الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

صيام ستة أيام من شوال تزكية للنفس

صيام ستة أيام من شوال تزكية للنفس
15 يوليو 2016 17:33
حسام محمد (القاهرة) انتهى شهر رمضان لكن لم تنتهِ مواسم العمل والطاعات، وعلى كل مسلم أن يسعى للاستمرار في الطاعات والعبادات وفعل الخيرات، وأشار العلماء إلى أنه من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها المسلم بعد انتهاء رمضان صيام ستة أيام من شوال لما فيها من فضل عظيم. ويقول الدكتور صبري عبدالرؤوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: «لا بد أن يعي المسلم أنه إذا كان رمضان قد انتهى فإن موسم الطاعات لم ينتهِ لأنه يستمر مع العبد في حياته كلها، ومن فضل الله سبحانه وتعالى علينا أنه جعل الخير وفضله يتتابع، فما يقضي المسلم عبادة إلا وشرع الله له أخرى ليتقلب المسلم من طاعة إلى طاعة حتى يبلغ المنزل الذي يُنزله الله فيه، ومن الناس من ما فاته أجر في شهر رمضان، فمن حكمة الله أنه يضع في قلب عبده الأمل والرجاء حتى لا يقع في شباك الشيطان أو في شراك اليأس على ما فاته، فسنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) صيام ستة من شوال ليستشعر المسلم كما لو أنه في رمضان كذلك تكون الهمة عالية، ومن فوائده أن معاودة الصيام بعد رمضان من شكر النعم، كذلك فيه مداومة المسلم على الطاعة». ويضيف «لا بد أن يعي الجميع أنه إذا كان رمضان قد انتهى فإن زمن الطاعات والعمل لله تعالى والفوز بالجنة لم ينتهِ والرسول حثّنا على إتباع صيام شهر رمضان بصيام ستة من شوال حيث قال (صلى الله عليه وسلم): من صام رمضان وأتبعه بستٍّ من شوال كان كصيام الدهر. وقال العلماء في تفســير الحديث وإنما كان كصيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يحث أصحابه رضوان الله عليهم على الصيام حيث كان حريصاً على صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، حيث قال في الحديث الشريف: إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم. وورد أنه صلى الله عليه وسلم أوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء (رضي الله عنهم) بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وقال صلى الله عليه وسلم: صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله. ولا بد أن يعلم المسلم أنه إذا كان شهر رمضان قد انقضى فإن القيام للصلاة في الليل لا يزال مشروعاً كل ليلة من ليالي الســــنة حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم ورغّب فيه وقال: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل»، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، مَن يسألني فأعطيه، مَن يسـتغفرني فأغفر له. ضيف خفيف ويشير الدكتور عبدالفضيل القوصي وزير الأوقاف المصري الأسبق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إلى أن الحكمة من سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) صيام ستة أيام من شوال هو التأكيد للمسلمين أنه في مواصلة الصيام بعد رمضان فوائد عديدة وبركاته يجدها من يصوم تلك الأيام، ففي صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان يستكمل المسلم بها أجر صيام الدهر كله كما أن صيام ستة أيام من شوال مثلها في ذلك كصلاة السنن الرواتب قبل الصلاة المفروضة وبعدها، فيكمل المسلم بذلك ما حصل في الفرض من خللٍ ونقص، فإن الفرائض تُكمل أو تُجبر بالنوافل يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء، قال الرب عز وجل، انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك»، والواقع يؤكد أن كثيراً من الناس يكون في صيامه للفرض نقصٌ وخلل فيحتاج إلى ما يكمله من الأعمال وذلك يتمثل في صيام تلك الأيام.والصوم كما يعلم كل مسلم هو تربية له في دنياه وعون على تملك شهواته وضبطها، وكذلك منزلة له عند ربه، وفتح لباب من أبواب الجنة. الصيام في غير أيام رمضان تطوع مطلوب تقول الدكتورة عفاف النجار، العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر:«لا بد أن يحرص المسلم على ما يقربه إلى الله عز وجل ويستفيد من كل فرصة تتاح له ليحقق المزيد من الثواب وينال رضا الرحمن عز وجل استعداداً ليوم الحساب، والصيام في غير أيام رمضان هو تطوع مطلوب وحثنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث وردت في صيام التطوع أحاديث كثيرة تحثنا عليه ومن تلك الأحاديث ما ورد في فضل صيام ستة أيام من شهر شوال، أنها تمنح المسلم شعوراً بأن الله تعالى تقبَّل صيامه وقيامه لشهر رمضان المبارك». وتضيف د.النجار: وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن فضيلة صيام ستة أيام من شوال لا تتحقق إلا إذا أكمل رمضان، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء أيام من رمضان صامها أولاً ثم صام ستاً من شوال. ويجوز أن تكون الأيام متفرقة أو متتابعة لكن التتابع أفضل لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام فهذه الأيام المراد صيامها من شهر شوال ليست معينة من الشهر بل يختارها المؤمن من جميع الشهر فإذا شاء فرقها وإن شاء تابعها فالأمر واسع بحمد الله، وإن بادر إليها وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل لأن ذلك من باب المسارعة إلى الخير ولا تكون بذلك فرضاً عليه بل يجوز له تركها في أي سنة من السنين، لكن الاستمرار على صومها أفضل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©