الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفلام في دائرة الاتهام بالترويج للإدمان وتجارة المخدرات

أفلام في دائرة الاتهام بالترويج للإدمان وتجارة المخدرات
11 ابريل 2014 21:55
هل يمكن القول إن السينما والدراما، تعكسان جزءاً رئيسياً من الواقع؟ أم أن هُناك مبالغة في تقديم بعض النماذج الاجتماعية المرفوضة، ويتم تقديمها‏ على الشاشة من جانب التحذير منها، هذا السؤال يتم طرحه عند مشاهدة أفلام تكرس للعنف وتجارة المخدرات، والانحرافات الأخلاقية، فالأفلام السينمائية، والأعمال الدرامية التي تعمل على ترويج أفكار تتجاوز حدود المألوف من القيم الإنسانية والاجتماعية، حيث تنقل صوراً أسطورية عن تجارة المخدرات وتعاطيها، بل إن معظم الأعمال السينمائية دأبت على إظهار تاجر المخدرات في صورة الرجل القوي وسط أتباعه والمتعاطين. محمد علي (القاهرة) تتناول بعض الأفلام جلسات متعاطي المخدرات في شكل مبهر وعادة ما تكون مليئة بالفتيات وأنغام الموسيقى، بينما المدمنون منهمكون في تعاطي المخدرات، حيث يقول الدكتور رشاد عبداللطيف، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان: من المفترض أن السينما مرآة للواقع بالنسبة للمشاهدين، لكن بعض الأفلام تتناول تاجر المخدرات بصورة مبالغ فيها من حيث القوة والجبروت بين الناس وأتباعه، بل أحياناً نجد تاجر المخدرات يسيطر على مناطق كاملة مثل فيلم «سمارة» وشخصية «سلطان» الذي كان يرتعد منه جميع من حوله، وكذلك مسلسل «الباطنية». ومن الغريب كما يرى الدكتور رشاد أن نجد تاجر المخدرات في الأفلام يتمتع بحماية أصحاب النفوذ مثل مسلسل «حدائق الشيطان»، لذلك نجد الشخصية أصبحت محببة للمشاهد، ويتمنى أن يصبح مثلها ويتمتع بقوتها ونفوذها، أما عن جلسات التعاطي فبدل من أن تظهرهم الشاشة بصورة الرجال الفاسدين لينفر منهم المشاهد نجدهم دائماً حولهم بطانة من أصدقاء السوء والفتيات الجميلات. مشاهد سلبية وأضاف: كل تلك المشاهد لها أثر سلبي على المشاهد وعلى المجتمع بأكمله، خاصة أن جو البطالة تعانيه معظم الدول، وهناك وقت فراغ كبير عند الشباب وبمشاهدتهم لتلك الأفلام من الطبيعي جداً أن يستهويهم بأجوائها المثيرة، فيفعلون ما يشاهدوه، وبالتالي يتحولون إلى مدمنين للمخدرات لذلك تنصح الأسرة أن تراقب ما يشاهده الأبناء وتوضح لهم أن ما يشاهدونه مجرد تمثيل والواقع يختلف تماماً، وأن طريق المخدرات نهايته إما السجن أو الدمار. سياق الأحداث أما الدكتورة ماجي الحلواني أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فلها وجهة نظر مختلفة، حيث تقول: بعض الأفلام تتناول تاجر المخدرات والمدمن بصورة محببة للمشاهد داخل أحداث الفيلم، وهذا بالطبع داخل في سياق أحداث القصة المقدمة ومن الطبيعي أن تقدمها بصورة جذابة للمشاهد حتى يلقى الفيلم النجاح المطلوب، فالمشاهد من المفترض فيه أن يعلم الصحيح من الخطأ قبل أن يجلس أمام الشاشة، فهو لا يحتاج عظة من أحد، وبالتأكيد لو قدم الفيلم على أنه درس تربوي سيرفضه المشاهد، لذلك نجد المخرج والمؤلف يضعان له الحبكة الدرامية الشيقة التي تجتذب المشاهد ليشاهد أحداثه كاملة. وترى أنه لا مانع من أن يضع المؤلف أي نصيحة للمشاهد داخل أحداث الفيلم، لذلك نجد تاجر المخدرات قوياً حتى يستطيع الاستمرار طوال أحداث الفيلم، وكذلك يجب أن يكون جو تعاطي المخدرات محبباً حتى نجد المبرر للمدمنين لتعاطيه، وعلى المشاهد أن يفرق بين الواقع والخيال بعقليته هو والسينما والأفلام قد تقدم نصيحة أوعبرة للمشاهد، ولكن ليس بالضرورة، فهناك أفلام لا يوجد هدف منها إلا التسلية فقط والضحك طوال أحداث الفيلم ولا يخرج المشاهد منها إلا بتقضية بعض الوقت. تجار السموم الفنَّان طارق لطفي أوضح أن السينما بوجه عام مظلومة في هذا الاتهام، فعندما تتناول شخصية تاجر المخدرات داخل أحداث الفيلم، فمن الطبيعي أن تظهره بصورة الرجل القوي وهذا طبيعي جداً فغلطة تجارة المخدرات بـ 25 سنة سجناً، وقد تصل للإعدام فتاجر المخدرات منزوعة الرحمة من داخله، لأنه يتاجر في السموم يعني تجارة موت للمحيطين به، رجل بهذه المواصفات يجب أن تتناوله السينما بتلك الصورة وهذا طبيعي جداً وليس به مبالغة من أي نوع وفي سياق الأحداث نجده غالباً مطارداً من الجميع والسقوط في النهاية إما ميتاً برصاص الشرطة أو أتباعه أو على أضعف الإيمان يلقى به في السجن، أما عن تعاطي المخدرات فتكون النهاية للمدمنين سوداء وتنتهي غالباً إما بالموت أو الجنون والتشرد هذا بخلاف التفكك الأسري إذا كان رب أسرة. ويضيف: من المستحيل أن نجد فيلماً ينتصر فيه تاجر المخدرات على المجتمع، أو مدمناً وقد أصبح بطلاً رياضياً مثلاً بعد أن تعاطى المخدرات، أو رجل أعمال ناجحاً وأصبح مدمناً، والطبيعي أن يفلس ويخرب بيته داخل أحداث الفيلم، فهذا عبرة للمشاهد، ولا يوجد إنسان يريد أن يدخل السجن نتيجة تجارته المخدرات أو يخرب بيته إن أدمن المخدرات. يكتسبون سلوكاتهم من المشاهدة أوضح الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن بعض الناس يكتسبون سلوكاتهم من خلال ما يشاهدونه على الشاشة، وعن الأفلام والمسلسلات التي تتناول تاجر المخدرات والمدمنين بصورة جذابة ومحببة للمشاهد ونأخذ عليها ذلك بأنه يجب على صناع الفيلم الأخذ في الاعتبار أن عقلية الناس ليست واحدة، فهناك الإنسان الذي يعلم أن كل ما أمامه مجرد تمثيل لقصة أو رواية مقدمة في قالب شائق وجذاب، وهناك من يجلس أمام الشاشة وينبهر بما يشاهده ويعتقد بحدوثه على أرض الواقع ويتمنى فعله، خاصة إذا كان يعاني من مشاكل مادية أو أسرية فيجد المهرب والحل لكل مشاكله في تقليد ما يشاهده، سواء بالإتجار في المخدرات أو التعاطي أو الإدمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©