الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آلات محمولة جواً تنتج كهرباء من الرياح أقل تكلفة وبسعة مضاعفة

آلات محمولة جواً تنتج كهرباء من الرياح أقل تكلفة وبسعة مضاعفة
11 ابريل 2014 22:56
قطعت صناعة طاقة الرياح شوطاً طويلاً على مدى سنين، لاستغلال أفضل الخواص لمزارعها باحثة في كثير من الأحيان عن مساحات المروج النائية أو قمم الجبال البعيدة، سعياً إلى مضاعفة إنتاج الطاقة والحد من معارضة المجتمع. والآن تتوجه هذه الصناعة عالياً نحو السماء. فمع الجديد من التقنيات، التي تتيح للمطورين بناء ماكينات أعلى تدير ريشات مراوح أطول، بات في مقدور هذه الصناعة إنتاج طاقة أكبر بتكلفة أقل من خلال استغلال رياح أسرع تهب على ارتفاعات أعلى. وفتح ذلك أراضي جديدة في أماكن مثل ميشجان وأوهايو وأنديانا، التي في وسع سعر الكهرباء المولدة من توربينات، مبنية على ارتفاع 300 قدم أو 400 قدم من سطح الأرض منافسة مصادر تقليدية مثل الفحم. بل من الممكن لجهود استغلال الرياح أن تذهب إلى ارتفاعات أكبر. وهناك مثال ربما يشكل أقصى ما بلغته هذه الصناعة، تجسده شركة ناشئة تسمى «التاييروس إنرجي» التي تتأهب لإطلاق أولى تجاربها التجارية لتوربينة رياح محمولة جواً في ألاسكا. صممت هذه الشركة جسماً ضخماً ليحلق على ارتفاع 1000 قدم أو 305 أمتار عن سطح الأرض مزود بماكينة دوارة لتوليد كهرباء، تكفي لتزويد أكبر من عشرة منازل من خلال كابل واصل بسطح الأرض. التوسع رأسياً غير أن التوسع رأسياً نحو السماء سبق أن استخدمته صناعة طاقة الرياح من قبل لتتحول أنحاء في غرب وسط الولايات المتحدة، الذي كان منعزلاً من قبل، إلى محطّات تسخير طاقة رياح. فمنذ ست سنوات، لم تكن سرعات الرياح على ارتفاع 200 قدم في تلك الأنحاء بالقوة الكافية، التي تجعل من المجدي تطوير طاقة الرياح هناك، حسب إليزابيث ساليرنو كبير الخبراء الاقتصاديين، ومديرة بيانات طاقة الرياح والمحللة في الجمعية الأميركية لطاقة الرياح. غير أنه مع زيادة ارتفاع محاور التوربينات، التي تثبت أعلى الأبراج، ومن خلال تزويدها بريشات أطول، تغير ذلك المفهوم. في ميشجان على سبيل المثال، لم يكن هناك مزارع طاقة رياح ذات نطاق خدمات عمومية تعمل في عام 2008، حسب ساليرنو. أما الآن فهناك ما يكفي لتوليد 1000 ميجاواط من الكهرباء التي يمكن أن تزود مئات الآلاف من المنازل. وانخفضت أسعار الكهرباء، في بعض الأحوال إلى نحو 4 سنتات لكل كيلووات ساعة، لدرجة أن مؤسسات المنافع العمومية دأبت على زيادة حجم طاقة الرياح، الذي تريد شراءه بموجب عقود طويلة الأجل، حيث قالت الجهات المنظمة إنه أرخص الاختيارات. غير أنه تزامن مع ذلك مواجهة هذا التوجه ببعض المعارضة في هذه المناطق الجديدة من قبل سكان يعترضون على توربينات الرياح الصناعية المرتفعة. وقالت ساليرنو: «لا يقتصر الأمر على اكتشافنا لمزيد من الرياح في مناطق تشتد فيها سرعتها. بل إنه فتح مناطق، مثل شرق جنوب الولايات المتحدة وغيرها، التي ربما لا تكون اقتصادية اليوم، ولكن يمكن أن تكون كذلك مستقبلاً. وهذا ما نصبو إليه». وتطورت صناعة طاقة الرياح المحمولة جواً واستغلت تلك الديناميكية، وإن كانت حالياً لا تستطيع المنافسة إلا في الأماكن التي تكون فيها أسعار البدائل الأخرى مثل الديزل، أعلى كثيراً. توربين ذو أجنحة ولا تعتبر «التاييروس» الشركة الوحيدة، التي جربت تطوير منظومات طاقة الرياح المحمولة جواً. فعلى سبيل المثال، تعكف شركة ماكا في باور على تصميم توربين ذي أجنحة، وحسب موقعها في الشبكة، يطير في دوائر. وكانت «جوجل» قد استحوذت على هذه الشركة العام الماضي وإن كانت التقنية لا تزال في طور التحسين. وقال مسؤولون إنه في حال ألاسكا - وفي غيرها من المناطق النائية، يعتبر من المجدي اقتصادياً تعميم هذه التقنية التي ترمي إليها «التاييروس»، نظراً لأن أسعار الطاقة فيها من الارتفاع لدرجة أنه حتى مع تقنية واعدة، ولكن غير مثبتة يكون الأمر مجدياً. وقال الن بالديفيسو مدير برنامج مصادر الطاقة غير التقليدية في هيئة طاقة ألاسكا: «في ألاسكا على وجه الخصوص، يعتبر تقليص التكاليف المصاحبة لتركيبات محطّات الكهرباء دافعاً جاذباً لنشر هذا النوع من طاقة الرياح». ومنحت هيئة طاقة ألاسكا 1.3 مليون دولار لشركة التاييروس من صندوق تقنيات الطاقة الناشئة دعماً لتجربته المعدة لفترة 18 شهراً استعداداً لتعميم استخدامها. وقال شون سكالينج نائب مدير الطاقة البديلة في هيئة طاقة ألاسكا: «ينصب جل اهتمامنا على التكلفة نظراً لارتفاع سعر الكهرباء الحاد في بعض أجزاء ألاسكا». وهناك فوائد جانبية مهمة تتمثل في أنها طاقة أنظف وأكثر رفقاً بالبيئة، بل ويمكن أن تكون أرخص». وقال بن جلاس رئيس تنفيذي «التاييروس»، إنه يتوقع أن يكون في مقدور الشركة توفير الكهرباء بسعر 18 سنتاً لكل كيلوواط ساعة، وهو سعر أعلى كثيراً من معظم الأسواق التقليدية، ولكن أقل كثيراً من سعر 35 سنتاً لكل كيلوواط ساعة، الذي غالباً ما يسري في مناطق ألاسكا النائية. في بعض أماكن ألاسكا، قد تبلغ الأسعار حوالي دولار واحد لكل كيلوواط/ساعة، ما يساوي تقريباً عشرة أمثال متوسط سعر الكهرباء الوطني. ومن شأن خدمة أسواق من ذلك القبيل مساعدة الشركة على ترسيخ نشاطها وتقليل التكاليف لتنافس في نهاية المطاف المشاريع الأوسع نطاقاً. تكنولوجيا المناطيد وأطلق جلاس الشركة عام 2010 وبمشاركة آدم راين (وشريك آخر تخارج مبكراً)، حين كان الاثنان يستكملان برامج التخرج في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، جلاس في هندسة الطيران والفلك وراين في إدارة الأعمال في كلية سلون لإدارة الأعمال. وخطط جلاس الذي كان والده يعمل طياراً، لدراسة علوم الصواريخ ولكنه تخلى عن ذلك المسار. ونظراً لاهتمام جلاس بالطاقة النظيفة، تحول إلى طاقة الرياح وانتهى إلى تصميم مصفوفة من التوربينات لمشروعه واستغل مهاراته الهندسية في استخدام التوربينات في ماكينة محمولة جواً. ومن خلال تقليد تكنولوجيا المناطيد المستخدمة في مجال الاتصالات والمراقبة والأرصاد الجوية المرتفعة عالياً فوق سطح الأرض، في مقدور منظومة «التاييروس» ضبط ارتفاع واتجاه التوربين، حسب الرياح المتغايرة لمضاعفة إنتاج الطاقة. ويتيح ذلك للماكينة إنتاج ما يتراوح بين مثلي وثلاثة أمثال الكهرباء، التي تنتجها نظائرها التقليدية المركبة على أبراج، حسب جلاس. وجمعت الشركة أكثر من مليون دولار في العامين الماضيين من مستثمرين رواد وبعض حكومات الولايات ومن حكومة الولايات المتحدة بما يشمل إدارتي الطاقة والزراعة، وفي مقدور هذه التقنية المساعدة على توفير الكهرباء عقب كوارث طبيعية. وقال الشركاء إن مجال طاقة الرياح المولدة من توربينات محمولة جواً على ارتفاع 2000 قدم في الجو، تمت تجربته بنجاح. وقال راين الاستشاري السابق في مؤسسة باين الاستشارية إنه بدلاً من اختراع أسلوب جديد تماماً، يطمح الشركاء إلى المعدات الأكثر تجربة والأقل مخاطرة لإخراج منتج بأسرع ما يمكن وأرخص ما يمكن. (نقلاً عن - انترناشيونال نيويورك تايمز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©