الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسلحو «داعش».. تهديد متصاعد في جنوب شرق آسيا

مسلحو «داعش».. تهديد متصاعد في جنوب شرق آسيا
14 يوليو 2016 23:57
جاكرتا (أ ب) أظهرت الهجمات الضعيفة على يد أنصار تنظيم «داعش» الإرهابي في جنوب شرق آسيا تشرذمهم ونقص خبرتهم، رغم الخراب والخسائر الفادحة في الأرواح التي أحدثوها في أماكن أخرى من العالم. غير أن خبراء الإرهاب يحذرون من أن تهديد المسلحين المنتشرين في عدد من دول جنوب شرق آسيا، من بينها إندونيسيا وماليزيا وجنوب الفلبين، ربما يتم التقليل من شأنه، إذ يمكن أن يتحولوا إلى قوة أشد خطورة من خلال التدريب والقيادة. وثمة دلالات كثيرة على أن المتطرفين في المنطقة يستجيبون لدعوة الإرهابي أبوبكر البغدادي، زعيم «داعش»، لتنفيذ هجمات، بينما يطمح التنظيم إلى إنشاء فروع له في جنوب شرق آسيا، لاسيما أنه يخسر الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق. وأقرت الشرطة الماليزية بأن التفجير الذي وقع في كوالالمبور في يونيو الماضي كان الأول لتنظيم «داعش» في الدولة، حيث تم اعتقال أكثر من 150 شخصاً بسبب تورطهم في تنظيم مسلح منذ العام 2014. وأسفر التفجير عن إصابة 8 أشخاص من دون وقوع وفيات. وتضمنت عمليات الاعتقال اللاحقة لأشخاص مرتبطين بالهجوم اثنين من ضباط الشرطة. وأدى الهجوم الانتحاري ضد الشرطة الإندونيسية في مدينة سولو الأسبوع الماضي، إلى مقتل المفجر وحده، لكن الشرطة أكدت أن الانتحاري كان صديقاً لـ «باهرون نعيم»، أحد مئات المقاتلين الإندونيسيين الذين انضموا إلى «داعش» في سوريا، والذي ارتبط اسمه بعدد من المؤامرات الأخرى في إندوينسيا. ووقع الهجومان أثناء شهر رمضان المبارك، لكنهما لم يجذبا سوى قليل من الاهتمام بسبب موجة الهجمات المسلحة في عدد من الدول، ومن بينها الولايات المتحدة، وتركيا وبنجلادش، والتي قُتل خلالها 350 شخصاً. وقالت «سيدني جونز»، مديرة معهد «تحليل سياسات الصراع» في واشنطن: «إن تهديد تنظيم داعش زاد في أنحاء المنطقة، لكن من خلال قاعدة ضعيفة نسبياً»، مضيفة: «نشهد مزيداً من الروابط، واحتمال حدوث اتصالات عبر الحدود الوطنية كبير». وتابعت: «لابد أن نكون متأهبين لإمكانية حدوث تطور في أساليب واحترافية هجمات مسلحي داعش في جنوب شرق آسيا». وحتى الآن، تمثل نجاح «داعش» في المنطقة في قوة دعايته ونشاطه على شبكة الإنترنت في تجنيد أنصار معظمهم من الشباب بطريقة أسرع من الاتصال المباشر الذي اعتمدت عليه التنظيمات المسلحة القديمة. وأنشأ التنظيم موقعاً إخبارياً محترفاً على شبكة الإنترنت بلغة الملاي المفهومة في أنحاء ماليزيا وإندونيسيا، في مايو الماضي، فيما تبدو محاولة لتعزيز نفوذه. ومن التهديدات الأخرى المحتملة في المنطقة، قدرة التنظيم على تحفيز هجمات «الذئاب المنفردة»، كهجوم «أورلاندو» أو «سان بيرناردينو» حيث لا تكون للجناة روابط معروفة بمتطرفين آخرين. وذكر الجنرال «حامدين» مدير قسم الوقاية في وكالة مكافحة الإرهاب الإندونيسية، أن الحركات الإرهابية تستفيد من تكنولوجيا المعلومات، وهذه هي المشكلة التي نواجهها في الوقت الراهن. وأضاف الجنرال المعروف باسمه الأول فقط: «إن عمليات التجنيد التقليدية من خلال تلقين الأفكار المتطرفة بين الجماعات، والتي يمكن اكتشافها بسهولة ومراقبتها من قبل السلطات، حلت محلها الرسائل الفورية ووسائل التواصل الاجتماعي». وعلاوة على ذلك، جذب «داعش» أيضاً تأييد شبكات إرهابية قائمة منذ وقت طويل. فأعلنت جماعة «أبوسياف»، الناشطة في جنوب الفلبين، والمعروفة بعمليات الخطف وطلب الفدية، ولاءها لـ «داعش». وكذلك المسلحون التابعون لـ «سانتوس»، أكثر المتطرفين المطلوبين في إندونيسا، والذي يخضع لحصار في الغابات من قبل القوات الحكومية. بيد أن هجمات التنظيم في جنوب شرق آسيا كانت أقل تأثيراً، حتى الآن، بسبب ضعف خبرة مجنديه إلى جانب كفاءة القوات الأمنية في ماليزيا وإندونيسيا، إضافة إلى أن كثيراً من المسلحين الإندونيسيين الذين كانوا جزأً من «الجماعة الإسلامية» التابعة لـ «القاعدة» يقبعون في السجون أو يعارضون «أيديولوجية داعش» وأساليبها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©