الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعلام الياباني ينتقد أوجه القصور في تغطية كارثة فوكوشيما وتداعياتها

الإعلام الياباني ينتقد أوجه القصور في تغطية كارثة فوكوشيما وتداعياتها
31 مارس 2013 20:38
أبوظبي (الاتحاد) - بعد عامين على الزلزال وموجات التسونامي والانفجار في محطة فوكوشيما للطاقة النووية، يواصل خبراء الإعلام والصحافة بحث التأثيرات التي تركتها تلك الكارثة على وسائل الإعلام اليابانية، وسط حالة انتقاد ومراجعة من قبل المتخصصين في المهنة والجامعات وكذلك الناشطين في الإعلام الجديد. موضع مساءلة تقول الخبيرة في شؤون الإعلام جينكو كوباياشي إن صدقية وسائل الإعلام اليابانية الرئيسة أصبحت موضع مساءلة بعد تلك الأحداث المؤسفة بسبب العديد من جوانب النقص في تعامل الإعلام معها. وكوباياشي، كاتبة صحفية مختصة في الإعلام والتكنولوجيا والصحافة والشؤون الاجتماعية، ومؤلفة «تاريخ الإعلام البريطاني»، و«ويكيليكس التي لا يعرفها أهل اليابان». وفي تقرير نشرته في مجلة المركز الأوروبي للصحافة بمناسبة ذكرى الكارثة التي وقعت في مارس 11 من عام 2011، وذهب ضحيتها 25 ألفاً بين قتيل ومفقود، كتبت كوباياشي أن الصحفيين، وهم لا يتمتعون بمعرفة كافية للناحية النووية، تسابقوا لأجل إبلاغ الجمهور ما أرادته الحكومة والموظفون البيروقراطيون وشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو)». وأضافت أنه «عندما تعطي الحكومة وشركة تيبكو وقائع جزئية أو لا وقائع على الإطلاق، فإن التحقيقات الصحفية التي تنتج عن ذلك تصبح غير مدقّقة أو خاطئة ببساطة، وبالتالي فإن صدقية الصحافة هبطت بشكل حاد». ومع الإشارة إلى أن الصحفيين فوجئوا بالمستوى غير المسبوق للكارثة، تربط كوباياشي بين تقصير الإعلام وعدم عودة أكثر من 310 الآف نازح إلى منازلهم، فيما تتقدم وتيرة عمليات تعقيم مكان الحوادث النووية ببطء. ونقلت في تقريرها عن ياسوا أونيسك، وهو صحفي ومنتج تنفيذي في هيئة الإرسال العامة، أن «وسائل الإعلام أضحت آلة للعلاقات العامة للمنظومة الرسمية بدل أن تحاول العثور على الحقيقة»، في حين أرجع جيرو موري، وهو أستاذ في جامعة واسيدا، سبب تلك الحالة إلى عدم تغطية «الوقائع المهمة في الوقت المناسب، وعدم القدرة الكافية لدى وسائل الإعلام على متابعة الوقائع والقصور في مهارات التحقيق الجيدة لدى الصحفيين»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن «الناس يؤمنون بأن وسائل الإعلام يمكن أن تفعل أكثر بكثير». وشمل النقد لوسائل الإعلام الرئيسية أمثلة عن غياب وسائل الإعلام عن دورها ومنها ما حصل بعد أسبوعين من الكارثة في مقاطعة فوكوشيما وجوارها، حيث يقع المفاعل النووي، حين تخلفت هذه الوسائل عن القيام بدورها، وعن توفير التحقيقات الميدانية والمعلومات الكافية، حتى اضطر أحد المسؤولين المحليين وهو كاتسونابو ساكوراي، رئيس بلدية مينامي سوما، إلى توجيه نداء لوسائل الإعلام عبر يوتيوب للحضور إلى المنطقة ليكونوا شهوداً على ما يجري، وحيث عاش السكان في عزلة وسط نقص في المعونات. ومن الأمثلة كذلك دور الإعلام في تحديد شعاع الدائرة التي كان يتوجب إخلاؤها من السكان. الإعلام الأوسط هذه الانتقادات من المهنيين والخبراء لم تمنع إظهار غالبية اليابانيين علامة رضا عامة وفق استطلاع «مركز أبحاث الخدمات»، الذي ذكر أن 72% من المشمولين بالاستطلاع عبروا عن رضاهم على تغطية الصحف اليابانية، مع حكم أفضل على هيئة الإرسال التلفزيوني والإذاعي. وبينما قال 75,5% من المتجاوبين أن تحقيقات الصحف عن الزلزال كانت جيدة قال 3,4% فقط منهم إن تغطيات الصحف عن الحوادث النووية لم تكن مرضية. وهنا تكمن المفارقة ربما التي استدعت قول كوباياش إن هناك حالة «لا ثقة» اجتاحت وسائل الإعلام. وهذا الأمر يمكن تبيانه أكثر من خلال تحذير جوستين ماكوري، مراسل صحيفة الجادريان البريطانية في طوكيو، من خطر وسائل الإعلام التي تغض النظر عما يجري مع مرور الوقت. فقد زار ماكوري فوكوشيما في فبراير الماضي، وقال «بعض الناس الذين قابلتهم قالوا إنهم يتواصلون الآن مع وسائل الإعلام الدولية للإبقاء على هذه المشكلة حاضرة في الأذهان». ومقابل النقد والتشكيك بدور وسائل الإعلام الرئيسة، أدت الكارثة إلى تحسن وضع الإعلام الجديد واختفاء «خرافة يابانية بعدم صحة المعلومات على الإنترنت»، فعندما كان الناس يريدون معرفة أكثر مما هو موجود في التحقيقات الصحفية المحدودة التي تعرضها وسائل الإعلام الرئيس، كانوا يتحولون إلى الإنترنت حيث يعثرون على آراء خبراء أو معلومات من وسائل الإعلام وراء البحار. كما كسب موقع تويتر وضعاً أقوى، وبرزت عدة مواقع منها «بلوجوز»، الذي جذب نظر الأهالي القلقين على سلامة أبنائهم من الإشعاعات إذ أسهم نحو 700 مدون بمعرفتهم الميدانية، وأصبح الموقع يعد الآن 25 مليون مشاهدة صفحة شهريا، رغم إنه لم يتأسس إلا قبل ثلاث سنوات. كما برز بعض الصحفيين المستقلين، الذين غطوا المناطق المصابة بالكارثة. وفي محاولة لتغطية ما يسمى بالنقص في المعلومات العلمية، وإيصالها للناس باشر الصحفي المختص بالشؤون العلمية، شيجيووكي كويدي، الذي كان يعمل في صحيفة «يوميري شيمبون» في يناير الماضي، بأنشطة لتطوير ما يصفه «الإعلام الأوسط»، الذي يتوجه إلى مشاهدين وقراء متخصصين. وفي ندوته الأولى دعا مختصين وأهال من محافظة فوكوشيما للتحدث عن خطر سرطان الغدة الدرقية بين الأطفال في المناطق المصابة، وهو الآن يخطط لندوة أخرى الشهر المقبل. ومثل هذه الأنشطة لم تكن واردة لولا عملية المراجعة في الأوساط الإعلامية، وهي مسألة قد تفيد الصحفيين في باقي أنحاء العالم التي قد تتعرض فجأة لكوارث أكبر أو أصغر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©