كرنفال بيئي شهده مركز الخالدية التجاري على مدى ثلاثة أيام، شاركت فيه العائلات والأطفال مستمتعين بفعاليات مدهشة أقيمت، ضمن احتفالات نادي تراث الإمارات بيوم البيئة الوطني السادس عشر، الذي أقيم تحت شعار «الصحراء تنبض بالحياة». وتنوعت الاحتفالات بين مسابقات ثقافية وألعاب ترفيهية وتجارب حية لعمليات زراعة أولية أدخلت البهجة والسرور على الحضور، خاصة الأطفال الذين جاؤوا بصحبة ذويهم، وانخرطوا في ممارسة الأنشطة الجميلة المحببة إلى نفوسهم.
وحدة البحوث البيئية بنادي التراث أشرفت على فعاليات يوم البيئة الوطني، الذي أقيم بدعم وتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إيماناً من سموه بأهمية تكريس الوعي البيئي لدى كافة شرائح وفئات المجتمع، والحفاظ على البيئة باعتبارها كنزاً ينبغي توريثه للأجيال القادمة.
فعاليات متنوعة
الاحتفال الذي بدأ يوم الخميس الماضي وانتهت أنشطته مساء أمس الأول، تنوعت أشكال فعالياته تلائماً، مع تعدد الأعمار والجنسيات التي حرصت على مشاركة أهل الإمارات احتفالهم بيومهم البيئي السادس عشر.
الألغاز الشعبية التراثية والمسابقة البيئية الثقافية، التي أقيمت على مسرح صغير ملحق بموقع الاحتفال، كانت من أبرز فعاليات المهرجان البيئي بما احتوته من زخم عن علوم ومعارف البيئة وتفاعل جماهيري كبير وحرصهم على المشاركة في المسابقة، بهدف زيادة حصيلة معارفهم البيئية أو الحصول على إحدى الجوائز البسيطة التي وزعت على الفائزين.
كالعادة احتل ركن الرسم والتلوين، اهتماماً لافتاً بين الأطفال وذويهم، ممن جلسوا إلى مقاعدهم وأخذوا في ممارسة هواية الرسم والتلوين ليبدعوا أشكالاً جميلة، عكست مواهب صاعدة واستيعاب لبعض مفاهيم الوعي البيئي وأهمية الحفاظ على البيئة الخضراء كونها تساعد على حفظ توازن المناخ في كوكب الأرض، فضلاً عن الأشكال الجميلة للزهور والنباتات الخضراء، وهو ما عكسته رسومات جميلة بأنامل صغيرة.
الرسم على الوجه
أما الرسم على الوجه بأشكال الطيور والورد الجميل، كان من أجمل المناشط التي رسمت البسمة على وجوه الصغار، الذين اصطفوا في انتظار دورهم للجلوس أمام اختصاصية الرسم على الوجه، حين كانت تؤدي حرفتها الجميلة بحب وابتسام، كنتيجة طبيعية لحالة البهجة التي عمت أجواء المكان، بما اتسم به الأطفال من تصرفات عفوية تتناسب مع مراحلهم العمرية المبكرة.
المأكولات الشعبية الإماراتية كان لها نصيبها المهم خلال هذا المهرجان البيئي، وهو ما بدا واضحاً عبر أعداد كبيرة من الجمهور حرصت على تذوق ما أنجزته الوالدات الإماراتيات المنتسبات لنادي التراث، من مأكولات شعبية إماراتية مختلفة، لا يمكن للزائر أو المقيم في الدولة أن يتذوقها سوى في مثل هذه الفعاليات التراثية التي يعتبر نادي التراث الراعي الأول لها على أرض دولة الإمارات.
بيت الشعر بما يدله على كرم الضيافة الإماراتية، وتقديم القهوة العربية والتمر، احتل صدر موقع الاحتفال في مدخل مركز الخالدية التجاري، حيث أخذ الجمهور يلتقط الصور التذكارية وهم جلوس فيه، ليسجلوا حضورهم في هذه الفعالية في ذاكرتهم ويستمتعوا بالجلوس في واحد من أبرز رموز الضيافة الإماراتية التقليدية ممثلاً في بيت الشعر.
زراعة الخردل
المميز ضمن فعاليات يوم البيئة الوطني هذا العام، هو تواجد مجموعة كبيرة من الأوعية الصغيرة وقد زرعت فيها نباتات الخردل، وأخذ المشرفون على الفعالية تعليم الأطفال مبادئ زراعة هذا النبات، حتى يخوضوا بأنفسهم أولى خطواتهم مع عالم الزراعة، وبالتالي يترسخ لديهم وبشكل مباشر قيمة البيئة الخضراء والحفاظ عليها.
تطوير البيئة
من ناحيته يقول ضابط التوعية البيئية بوحدة البحوث البيئية بنادي التراث، والمسؤول عن أنشطة اليوم الوطني في مركز الخالدية التجاري، محمد التميمي، إن الدولة تحتفل كل عام بيوم البيئة الوطني، هذا اليوم الذي أصبح رمزاً يجسد حجم الجهود التي بذلت من قبل مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيَّب الله ثراه في مجال تطوير البيئة وحفظها واستدامة مواردها، وقد سار على نهجه في هذا المضمار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، فأضاف الكثير، وأنجزت الدولة في عهده الميمون كماً هائلاً من المشاريع البيئية، التي يشار إليها بالبنان، ونحن في نادي تراث الإمارات، وحرصاً منّا على إحياء هذه المناسبة، ننظم سنوياً فعاليات بيئية وتراثية، نربط من خلالها جيل اليوم بمنجزات آبائه وجهود قيادته الحكيمة حفظها الله ورعاها.
وأضاف: أن هذه الاحتفالية تهدف لتحقيق عدة مقاصد، منها إبراز جهود قادة الدولة في حفظ البيئة واستدامتها، التذكير الدائم برسالة الوالد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بضرورة الحفاظ على البيئة كونها ليست ملكنا فقط، ولكنها ملك الأجيال القادمة، توعية النشء بأهمية التعاون الإيجابي مع البيئة وتعريفهم بالكائنات الموجودة حولنا خاصة الموجودة في البيئة الصحراوية ومن هنا جاء شعار المهرجان “الصحراء تنبض بالحياة”، تحقيق التواصل مع الجمهور مباشرة والذهاب إلى الناس في أماكن تواجدهم من أجل توصيل الرسائل إليهم بشكل أسمى.
إلى ذلك لفت التميمي إلى أن احتفالية هذا العام تميزت بأنه تم تغيير موقع الاحتفال من القرية التراثية إلى أحد المراكز التجارية، حيث كثافة جماهيرية كبيرة، وكذلك تعددت المناشط التي قدمت للجمهور هذا العام، حرص النادي من خلالها على مخاطبة كل فئات الأسرة.
وعن سبب اختيار نبات الخردل، ليمارس الأطفال أولى خطواتهم في عالم الزراعة عبر زراعته، أرجع ذلك إلى أن دورة نمو نبات الخردل سريعة جدا، ولا تستغرق شهراً منذ وضع البذور وحتى جمع الحبوب، وهو ما يتيح للصغار متابعة مراحل نموه باستمرار، ما يخلق حالة جديدة من التواصل بينهم وبين المزروعات المختلفة.
تفاعل جماهيري
وبخصوص التفاعل الجماهيري، أوضح أن الفعالية شهدت حضورا كثيفا من الجميع صغاراً وكباراً، بل إن بعض الأسر قامت بزيارة الاحتفالات أكثر من مرة، نظراً لما وجدته من أنشطة مختلفة، وألعاب ومسابقات جعلت من التواجد في موقع الاحتفالات مناسبة سعيدة يسعى الجميع إلى المشاركة فيها.
وتابع: أما وحدة البحوث البيئية، التي تشرف على كافة فعاليات يوم البيئة الوطني، وغيرها الكثير من الأنشطة البيئية التي ترسخ الكثير من القيم والمفاهيم المتعلقة البيئة، فتهدف من وراء عملها إلى تحقيق جملة من الأهداف ومنها،إعداد وتنفيذ الخطط والبرامج الخاصة بالبحوث والدراسات والتجارب البيئية في جزيرة السمالية والمرافق الأخرى، الإشراف على المشاريع البيئية ومتابعتها، الإشراف على تدريب طلبة الدراسات العليا في الدولة، ووضع وتنفيذ الخطط الخاصة بالمحاضرات البيئية لطلبة المدارس والجمعيات والهيئات المختلفة من إمارة أبوظبي، التعاون العلمي والبحثي مع الجهات ومراكز البحوث والجامعات ذات العلاقة بتنمية البيئة في الدولة، إقامة الفعاليات البيئية والمشاركة في الفعاليات ذات العلاقة والتي تنظمها جهات داخلية وخارجية، المشاركة في الفعاليات والمعارض البيئية ذات العلاقة، تنظيم الزيارات البيئية في جزيرة السمالية للطلبة والزوّار، إعداد ومتابعة المسابقات البيئية المدرسية للطلبة، طرح مسابقة التصوير البيئي الضوئي للهواة والمحترفين على مستوى الدولة.
عدد اليوم
