الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«نهائي كارديف».. حالة استثنائية

«نهائي كارديف».. حالة استثنائية
31 مايو 2017 12:24
أنور إبراهيم (القاهرة) يعتبر نهائي دوري الأبطال الأوروبي المقرر السبت المقبل بالعاصمة الويلزية كارديف، نموذجياً ومثالياً بين فريقين من أكثر الأندية الأوروبية تمتعاً بـ «شخصية البطل»، وبالعديد من البطولات والألقاب على مدي تاريخهما الطويل.. الريال يسعى لإحراز لقبه الـ 12 بالفوز بها للعام الثاني على التوالي، بينما سيحاول اليوفي تسجيل اسمه للمرة الثالثة كبطل للكأس ذات الأذنين الكبيرتين والتي لم يفز بها منذ عام 1996. ويمثل النهائي أيضاً «معركة كبرى» على المستوى الشخصي للبعض من هذا الطرف أو ذاك.. وهو كذلك نهائي بين تشكيلين حافلين بالنجوم في مختلف الخطوط.. وبين أسلوبي لعب مختلفين تماماً.. وتركز «السيدة العجوز» على الدفاع الحديدي بقيادة أندريا بارزالي وكيلليني وبونوتشي ومن ورائهم حارس عملاق اسمه جيانلويجي بوفون.. وإن كان لا ينقصها الهجوم الخطير ممثلا في الهدافين الأرجنتينيين جونزالو هيجواين وديبالا. ويتميز «الملكي» بالتوازن بين خطوطه الثلاثة وان كان الشق الهجومي عنده يتفوق على الجانب الدفاعي، أما خط وسطه كروس ومودريتش وكاسيميرو وإيسكو، فيعد أقوى خط وسط في أوروبا في الوقت الحالي. وهناك أسباب ودوافع تجعل من هذا النهائي حالة استثنائية، أهمها أنه يضع زين الدين زيدان المدير الفني للريال واللاعب السابق لكلا الفريقين، في دائرة الضوء لأكثر من سبب، منها أنه كان قد خسر مع اليوفي عام 1998 ثاني بطولة «شامبيونزليج» له على التوالي، بعد أن كان قد فشل أمام بروسيا دورتموند عام 1997، والطريف أن بطولة 98 كانت أمام ريال مدريد الذي يدربه حالياً. وها هو بعد عام واحد فقط من حصوله على هذه البطولة كمدير فني مع الريال، يأمل في أن يدخل التاريخ من أوسع أوبوابه بالفوز بها للعام الثاني على التوالي، ما يجعل الأمر يبدو كما لوكان تحدياً شخصياً لزيزو. وسيكون اللقاء له طعم آخر بالنسبة للهداف الأرجنتيني هيجواين؛ لأنه يمثل نوعاً من الثأر لنفسه، بعد أن كان أمضى ما يقرب من 7 مواسم مع الريال وتحديداً من 2007 إلى 2013، سجل خلالها 121 هدفاً في 264 مباراة، ورغم ذلك لم يحظَ بالإجماع على الإطلاق هناك، ولم يستطع أن يثبت طوال هذه الفترة أنه مهاجم لا غنى عنه في الفريق إلى جوار كريم بنزيمة، رغم أنه كان يسجل أهدافاً كثيرة، ولكنه لم يصنع تمريرات حاسمة يراها المدريديون مهمة بالنسبة للعمل الجماعي، كما تعددت إصاباته وتراجع مستواه، فباعه الريال إلى نابولي الإيطالي في 2013 ومنه إلى يوفينتوس في العام الماضي. ولم يشفع لهيجواين فوزه بالدوري وكأس الملك للاستمرار في مدريد، كما أن هذه البطولات لم تعوض غياب الملكي عن التتويج باللقب الأوروبي وقتها. ويبقى الأمر بمثابة غصة في حلق هيجواين، الذي يريد أن يثبت لجماهير الريال أن إدارة ناديهم أخطأت في حقه عندما تركته يرحل. وحقق حارس المرمي الإيطالي بوفون كل البطولات مع فريقه، إلا هذه البطولة الكبرى، ما يجعله في حالة حلم وأمل، وهو يقترب من الأربعين من عمره، ولكي يعتزل وهو ممسك بالكأس ذات الأذنين الكبيرين، وهو ما يؤهله للفوز بجائزة الكرة الذهبية الذي يراه الكثيرين الأحق بها، وكل هذه الدوافع ستجعله يقظاً وحذراً للحفاظ على نظافة شباكه. أما أكثر الأسباب التي تجعل من هذا النهائي مختلفاً، فهو ما يمتاز به الفريقان، حيث يمتلكان قدرة عجيبة على «التلون» وتغيير الأسلوب والتكتيك وفقاً لسير المباراة، مثلما تفعل «الحرباء» في عالمها الخاص، وان كانت الفوارق واضحة بين الأسطول الهجومي المدريدي والدفاع الحديدي لليوفي.. ويمكن تلخيص مضمون هذا النهائي في صورة صراع مدرستين كرويتين الإسبانية الأكثر انفتاحاً هجومياً، والإيطالية الأكثر التزاماً دفاعياً. ومن المتوقع أن تكون المعركة بين الفريقين هي معركة «حيازة الكرة» بين كاسيميرو ومودريتش وكروس من جانب، وبانيتش وخضيرة وماركيزيو من جانب آخر، مع عدم إغفال دور ظهيري الجنب في كل فريق، خاصة البرازيلي داني ألفيش ومواطنه مارسيللو، حيث من المتوقع أن تكون بينهما معركة جانبية شرسة، وأيضاً لا يمكن إغفال دور ثلاثي الدفاع الإيطالي بارزالي وكيلليني وبونوتشي ومدى توفيقهم في مواجهة قوة رونالدو وبنزيمة وإيسكو، وأيضاً دور قلبي دفاع الريال راموس وفاران ومدى قدرتهما على مواجهة ذكاء ونشاط ديبالا وهيجواين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©