الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المشاكل الزوجية

30 مايو 2017 23:32
بالأمس، وبينما كنت في زيارة منزل أحد أصدقائي القدامى، وقعت بين صديقي وزوجته مشادة كلامية لأسباب اعتبرتها تافهة، حتى الشجار تطور ليصل إلى حد القطيعة بين الزوجين السعيدين، لولا تدخل بعض الأصدقاء والأقرباء لحسم المشكلة وإعادة المياه إلى مجاريها، وقد ألهمتني هذه الواقعة أن أتطرق بشكل سريع إلى موضوع العصر، وهو المشاكل الزوجية ومحاولة تجنبها. من البدهي أن تمر الحياة الزوجية بفترات فتور وخصام تؤثر بدرجات متفاوتة على مسيرة بناء الأسرة السليمة التي يحلم بها كل متزوج، لأسباب شتى تتراوح بين مالية وشخصية ونفسية وغيرها، ولكن معظم هذه الخلافات يمكن تجاوزها لو نظرنا إلى الموضوع بشكل إيجابي، وعملنا على إيجاد أنسب الحلول بدلاً من تمكين النظرة التشاؤمية من السيطرة على الموقف. تتطلب الحياة التعاون بين الزوجين واعتبار كل طرف مساوياً ومكملاً للطرف الآخر، فالعلاقة الجيدة تبنى على الشراكة بين الطرفين، ووفقاً لذلك يجب تقسيم المسؤوليات بين طرفي العلاقة على حد سواء، وترك كل شريك يقوم بدوره المرسوم، وعندما تبدأ العلاقة الزوجية بالتدهور فالحل لا يعني وضع كل اللوم على أحد الأطراف، فلربما كان الاحتمال الأصح على عكس ذلك، فإن كان أحد الطرفين يرفض المساعدة فذلك أمر مرهق نفسياً، وعندما يتشاجر مع الشريك الآخر حول أمر ما يكون الحل المنطقي لكليهما في الصمت لعدة ساعات أو حتى أيام، وهو ما يساهم في تهدئة الوضع وإتاحة الفرصة للتفكير السليم. عند بدء مشاجرة بين أي زوجين يجب في بادئ الأمر أن يحاول كل طرف ترك المجال للطرف الآخر لحل الأمر وعدم محاولة البحث في نواياه، فهو لا ينوي أن يؤذي مشاعر شريك حياته، ولن يكون متهوراً، فالجميع يريد تجاوز هذه القضية في أسرع وقت ممكن، ولا يتم ذلك إلا من خلال التعاون المشترك، فإذا كان أي طرف يرغب في الحفاظ على علاقته بشريك حياته، عليه التوقف عن توجيه أصابع الاتهام له والبحث عن أخطائه، فبدلاً من التركيز على من هو سبب المشكلة، حبذا لو يتم البحث عن حل يعيد العلاقة إلى مجراها الطبيعي. يتعمد البعض الخروج عن الموضوع عند المشاجرة والتذكير فجأة بتصرفات للطرف الآخر كانت تزعجه منذ سنوات، وهذا يفاقم المشكلة، ويكون السبب في خلق مشكلات جديدة مع الطرف الآخر، فافتراض أي طرف أنه لم يكن جزءاً من المشكلة أمر خطير، فلا أحد بريء تماماً، ومشاكل العلاقة الزوجية لا تحدث من فراغ؛ لذلك على الطرفين توخي الصدق في ما يتعلق بأخطائهما للحفاظ على ديمومة الأسرة. على الزوجين تجنب الشجار أمام الأطفال، فهذا يخلق عندهم شعوراً بالكراهية ونبذ الآخرين، وبالتالي يخلق لديهم أمراضاً نفسية تؤدي إلى زعزعة ثقتهم بأنفسهم وبمن يحبون. نحن بحاجة إلى أن نحب أنفسنا قبل أن نقدم الحب للآخرين، وبخاصة لشريك الحياة. فإذا لم نكن راضين عن أنفسنا، فلا يمكن أن نقدم الحب والرضا لأطفالنا وللآخرين. وعندما يتعلق الأمر بالعلاقة الزوجية، فالشعور بعدم الارتياح يؤثر سلبياً على مسيرة بناء الأسرة وتربية الأطفال تربية سليمة، ويؤدي إلى نثر بذور الكراهية بين الأطفال ويولد لديهم أنواعاً مختلفة من العقد النفسية التي تساهم في هدم مستقبلهم الذي يعتبر اللبنة التي تقوم عليها الأسرة السليمة، ولننظر إلى النصف المملوء من قدح الماء بدلاً من النظر إلى النصف الفارغ. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©