29 يوليو 2008 01:06
تسارعت الاتصالات في بيروت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بهدف إزالة العقبات من أمام اللجنة الوزارية المكلفة بإعداد البيان الوزاري والذي بموجبه ستتقدم الحكومة الجديدة بطلب نيل الثقة من مجلس النواب اللبناني· ولا تزال خلافات حول عبارات محددة تتعلق بالمقاومة ودورها تحول دون الوصول الى صيغة نهائية للبيان المذكور· وتصر قوى المعارضة على أن يرد في البيان ما يؤكد حق المقاومة في العمل من أجل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأن تتبنى الحكومة اللبنانية ذلك·· فيما ترى ''الاكثرية'' أن هذه العبارة تعني بقاء سلاح المقاومة ومن ثم عدم حصر العمل من أجل تحرير المزارع بالدولة وحدها·
وتتوقع مصادر موثوقة في العاصمة اللبنانية أن يتم التفاهم حول صيغة مقبولة من الطرفين خلال الثماني والأربعين ساعة القادمة مما يعني سرعة عقد جلسة لمجلس النواب لمناقشة البيان ثم منح الحكومة الجديدة الثقة وهي الحكومة التي ستشرف على الانتخابات النيابية بعد ثمانية أشهر''·
وأكدت مصادر وزارية معنية مباشرة بالبيان الوزاري لـ''الاتحاد'' أن ضغوطات كبيرة مورست على اللجنة شاركت فيها قيادات عليا لبنانية وفرنسية وقطرية خلال عطلة نهاية الاسبوع، اثمرت عن حل وسطي لهذه المعضلة بعدما تحولت الى مادة للسجال العنيف بين اقطاب من فريقي الاكثرية والمعارضة بلغت حدود ''التخوين'' تارة و''العمالة'' تارة أخرى، وكادت تؤدي الى انفراط عقد الحكومة الثلاثينية برمتها·
وأوضحت المصادر نفسها لـ''الاتحاد'' بأن فريق 8 مارس هدد ''بتفجير'' الحكومة من الداخل في حال رفضت ذكر اسم المقاومة وحقها في الدفاع عن الأرض والوطن في البيان، وأبلغ مصدر مسؤول في المعارضة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بأن الحدة في رفض حق المقاومة في البيان هو بمثابة ''إعلان حرب'' والرد عليه سيكون حتماً تفجير الحكومة وإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه قبل تأليف الحكومة والدعوة الى استشارات نيابية جديدة لتسمية مرشح جديد لتأليفها·
وكانت الاتصالات قد تكثفت بين الرؤساء الثلاثة ميشال سليمان ونبيه بري والسنيورة، وتوجت بلقاء الاول مع عضوي لجنة صياغة البيان الوزاري الوزيرين نسيب لحود وجبران باسيل اللذين يمثلان الاكثرية والمعارضة في اللجنة، وعرض معهما على مدى ساعة كاملة امس آخر ما توصلت اليه المفاوضات حول بند المقاومة وابلغهما ضرورة حسم هذا الأمر في الاجتماع العاشر للجنة· غير ان مصادر في فريق الاكثرية شككت في امكانية التوصل الى صياغة نهائية للبيان اليوم الثلاثاء وقالت لـ''الاتحاد'': ''لن نتنازل رغم الضغوط لقبول صيغة ''حزب الله'' في البيان الوزاري''·
وفيما كشف النائب محمد الحجار عن ان الازمة تتعلق بسلاح ''حزب الله'' والعلاقات مع سوريا، أوضح وزير الدولة جان اوجاسبيان ان ''قوى 14 مارس'' تتمسك بحق لبنان ودوره في تحرير ارضه وحصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة فقط·
ورد ''حزب الله'' بالمطالبة بتضمين البيان الوزاري فقرة واضحة يعترف فيها بحق المقاومة ودورها في التحرير واعتبر حسن حب الله انه من المعيب ان تكون المقاومة محل خلاف في نص البيان الوزاري·
وفي نفس الوقت رجحت مصادر الرئيس سليمان ولادة البيان الوزاري اليوم، وقالت ان الاتصالات مستمرة وعلى اعلى المستويات المحلية والاقليمية لحسم الخلافات داخل لجنة البيان واخراجه الى النور بأسرع ما يمكن من الوقت·واكدت المصادر لـ ''الاتحاد'' بأن رئيس الجمهورية سيدعو الحكومة للاجتماع فور إعلان البيان برئاسته، وقالت ربما مساء اليوم الثلاثاء نظراً لكونه مستعجلاً في حصول الحكومة على الثقة البرلمانية قبل زيارته دمشق المتوقعة نهاية الاسبوع الجاري او مطلع الاسبوع المقبل·
المصدر: بيروت
عدد اليوم
