اتهم قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أمس إيران بتدريب متشددين أفغان وتزويدهم بالأسلحة. فيما قتل 7 شرطيين أفغان بانفجار قنبلة شمالي شرق البلاد. وفي هذه الأثناء أقيل أعلى ضابط كندي في أفغانستان من منصبه بعد اتهامات بسوء السلوك.
وقال الجنرال الأميركي ستانلي مكريستال أمس إن متشددين أفغانا يتدربون في إيران ويحصلون منها على أسلحة لقتال قوات الأمن لينضم بذلك إلى موجة من الانتقادات المتصاعدة لدور إيران في البلاد.
وأضاف مكريستال أن قوات التحالف تعمل لمنع إيران من توفير مساعدات مادية لـ”طالبان” التي صعدت الحملة لإجبار القوات الأجنبية على الخروج من أفغانستان في الصراع الذي دام تسع سنوات.
وقال في مؤتمر صحفي رداً على أسئلة عن النفوذ الإيراني “التدريب الذي رأيناه يحدث داخل إيران مع مقاتلين داخل إيران.. الأسلحة التي تلقيناها تأتي من إيران إلى أفغانستان”.
وكثيراً ما اتهمت الولايات المتحدة التي تكافح تشدد “طالبان” الذي بلغ أسوأ حالاته إيران بتوفير بعض الدعم للمتشددين في أفغانستان على الرغم من أن واشنطن قالت إن هذا لم يكن عاملاً بنفس أهميته في العراق، حيث تخوض القوات الأميركية حرباً.
وفي مارس قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايك مولن إنه كانت هناك شحنة كبيرة من الأسلحة الإيرانية لمقاتلين في إقليم قندهار بجنوب البلاد.
وتستعد القوات الأميركية لشن حملة في قندهار العاصمة الروحية لـ”طالبان” هذا الصيف في ما تعتبر نقطة تحول في الحرب لإجبار المتشددين على الجلوس إلى مائدة المفاوضات لتسوية الصراع.
على الأرض، قتل 7 شرطيين أفغان أمس بانفجار قنبلة، من النوع الذي غالباً ما تستخدمه “طالبان”، لدى مرور آليتهم خلال قيامهم بدورية في ولاية بدخشان شمال شرق أفغانستان. وقال نائب حاكم الولاية شمس الرحمن: “فجرت القنبلة بجهاز تحكم عن بعد.. ننسب الاعتداء لـ(طالبان). وفي حادث آخر في جبال بجلان شمال كابول، قتل حوالي 12 من مسلحي (طالبان) بينهم قائدان في هجوم على قاعدتهم شنته القوات الأفغانية والقوات الغربية مدعومة بطائرات مقاتلة”.
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الكندية أن أعلى ضابط كندي في أفغانستان الجنرال دانيال مينار أعفي من مهامه بعد ادعاءات بأن “سلوكه لم يكن مطابقاً” للقواعد. وبحسب البيان الذي نشر مساء أمس الأول، فإن مينار كان قائد القوة العملانية بين الجيوش في أفغانستان. وأضافت الوزارة أن “قرار إقالة مينار اتخذ إثر ادعاءات بأن سلوكه لم يكن مطابقاً، لتوجيهات القيادة الكندية بشأن العلاقات الشخصية”.
وبحسب البيان المقتضب، فإن قائد القوة الكندية “فقد ثقته بقدرة الجنرال مينار على القيادة”. وتم فتح تحقيق في المسألة. ولم تعط الوزارة تفاصيل عن الأسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار.
وذكرت وسائل الإعلام الكندية مؤخراً أن مينار أقر بذنبه أمام محكمة عسكرية بفتح النار في انتهاك للقواعد المعمول بها في مطار قندهار، حيث ينتشر الجنود الكنديون. وبانتظار وصول الجنرال دين ميلنر الذي سيخلف مينار سيتولى الجنرال جون فانس قيادة القوة الكندية مؤقتاً. وتنشر كندا في أفغانستان أكثر من 2800 عنصر معظمهم في قندهار، على أن يتم سحبهم في 2011.
كابول تحقق في قيام جماعات المعونة بالتبشير
كابول (رويترز) - قالت الحكومة الأفغانية أمس إنها بدأت تحقيقا في أنشطة المئات من منظمات المعونة، بعد أن اتهم تقرير للإعلام المحلي منظمة نرويجية بالدعوة للمسيحية، وهي جريمة عقوبتها الإعدام.
وتضطلع المنظمات غير الحكومية الأجنبية والأفغانية بمشروعات إنسانية مهمة في شتى أنحاء البلاد، حيث تساعد في مجالات مثل الصحة والتعليم إلا أن بعض الأفغان ما زالوا يشكون في دوافعها ويشتبهون في أنها مجرد واجهة لأنشطة تبشيرية.
وقالت وزارة الاقتصاد التي تتولى المسؤولية عن عمل المنظمات غير الحكومية إنها شكلت لجنة للتحقيق في عمل كل الجماعات الأهلية بعد أن بث التلفزيون المحلي تقريرا يتهم منظمة المعونة الكنسية النرويجية بالدعوة إلى المسيحية.
وقال المتحدث باسم الوزارة صديق عمر خيل «نحن نأخذ هذه المسألة مأخذ الجد الشديد».
وأضاف «إذا ثبت أن أي منظمة غير حكومية تعمل بشكل يخالف الأعراف والقوانين المعمول بها في أفغانستان والإسلام وتدعو للمسيحية.. فلن نكتفي بإغلاقها بل سنحيلها إلى الجهازين القضائي والقانوني للحكومة».
وامتنع مسؤول من منظمة المعونة الكنسية النرويجية عن التعليق، لكن مصدرا من جماعات المعونة أبلغ رويترز أن المسألة نتيجة سوء فهم قديم يرجع إلى ترجمة اسم المنظمة.
ويأتي التحقيق في أعقاب أمر أصدرته الحكومة قبل أسابيع بإغلاق 20 منظمة معونة وجمعية خيرية أجنبية لأنها لم تقدم تقارير بخصوص عملها وشؤونها المالية. وأمرت الحكومة أيضا بإغلاق قرابة 152 جمعية أهلية أفغانية.
عدد اليوم
