الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

37 رحلة جوية لتلقيح سحب ركامية من دون إضرار بالبيئة

37 رحلة جوية لتلقيح سحب ركامية من دون إضرار بالبيئة
4 أكتوبر 2009 00:51
نجح المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل منذ بداية موسم المطر الصيفي في تلقيح السحب الركامية بواقع 37 رحلة جوية قامت بها الطائرتان التابعتان للمركز منذ شهر يونيو الماضي ولمنتصف الشهر الحالي بفارق 36 رحلة جوية عن العامين الماضيين، عازيا المركز الفارق لتراجع المرتفع الهندي إلى خليج عمان وبحر العرب، وبالتالي منع تغذية الكتل الهوائية الرطبة وقلة فرص تشكل السحب الركامية. ويسعى المركز التابع لوزارة شؤون الرئاسة من وراء تطبيقه لآلية الاستمطار في المساهمة بزيادة الحصاد السنوي من مياه الأمطار ودعم الوضع المائي للدولة، فضلا عن زيادة معدلات الجريان السطحي للأودية ودعم المخزون الاستراتيجي من المياه الجوفية. ونفى المركز ما يتردد بين أوساط الجمهور العام من أن الأملاح المستخدمة في تلقيح السحب لها ضرر على البيئة أو الصحة العامة. وفي هذا الإطار، أوضح عبدالله المندوس المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن هذه الأملاح ليس لها أي ضرر على البيئة والصحة العامة على الإطلاق وليس لها تأثير مباشر أو غير مباشر في تلوث الأمطار أو الهواء، مشيرا إلى أن الأملاح المستخدمة في التلقيح عبارة عن كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم التي تتواجد بوفرة في الغلاف الجوي، إضافة إلى أن كمية ايوديد الفضة المضافة لا تتعدى 0.05 ميكروجرام لكل واحد لتر علما بأن النسبة المسموح بها عالميا هي 50 ميكروجراماً لكل واحد لتر. وعن ضرورة تلقيح السحب، أكد المندوس أن عملية التلقيح تلعب دورا أساسيا في تركيبة السحاب وبما يحفز تساقط المياه من السحابة في أسرع وقت لتلافي تكونها إلى حبيبات برد، لافتا إلى أن التلقيح ليس له أي دور ديناميكي بتسارع الرياح السطحية لاسيما أن التلقيح معني بالسحب المشبعة بالمياه فقط. ويشار إلى أن دول ككندا تقوم شركات التأمين فيها بإجراء عمليات تلقيح السحب للتخلص من حجم البرد الكبير وذلك عن طريق الاستمطار لتسريع سقوط الأمطار بفترة كافية قبل صعودها إلى مستويات عليا ذات درجات حرارة متدنية بمعنى آخر قبل تحولها إلى حبيبات برد كبيرة الحجم وبالتالي تلافي إحداثها لأي ضرر. تقنيات جديدة وذكر المندوس أن مشروع الاستمطار لا يزال في بدايته ويحتاج إلى المزيد من الدراسات والأبحاث، وأن المركز مستمر في هذه الأبحاث للوصول إلى أفضل النتائج. ولفت إلى أن المركز يقوم بين الحين والآخر بتقنيات جديدة في عملية التلقيح، حيث تقوم إحدى الطائرتين التابعتين للمركز بالصعود إلى قمم السحابة فوق مستوى الصفر المئوي عند ارتفاع 18 ألف قدم، ومن ثم رش مسحوق أيوديد الفضة ليعمل عمل البلورات الثلجية في طبيعته وجذب جزيئات بخار الماء وتكثيفها إلى بلورات ثلجية، والتي تبدأ بالذوبان حين سقوطها لتتحول إلى مياه قبل وصولها إلى الأرض، وفي نفس الوقت تقوم الطائرة الأخرى بعملية رش السحابة بمواد ملحية أخرى مختلفة التركيب من الأسفل. وكل من هذه المواد لها خاصية فيزيائية تختلف في التأثير في تجميع قطرات الماء وزيادة هطول الأمطار. وأضاف أنه تم اجراء عدة طلعات استمطار جوية خلال الموسم الحالي، وسوف يستمر المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بمراقبة أجواء الدولة ومراقبة السحب لإجراء المزيد من هده العمليات، مشيرا إلى أن السحب القابلة للاستمطار تقل فرصة تكونها كلما اقتربنا من فصل الشتاء لنقصان بخار الماء المحمل بالرياح الجنوبية الشرقية وإلى تراجع امتداد المنخفض الموسمي الذي يسود الدولة خلال الصيف. ويشار إلى أن وزارة البيئية قدرت كميات الأمطار التي هطلت مع بداية سبتمبر الحالي والمتجمعة في بحيرات السدود بنحو 221 ألفا و 14 مترا مكعبا، حيث تراوحت الأمطار بين المتوسطة والغزيرة في المناطق الشمالية من الدولة. وقال المندوس إن المركز يتابع عمليات استمطار السحب والتي كان آخرها خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تركزت معظمها على المناطق الجبلية والشرقية لوجود السلاسل الجبلية التي تعمل على رفع الهواء إلى الأعلى وتشكل السحب الركامية في تلك المناطق، وهو ما يبرر سقوط الأمطار على مناطق دون غيرها في الدولة. وتعتبر عمليات استمطار السحب من العمليات التي تستوجب الدقة في طريقة التلقيح حيث يتم توجيه الطائرة إلى المكان المناسب من السحاب وفي الوقت الملائم عند تكونها، وذلك لضمان الهدف المرجو من هذه العمليات، وليتم نثر مواد التلقيح في المكان المناسب من السحاب، والتي تبدأ عندها هذه الأملاح بجذب وتجميع بخار الماء إلى قطيرات صغيرة من الماء، ونتيجة لتصادم هذه القطيرات والتحامها مع بعضها البعض تصبح كبيرة الحجم ولا يبقى الهواء قادرا على حملها لتسقط من السحاب وتصل إلى الأرض على شكل أمطار. وتستغرق عملية حرق الشعلات ما بين 2-3 دقائق لكل شعلتين، ويعتمد عدد الشعلات المستخدمة على الطبيعة الفيزيائية للسحاب المستهدف مع ضمان استمرارية الهواء الصاعد داخل السحب ليتم رفع المواد إلى أعلى السحاب، وعادة تنمو السحابة بعد نثرها بمواد التلقيح خلال فترة لا تتجاوز الـ 15 دقيقة، علما أن عدد الشعلات المستخدمة يعتمد على طبيعة وحجم السحابة المستهدفة. وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل دول منطقة الخليج العربي التي قامت باستخدام تقنية تلقيح السحب التي اعتمدت أحدث التقنيات المتوفرة على المستوى العالمي، وذلك باستخدام شبكة رادارات جوية متطورة تقوم برصد أجواء الدولة ومراقبة تكون السحب على مدار الساعة، بالإضافة إلى استخدام طائرات خاصة تم تزويدها بأجهزة خاصة لحرق الشعلات الملحية، والتي تتلاءم هذه المواد مع طبيعة السحب من الناحية الفيزيائية والكيميائية التي تتكون داخل الدولة والتي تمت دراستها مسبقا خلال السنوات الماضية قبل البدء بتنفيذ عمليات الاستمطار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©