الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كذبة أبريل» تقليد قديم يتسبب في عواقب وخيمة أحياناً

«كذبة أبريل» تقليد قديم يتسبب في عواقب وخيمة أحياناً
1 ابريل 2013 10:41
لم يعد الأول من أبريل بالنسبة لمريم تاريخا محببا ولا خفيف الظل، بعدما تعرضت في مثل هذا اليوم من العام الفائت إلى صدمة حقيقية كادت تودي بحياتها، حيث ارتفع ضغطها إلى حد الخطر. والسبب أن إحدى زميلاتها وبحجة تلفيق خدعة تتناسب مع أجواء «كذبة أول أبريل»، فجعتها بخبر نشوب حريق في بيت شقيقتها بسبب انفجار عبوة الغاز. ولم تكن هذه الزميلة تعلم بأن أبناء مريم كانوا في تلك الليلة باستضافة خالتهم. وهي بالرغم من محاولاتها نفي الكذبة والتأكيد بأن الأمر مجرد مزحة، غير أنها لم تنجح في إقناع مريم التي انتهى بها الأمر إلى نقلها للمستشفى. وهكذا فإن «كذبة أول إبريل» التي درجت العادة بأن توجد حالة من الضحك بين الأشخاص، قد تكون مصدر إزعاج وتتسبب لضعفاء القلوب بألم غير مقبول. وهي وإن كان القصد منها الإيقاع بالضحية في مقالب متقنة لاكتشاف ردات فعلها، إلا أنه من غير اللائق أن تلامس الأمور الشخصية. وبغض النظر ما إذا كان الكذب الأبيض كما يحلو للبعض تسميته، جائزاً أم لا، فإن الحرص في مثل هذه المناسبات مطلوب. وتتحدث الاستشارية النفسية الدكتورة دولي حبال عن خطورة التعرض للأزمات القلبية المفاجئة نتيجة سماع خبر مفجع بطريقة استفزازية. وتقول إن التلاعب بأعصاب الأشخاص قد لا يكون له الأثر نفسه بين حالة وأخرى، إذ إن ما يعتبر عادياً بالنسبة لأحدهم قد يكون مبالغاً فيه بالنسبة لآخر. وتذكر الدكتورة دولي حبال أنه عند اختيار تمرير كذبة بمناسبة الأول من أبريل، لا يصح أن تخترق الخصوصيات وأن تصيب الضحية بالصميم. إذ يكفي أن تتعلق بالعموميات بحيث تحدث الفكاهة عند نفيها وتقف عند حد المزاح المقبول. وتعتبر أن كل ما يتعدى الخطوط الحمراء، بما فيها الإشارة إلى موت أحد المقربين أو تعرضه لحادث أو إصابته بالمرض، ينم عن أنانية وأذى مقصود. وتنظر الاستشارية النفسية إلى هذا النوع من الأكاذيب المؤذية المرتبطة بالأول من إبريل، على أنها مشابهة للجرائم الضمنية ولاسيما عندما تتضمن سيناريو يدعو إلى التعنيف ضد المشاعر. أما تغيير بعض الحقائق من باب مفاجأة أحدهم لدقائق، ومن ثم إبلاغه بأنه تعرض لخدعة لطيفة، فهذا بالمبدأ لا يضر. وبالوقوف عند أصل هذا التقليد، يرجح الباحثون أن «كذبة الأول من إبريل» نشأت في أوروبا كنوع من الإشاعات وتحديدا في فرنسا عام 1564 ومنها انتشرت إلى بلدان ‏ العالم، بدءا بإنجلترا، وكان يطلق على الضحية التي تصدق هذا النوع من الخداع، اسم «السمكة». فيما يشكك آخرون بأصول هذه البدعة، معتبرين أنها تعود إلى احتفالات الهندوس التي تبدأ في 31 مارس، حيث يقوم عامة الشعب بالترويج للأكاذيب التي لا يكشف عن حقيقتها إلا في اليوم التالي. وتقول فئة أخرى إن «كذبة الأول من إبريل»، تستقي جذورها من القرون الوسطى إلا أنها لم تنتشر بين الشعوب على هذا النحو من الرواج، إلا في مطلع القرن التاسع عشر. ومع أن بعض الدول لا تعترف بهذا التقليد كإسبانيا وألمانيا، فإن دولاً أخرى تفرد له صفحات بجرائدها، كنوع من الترويج الاجتماعي لأخبارها ومتابعة أحداثها وتداعيات الكذبة نفسها على مدى أيام. وهذا ما حدث في رومانيا قبل سنوات عندما نشرت إحدى الجرائد خبرا مفجعا عن انهيار سقف محطة السكة الحديد في العاصمة فوق رؤوس مئات المسافرين. مما تتسبب بحالات ذعر وإغماء، انتهت بمحاكمة رئيس تحرير الصحيفة. ومن أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنجليزي في أول إبريل عام 1860، عندما أرسلت إلى سكان لندن بطاقات دعوة مزورة لحضور عرض «غسل الأسود البيض». وتوجه جمهور غفير إلى برج لندن لمشاهدة الحفل المزعوم. وفي المدينة نفسها تعرضت سيدة إلى فاجعة حقيقية بعدما اندلعت النيران بمنزلها فخرجت إلى الشرفة تطلب النجدة، غير أن أحداً لم يسعفها لأن الحريق صادف يوم الأول من إبريل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©