القاهرة (الاتحاد)
«والله زمان يا سلاحي، اشتقت لك في كفاحي، انطق وقول أنا صاحي، يا حرب والله زمان، والله زمان ع الجنود، زاحفة بترعد رعود، حالفة تروح لم تعود، إلا بنصر الزمان».. مقدمة واحدة من الأغنيات الوطنية المهمة التي شدت بها أم كلثوم، وبرغم أنها أنتجت عام 1956، إلا أنها استخدمت رسمياً كنشيد وطني لمصر من 1961 إلى 1971 في فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، كما استخدمت كنشيد وطني للعراق في الفترة من 1963 إلى 1981، وهي من كلمات الشاعر صلاح جاهين وألحان كمال الطويل وغنتها أم كلثوم خلال العدوان الثلاثي على مصر 1956، ونالت شعبية كبيرة.
وفي 1960 صدر القرار الجمهوري رقم 143 باتخاذ سلام وطني جديد هو المؤسس على لحن «والله زمان يا سلاحي»، ومن كلماته أيضاً: هموا وضموا الصفوف، شيلوا الحياة ع الكفوف، يا ما العدو راح يشوف، منكم في نار الميدان، يا مجدنا يا مجدنا، ياللي اتبنيت من عندنا، بشقانا وكدنا، الشعب بيزحف زي النور، الشعب جبال الشعب بحور، بركان غضبان بركان بيفور، زلزال بيشق لهم في قبور.
وكان الموسيقار كمال الطويل قد ذكر في عديد من حواراته أنه لحن «والله زمان يا سلاحي» تحت أصوات طائرات العدو في 1956، وأن أم كلثوم كانت طلبت منه كثيراً أن يلحن لها، ولكن الظروف وقتها لم تكن مناسبة لذلك، وفي 1956 وقت العدوان الثلاثي، طلبه صلاح جاهين في التليفون وقال له: هل سنقف لنتفرج على ما يحدث؟ والتقيا وأعطاه كلمات «والله زمان يا سلاحي» فلحنها بسرعة، واتصل بأم كلثوم ليعرض عليها اللحن، وطلبت منه أن يحضر جاهين ويذهبا إلى بيتها، وهناك وجدها وقد أحضرت محمد عبده صالح وأحمد الحفناوي، وبدأت في حفظ الكلمات، ووقتها ضربت صافرة إنذار عن وقوع غارة، وأكملت أم كلثوم الحفظ على أضواء الشموع.
وقال المؤرخ الموسيقي زين نصار: «إن أم كلثوم لعبت دوراً وطنياً طوال فترة حياتها، ولها مواقف مشرفة، منها واقعة الإذاعة الشهيرة، التي رواها كمال الطويل، حيث كانت تسجل «والله زمان يا سلاحي»، ووصل خبر إلى رئيس الإذاعة بأن المبنى مستهدَف، وطالب أم كلثوم بالخروج خوفاً عليها، وأن تكمل التسجيل في ستديو مصر، ولكنها غضبت من قلقه، وأخبرته أنها ستواصل تسجيل الأغنية، ولو تحت أنقاض الإذاعة».
عدد اليوم
