الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرُوَّادْ «2 - 2»

30 مايو 2017 23:30
إن التأَّسِّي برموزنا وحكمائنا ومفكرينا وقادتنا، وكل التجارب الناجحة من حولنا وفي العالم، والعمل على اتخاذهم واتخاذها قدوة ومثلاً، هي مظهر حضاري يضعنا دوماً على الطريق الصحيح.. الدكتور علي بن تميم هو خلاصة فكر ومنهج عربي وإسلامي مُنفَتِح، ونتاج واقع فكري يحيط بنا بكل تجلياته وتداعياته، ومن هنا وبدل أن أُسْهِب في تحليل كتاباته وفكره ومنهجه، والذي هو امتداد لحضارتنا وامتزاجها مع حضارات إنسانية معاصرة، والذي دوماً ما أقرأه، كحالة متفردة لها من الخصوصية، جمالية تضيف وتأخذ من المضمون والمعنى، وبتمعُّن معرفي ومتعة متواصلة تشحذ الهمة والاهتمام وتستدعيهما، من هنا أدعو كل الشباب الواعد إلى للاطلاع على فكره وأسلوبه وتحليله الثقافي والسياسي والاجتماعي والتَّأسِّي به، وهي دعوة لكل طلبة العلوم الإنسانية ولكل قارئ يريد أن يفهم ويتعلم، الأناقة والرقي والرشاقة في الأسلوب والتعبير، وكيفية التناول والتعاطي مع الأحداث، لأجل مزيد من الإدراك وزيادة الوعي، والذي يستثمر فيه ولأجله بن تميم ودوماً، ومن خلال هذا كله ولأجل تكوين خلفية معرفية ثقافية وإنسانية لكل ما يدور من حولنا من مظاهر أفرزتها أحداث نعيشها ونواجه تداعياتها بالمنطق والبصيرة. إنها دعوة لكل الأقلام الشابة الصاعدة والواعدة لكي تَتَأَسَّى به، ولِلنَّهل من هذا الفيض المعرفي كواحد من فروع أغصانها الوارفة، والتي يزخر بها الفضاء الفكري والثقافي في دولة الإمارات، كأنموذج في الكتابة وفنها الراقي ولغتها العربية الجَزِلَة بمفرداتها ومعانيها، وكأسلوب رشيق في الفهم والتحليل من خلال ربطه بواقع مَعيش، يستحضر من الحضارة قيماً أصيلة من تراثنا، وكيفية إسقاطها على كل الإنجازات من خلال التحري والبحث ودوماً، عن مدخلات فكرية تجتهد لتتفاعل مع أساليب العصر، لتعطي نموذجاً جديداً يواكبه ويتماشى مع مفاهيمنا. هي دعوة للعودة إلى القراءة والثقافة والفكر لأجل تنمية وزيادة الوعي لخلق حالة من الرؤية أعم وأشمل، وتعلُّم أسلوب التفاهم والتخاطب والحوار، وكما ينبغي أنه منهج ومدرسة أدبية وفكرية، تتميز بخصوصيتها، والتي يضوع من بين ثناياها أريج الفكر حين يتماهى مع العلم والمعرفة والقيم. الدكتور علي بن تميم هو امتداد طبيعي لكل الأجيال التي سبقت عصره، إماراتياً وعربياً وهو دائرة معارف موسوعية ثرية بما تحمله من قيم معرفية من العلوم والحضارة الإنسانية وتقديمها بأسلوب العصر ومفاهيمه. يزدان الفضاء الثقافي والمعرفي الإماراتي بكواكب درية من نور، أَثْرَتْ «زادته ثراءً»، وأَثَرَة «تركت تأثيرها»، في الثقافة العربية تتمثل بالعديد من الكتاب والشعراء والمثقفين، والذين تناوَلْتهُم سابقاً بالبحث والتحليل في الكثير من المناسبات، والذين هم امتداد واستدعاء وبوابة تَواصل للحضارة تصب فيها وترفَد منها، ولا بد من أن تأخذ منها وتضيف إليها أجيال حاضرة وفاعلة اليوم، وأجيال ستأتي من بعدنا لتكمل المشوار. إن التواصل الحضاري والفكري، وحين يزدان بالعلم والمعرفة والتنظيم، وحين يكون مترابطاً ومتفاعلاً في أي مجتمع، لا بُدَّ أن ينعكس على الواقع بمزيد من الرقي والتطور، والعكس صحيح، فكل العلوم الإنسانية وكل المعارف والآداب والفنون هي مظهر حضاري يعكس طبيعة الحياة، وهي أبلغ رسالة أمن وسلام لكل الشعوب من حولنا، ولكل من يؤمن حقاً وليس بالكلام.. برسالة السلام.. وشكراً. مؤيد رشيد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©