الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن طحنون: الوسام يعكس اعتراف العالم بالإنجازات الثقافية لأبوظبي

سلطان بن طحنون: الوسام يعكس اعتراف العالم بالإنجازات الثقافية لأبوظبي
31 مايو 2010 01:07
تسلم معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، رئيس مجلس إدارة “شركة التطوير والاستثمار السياحي”، وسام الفنون والآداب بدرجة قائد من فريدريك ميتران، وزير الثقافة الفرنسي، والذي يعد أرفع وسام ثقافي تمنحه فرنسا لـ20 شخصية فقط سنوياً، وذلك تقديراً لإسهامات معاليه في إثراء الحوار الحضاري ودعم روح التواصل مع الثقافة العالمية والفرنسية. وأكّد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، أن هذا الوسام يعكس بوضوح اعتراف العالم بإنجازات أبوظبي، والخطوات التي قطعتها في تطوير مرافق ومتاحف ثقافية متكاملة في جزيرة السعديات، وأوضح: “ستصبح هذه المتاحف منارة للإشعاع الثقافي وإرثاً حضارياً لشعب دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط والعالم”. وأضاف معاليه “ندين بالفضل إلى الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي، والتي شكلت نبراساً لنا على طريق تطوير جزيرة السعديات وإنشاء المنطقة الثقافية”. من جهته أشاد ميتران بدور معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان في تمهيد الطريق لتوقيع اتفاقية التعاون الثقافي الممتدة لـ30 عاماً بين فرنسا وأبوظبي، والتي تضمنت حق استخدام اسم متحف اللوفر لمدة 30 عاماً، معتبراً أن هذه الخطوة الرائدة تخدم المهتمين بالثقافة والفنون من مختلف أنحاء العالم على المدى الطويل. وأشار إلى أن الكثيرين منهم سيقصدون العاصمة الإماراتية مع افتتاح متحف “اللوفر أبوظبي”. وجرى تقليد معالي الشيخ سلطان بن طحنون بوسام الفنون والآداب بدرجة قائد خلال زيارة الوزير الفرنسي إلى العين، حيث رافقه معاليه في جولة داخل قلعة الجاهلي، الصرح الأثري الذي يعود تاريخه إلى 119 عاماً مضت، وتم تجديده في عملية ترميم واسعة نفذتها “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث”. وشملت زيارة الوزير الفرنسي لمدينة العين، جولة في متحف العين، ومتحف القصر، وواحة العين، قبل عودته إلى أبوظبي لزيارة مسجد الشيخ زايد. يذكر أن أبوظبي تشهد حالياً بناء أكبر مركز في العالم للمتاحف والمنشآت الفنية في “المنطقة الثقافية” بجزيرة السعديات، والتي ستحتضن “متحف اللوفر أبوظبي” المقرر افتتاحه عام 2013. ويأتي هذا الوسام اعترافاً بأهمية التجربة الثقافية التي تجترحها أبوظبي بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” الذي يحرص في كل مبادراته وتوجيهاته على بناء دولة عصرية تتميز بثقافة التسامح والتنوع. وما كان لهذا النجاح أن يتحقق، ويتسع صداه محلياً وإقليمياً ودولياً، لولا الرعاية الخاصة والاهتمام الاستثنائي الذي يوليه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للثقافة ومفاعيلها المختلفة، ومبادرات سموه المشهودة على هذا الصعيد اكثر من أن تحصى. هكذا صنعت أبوظبي حضورها الثقافي على خريطة الساحة الثقافية العربية والعالمية، لتحفر اسمها عميقاً في ذاكرة العصر، طامحة إلى أن تكون عاصمة للثقافة العالمية، ليس قولاً ولا أمانيّ، بل بأفعال كبيرة تجترحها على أكثر من صعيد، وبها تتميز مكانتها الثقافية التي تترسخ يوماً إثر يوم. ففي ظل رؤيتها الشاملة للارتقاء بالثقافة أخذت أبوظبي قرارها المهم بالانحياز للثقافي ودعمه، فرسمت الخطط ووضعت الرؤى والاستراتيجيات التي من شأنها أن تعمق حضور الثقافة في المجتمع. ولم يقتصر الاهتمام على جانب دون غيره، بل جاء شاملاً لكل أوعية وأشكال العمل الثقافي، وهذه واحدة من الميزات اللافتة التي لا تخطئها عين المتابع لما يجري، سواءً عن قرب أو عن بعد. منحت أبوظبي اهتمامها ومبادراتها الثقافية النوعية لكل تمظهرات العمل الثقافي وتجلياته: في الكلمة والكتاب واللوحة والموسيقى والسينما والنغم والتراث وغيرها من فنون القول والصورة. وفي خريطتها الثقافية تملك أبوظبي اليوم رصيداً وافراً من النشاطات التي تجاوز أثرها المجتمع المحلي إلى العربي بل والعالمي في بعض الأحيان. وتواصلت الإنجازات الثقافية في أبوظبي خلال الأعوام الأخيرة وتفاعلت مع العالم بكفاءة نادرة، بحيث أصبحت قبلة للمبدعين في مختلف صنوف الثقافة يأتون إليها ليجددوا فوق أرضها أحلامهم بالشهرة وبالمشاركة في عجلة التطور الذي تشهده الدولة. وتعتبر انجازات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث التي يترأسها معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، مواعيد سنوية ثابتة تتجه لها أنظار العالم كله مترقبة أحداثها وما يقدم فيها، بدءاً بجائزة الشيخ زايد للكتاب التي باتت واحدة من أهم الجوائز الثقافية وأكثرها مصداقية في انحيازها للإبداع المكتوب في شتى المجالات، ورسخت حضورها في محافل ثقافية معتبرة لها وزنها، بحيث باتت الإنجاز العربي الأهم في تتويج الثقافة العربية بمختلف صنوفها. وأما معرض الكتاب فعلامة فارقة أخرى في خريطة العمل الثقافي العربي بعد ان حقق قفزة نوعية حولته من مجرد مكان لعرض الكتب الى فرصة قيمة للارتقاء بصناعة النشر والحفاظ على حقوق الملكية الفكرية والفنية، فجاءت المشاركات في العامين الماضيين غير مسبوقة ومن مئات الناشرين من مختلف دول العالم. ما يؤكد أن معرض أبوظبي للكتاب هو الأسرع نمواً في منطقة الشرق الأوسط، وبات اليوم أكثر دوليةً واحترافيةً واستقطاباً لدور النشر ورجال الفكر والثقافة. وبوجود هذه النافذة الواسعة المفتوحة على الفنون والثقافات المعاصرة، احتفت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بأهم مشروعين للشعر العربي والشعر النبطي وهما مسابقة “أمير الشعراء” للشعر الفصيح ومسابقة “شاعر المليون”؛ للشعر النبطي اللتان استحوذتا على اهتمام عربي، يمكن تلخيصه كونه أثبت وحدة الثقافة العربية وعمق توجهها المشترك عبر تصوير آمالها وآلامها. إلى ذلك، تستضيف أبوظبي وتنظم منذ فترة جملة فعاليات مميزة (مهرجان الشرق الاوسط السينمائي وأنغام من الشرق ومهرجان أبوظبي للموسيقى الكلاسيكية ومهرجان ووماد وغير ذلك كثير)، أخيراً، من الصعب على المرء أن يستذكر كل ملامح هذه التجربة الرائدة وتفاصيلها، لكن الشيء بالشيء يذكر، وما الوسام إلا سانحة تعيد الى الذهن كيف تمكنت هذه المدينة الجميلة أن تضم بين أعطافها ثقافات العالم بكل غناها وتنوعها، ومع ذلك، تحافظ على وجهها الأصيل فاستحقت فعلاً لا قولاً أن تكون عاصمة لثقافة العالم بتوجهها الإنساني والحضاري، ولم يكن لها أن تصنع كل هذه الحكمة لولا جهود رجال وضعوا الثقافة نصب أعينهم وآمنوا بقدرتها الخلاقة وحضورها الجليل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©