الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بمساعدة «أممية».. نازحو حلب يمـــلأون الفراغ في مزارع طرطوس

بمساعدة «أممية».. نازحو حلب يمـــلأون الفراغ في مزارع طرطوس
14 يوليو 2016 23:57
طرطوس (أ ف ب) ينهمك النازحون الفارون من مدينة حلب السورية في قطف الطماطم في حقول مدينة طرطوس الساحلية، فيملأون فراغاً تركه شبان ورجال التحقوا بقوات النظام السوري، ويسعون مع مزارعين محليين إلى إنقاذ جزء من موسم العام الجاري بدعم من الأمم المتحدة. وينتشر النازحون منذ الصباح وسط الحقول الزراعية وبين الخيم البلاستيكية بحثاً عن حبات الطماطم الناضجة التي باتت جاهزة للقطف. وعلى مدخل أحد الحقول على أطراف طرطوس (غرب)، يقول أحمد فرحات إسماعيل (48 سنة)، «بعدما اشتدت المعارك في حلب قبل نحو عامين، وجدنا مدينة طرطوس أفضل الخيارات لننزح إليها، فهي منطقة زراعية وليست لدينا أي خبرة في العمل باستثناء الزراعة». ومنذ نزوحه من حلب التي تشهد معارك متواصلة بين قوات النظام والفصائل المعارضة منذ العام 2012، يقطن أحمد مع عشرة من أفراد عائلته في غرفة بسيطة بناها لهم مالك الأرض ويعملون في قطف الطماطم. وكانت زراعة الطماطم في طرطوس من أبرز الزراعات قبل اندلاع النزاع الذي تشهده سوريا منذ العام 2011، وكان قسم كبير من الإنتاج يصدر إلى خارج سوريا. وبقيت منطقة طرطوس إجمالا في منأى عن تداعيات النزاع، لكن الآلاف من أبنائها التحقوا بصفوف الجيش والمجموعات الموالية له، وتركوا خلفهم حقول الطماطم فارغة من اليد العاملة، ما انعكس سلباً على كمية الإنتاج. ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل أكثر من ثلاثين ألفاً من قوات النظام، يتحدرون من مدينة طرطوس وريفها منذ اندلاع النزاع. ويقول عبد الكريم كنيج البالغ من العمر 55 سنة، وهو يرتدي قبعة تقيه حرّ الشمس، «أدى التحاق قسم من أفراد عائلتي بالخدمة العسكرية إلى نقص في اليد العاملة، وتأثرت مواسم البندورة». ويضيف «لكن مجيء الوافدين هذا الموسم ساعدنا على تحسين الوضع قليلًا وسد النقص في العمال». ويخدم اثنان من أشقاء عبد الكريم في جبهتي حمص وريف دمشق، فيما التحق ابن أخته بالخدمة الإلزامية وهو موجود في جبهة حلب. ولم يبقَ في المنطقة من عائلته سوى ابن في الجامعة وآخر لا يزال في سن صغير ولا يمكنه العمل في الحقول. وتابع عبد الكريم: «نحن نعطي الرجال والدماء لحلب، وحلب تعطينا رجالها أيضاً». وتقول أم فاطمة وهي تضع عصبة ملونة على رأسها: «فقد أخي قدميه في انفجار لغم على طريق حلب قبل عامين، ومنذ ذلك الوقت بدأنا نستعين بعامل في موسم القطف». وكان إنتاج طرطوس يصل سنوياً إلى مليون طن من الطماطم للاستهلاك المحلي والتصدير، ما جعل مزارعيها من كبار منتجي الطماطم في العالم، وفق منظمة الأغذية والزراعة (فاو). وانخفض الإنتاج وفق مديرية الزراعة في طرطوس إلى 300 ألف طن العام الماضي الذي شهد كذلك موجة صقيع أثرت سلباً على المحصول. وللمساهمة في إنقاذ هذه الزراعة، تقدم منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي التابعان للأمم المتحدة، الدعم للمزارعين هذا العام في إطار مشروع لاستعادة سبل العيش القائمة على الزراعة، وفق ما توضح «رنيم عيزوكي» من برنامج الأغذية العالمي. وتقول «عيزوكي» إن المشروع وفّر المساعدة التقنية والتدريب لألفي مزارع، وأمّن فرص عمل لأكثر من ستة آلاف عامل موسمي بينهم النازحون من مناطق أخرى. وخلال تجوله في الحقول واستماعه إلى ملاحظات المزارعين والعمال التي يدونها على دفتر صغير، يوضح المسؤول اللوجستي في برنامج الأغذية العالمي «إيفو جونيور سانتي»، «إن هدف المشروع أن يصبح لدى الناس اكتفاء ذاتي من خلال إنتاج طعامهم وبيع إنتاجهم عن طريق موزعين محليين». ويضيف «إن تسعة ملايين شخص يعانون من ضعف الأمن الغذائي في سوريا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©