتي البارز مستويات جديدة من حيث الطابع الرياضي في نسخة تروفيو التي تعدّ الأرقى في هذا الطراز. وركّزت عملية إعادة التصميم الأنيقة على المحيط السفلي من الواجهة الأمامية والمصد الخلفي، واكتمل الإبداع التصميمي مع لمسات من ألياف الكربون وإطارات «أوريون» المصنوعة من الألمنيوم المصقول قياس 22 بوصة، وهو الأكبر على الإطلاق على مستوى سيارات مازيراتي. وتعدّ نسخة تروفيو الأولى في طراز ليفانتي التي تأتي مجهزة بمصابيح أمامية تعمل بالكامل بتقنية Matrix LED. ثالثاً: سيارة كهربائية متعددة المهام من «نيسان» تقدم نيسان سيارة كهربائية جديدة كلياً من تصنيعها في المعرض الذي يقام في العاصمة الصينية بكين، ليتم عرضها إلى جانب كل من سيارة نيسان ليف الجديدة، والنموذج الأولي الكهربائي IMx KURO من فئة كروس أوفر. وسيسهم الطراز الجديد من نيسان في تلبية متطلبات السوق الصيني المتزايدة على السيارات الكهربائية، كما يؤكد التزام الشركة بتطوير مجموعة السيارات الكهربائية، في إطار تنفيذ أهداف استراتيجيتها 2022، وخطة «TRIPLE ONE» لشركة دونج فينج الصينية لصناعة السيارات. وستستعرض نيسان آخر التطورات التي طرأت على تكنولوجيا نظام الدفع الكهربائي الجديد e-POWER. وتظهر السيارة الكهربائية IMx KURO في المعرض للمرة الأولى بعد أن تم الكشف عن النموذج الاختباري لها مؤخرا خلال معرض «جنيف الدولي للسيارات». وتعزز هذه السيارة من فئة «كروس أوفر» مفهوم العلاقة القوية بين السيارة والسائق حيث تعد رفيقاً موثوقاً وأميناً أثناء القيادة. وتشمل التحسينات التي أدخلت على نيسان IMx KURO، دمج تقنية التحكم عن طريق الدماغ «Brain-to-Vehicle»، وهي المنظومة الأولى من نوعها. وتعمل تقنية B2V على ترجمة إشارات دماغ السائق ونقلها إلى السيارة لمساعدة أنظمة السيارة ذاتية القيادة واليدوية على التعلم من السائق. وستقدم أيضاً «تيرا»، وهي أول سيارة جديدة بإطار «نيسان»، قام بتصميمها فريق العمل في قسم السيارات التجارية الخفيفة. وتتسم بأنها عملية ويمكنها السير على جميع أنواع الطرقات، وهي من طراز سيارات SUV. ومن المقرر أن يتم طرحها لعملاء «نيسان» في الصين. رابعاً: «طوارق» الجديدة علامة فارقة يتبوأ النموذج الجديد من طوارق مكانة مرموقة في فئة السيارات الرياضية الفاخرة ومتعددة الاستخدامات من خلال تصميمها الاستثنائي، والابتكار الواضح في أنظمة التشغيل والراحة والسلامة، فضلاً عن الجودة العالية لموادها وإتقان صنعتها. حيث تبدو طوارق الجديدة سبّاقة في قيادة الطريق نحو المستقبل، ومزوّدة بتقنيات اتصال جديدة، ومزيج من أنظمة المساعدة والراحة والإضاءة والمعلومات والترفيه. وبصفتها أكثر سيارات فولكس واجن تطوراً، تحقق الانسجام بين الراحة والخواص الديناميكية، وتمتاز بالقدرة على تلبية احتياجات عشاق التكنولوجيا والتصميم المبتكر. وتعتمد طوارق الجديدة مقصورة القيادة الرقمية كلياً للمرة الأولى. وتمتزج أجهزة القياس الرقمية ونظام المعلومات والترفيه مع شاشة قياس 15 بوصة، لتشكل وحدة تشغيل رقمية معززة بتقنيات المعلومات والاتصالات والترفيه من دون مفاتيح تقليدية. وتتيح ميزة التشغيل المستمر لهذه المقصورة قدرة تحكم سهلة مع إضفاء طابع شخصي على سيارة طوارق، وتوفر مفهوماً جديداً للمقصورة الداخلية الرقمية التي تستشرف المستقبل. وتأتي بقوة جبّارة مع محرك V6 فضلا عن طرح فولكس واجن محركي ديزل V6 في سيارة طوارق 2018 الجديدة في أوروبا والتي تتيح توليد قوة 213 حصانا و286 حصانا. وسيعقب ذلك طرح محرك البترول V6 في أسواق أخرى بقوة 340 حصانا ومحرك تيربو ديزل بقوة421 حصانا. وتجري التحضيرات لطرح محرك هجين وجديد في الصين بقوة 367 حصانا من قوة النظام، ولم يتم تحديد موعد لإطلاقه بأوروبا. وتتميز طوارق الجديدة بمجموعة من أنظمة المساعدة والقيادة والراحة منها نظام المساعدة على الرؤية الليلية، ونظام المساعدة للحفاظ على مسار السيارة، ونظام المساعدة لاستشعار حركة المرور الأمامية، ونظام التوجيه النشط بالدفع الرباعي، ونظام تثبيت جديد مع قضبان مضادة للالتفاف فيمكن التحكم بها بشكل كهربائي وميكانيكي، ونظام المصابيح الأمامية IQ.Light المعزز بتقنية LED، وشاشة عرض أمامية. خامساً: أول سيارة من «بورشه» هجينة متعدّدة الاستخدامات تمتدّ مزايا هذه السيارة لتشمل تصميماً شيّقاً يتضمّن عناصر أخّاذة للطرق الوعرة، بالإضافة إلى مفهوم عرض وتحكم جديد مع شاشات لمسيّة وتعقّب للعين. ويمكن شحن هذه السيارة، البالغ طولها ‎4.95 متراً، بوساطة التكنولوجية الحَّثِّية أو شبكة شحن سريع بقوة ‎800 فولت، أو من خلال وِحدَة شحن أو نظام بورشه لإدارة طاقة المنزل. وتندفع «ميشين إي كروس توريزمو» بمحركيْن متزامنيْن باستمرار يولدان قوة إجمالية تتخطّى ‎600 حصان. وهما يتسارعان بالسيارة من صفر إلى ‎100 كلم/‏‏س في أقل من ‎3.5 ثوانٍ، وإلى ‎200 كلم/‏‏س في أقل من ‎12 ثانية. ويترافق هذا الأداء مع مستوى قوة متواصل غير معهود في السيارات الكهربائية، إذ يمكن إجراء عمليات تسارع متعاقبة بأقصى قوّة من حالة التوقف من دون خسارة في الأداء. ويتمّ نقل القوة إلى الطريق بوساطة نظام دفع رباعي يعمل وفقاً للحاجة، مع «نظام بورشه لتوجيه عزم الدوران» PTV الذي يوزّع عزم الدوران أوتوماتيكياً على العجلات الفردية. ويسهم نظام توجيه العجلات الأربع في رشاقة السيارة وثباتها، بينما يتيح التعليق الهوائي المتكيّف زيادة ارتفاع أرضيتها عن الطريق بمقدار ‎50 ملم. كما تحفل «ميشين إي كروس توريزمو» بـ«نظام بورشه للتحكم الديناميكي بالهيكل» PDCC، الذي يمنع انحراف السيارة في المنعطفات، والمسارات غير مستوية. وتبرز «ميشين إي كروس توريزمو» بمفهوم عرض وتحكم جديدين. ويضمن أسلوب التشغيل والعرض الواضح للمعلومات، على شاشة افتراضية علوية ضمن مجال رؤية السائق، عدم إلهائه. كما يمكن دمج السيارة في نمط حياة العميل الرقمي بفضل مجموعة حلول الاتّصال الجديدة. وتشمل المزايا التي توفّر تجربة استخدام فريدة: شاشة للسائق مع تعقّب للعين، ولوحة مؤشرات دائرية افتراضية، مخصّصة للفئات التالية: «بورشه كونِّكت» Porsche Connect، «الأداء» Performance، «الدفع» Drive، «الطاقة» Energy، و»سبورت كرونو» Sport Chrono. وبوساطة كاميرا في المرآة الداخلية، يستطيع نظام تعقّب العين التعرّف إلى المؤشّر الذي ينظر إليه السائق، لينتقل إلى الواجهة ويبتعد المؤشران الآخران إلى الخلفية نتيجة إشاحة النظر عنهما. ويمكن التحكم بهذه الشاشات بمفاتيح تشغيل لمسيّة ذكية على عجلة المقود. بالإضافة إلى شاشة الراكب بجانب السائقـ التي تمكنه من تشغيل تطبيقات عن طريق تكنولوجيا اللّمس وتعقّب العين، ما يتيح الولوج إلى الوسائط، والملاحة، وجِهات الاتصال والتحكم بالمناخ.