الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حمدي بن مدوخ.. القارئ المجاهد

14 يوليو 2016 23:21
أحمد مراد (القاهرة) ولد الشيخ حمدي بن سعيد مدوخ، والمعروف بلقب شيخ قراء فلسطين، في مدينة غزة العام 1924، وعندما بلغ الخامسة من عمره رحلت أسرته إلى مدينة يافا، وفيها أتم حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتجاوز العاشرة، الأمر الذي جعل له شعبية كبيرة بين أهالي المدينة، حيث يروى أنه لما ختم القرآن طافوا به محمولا على ظهر جمل. وفي حرب 1948، كان للشيخ مدوخ دور فعال في الجهاد والدفاع عن يافا ضد العصابات الصهيونية، وحينما رجعت عائلته لغزة رفض أن يعود معها وأصر أن يبقى في يافا للدفاع عنها ولينال شرف الجهاد، فبقي يشارك المجاهدين، حتى اضطر ومن معه للمغادرة عبر سفينة بحرية إلى لبنان، ولأنه صاحب قدرة على الخطابة وكان معروفاً بشجاعته، فوضه المهجرون للبنان ليتحدث باسمهم مع السلطات الفرنسية والتي كانت تستعمر آنذاك لبنان وسوريا، ولشدته على الفرنسيين ودفاعه عن حقوق المهجرين وتصميمه على العودة لفلسطين معهم، قام الفرنسيون باعتقاله عدة أيام ثم ترحيله لسوريا، وكان في الرابعة والعشرين من عمره، واستقر في سوريا لعدة سنوات استغلها في دراسة القرآن وعلوم التجويد، حيث درس القراءات السبع من طريق الشاطبية، وفي خلال سنتين أتم القراءات السبع وحصل على الإجازة بها سنة 1951، وانتقل إلى الأردن، وعمل في الكلية العلمية الإسلامية وواعظاً ومفتياً لمدينة عمان وقضائها، وفي فترة مكوثه في سوريا كان يعمل مع مشيخة المقارئ السورية، وعين إماما وخطيبا في منطقة عين يبرد. وفي 1954، رحل الشيخ مدوخ إلى العراق وأخذ العلم عن علمائها، وفي فترة وجوده في العراق قرأ القرآن في أشهر مساجدها. وفي 1956 استشهد أخوه حامد أثناء قصف غزة من جيش الاحتلال، فقرر العودة إلى فلسطين لرعاية أسرته، وبعد عودته عين إماما وخطيبا لمسجد أبو خضرة ومأذونا شرعيا ومفتشا لمراكز القرآن التابعة لدائرة الأوقاف، ويجوب المدارس للوعظ وجمع التبرعات لمراكز التحفيظ، وفي سنة 1962 عين إماما وخطيبا لمسجد النصر. وفي العام 1970، عمل الشيخ مدوخ أستاذا للقرآن الكريم في المعهد الديني التابع للأزهر، وكان من أوائل من عمل في الجامعة الإسلامية، ومن وضع منهجاً وفي سنة 1992 كان عضوا مؤسسا لدار القرآن والكريم والسنة وحمل لقب شيخ الدار حتى الوفاة، ثم اختير شيخا للمقارئ الفلسطينية وبقي في هذا المركز حتى وفاته عام 2000، وقد ترك خلفه مجموعة من المؤلفات أبرزها «المختصر المفيد في معرفة القرآن وأصول التجويد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©