السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قراء «الاتحاد» يحاكمون المجتمع في «رجل متناقض»

قراء «الاتحاد» يحاكمون المجتمع في «رجل متناقض»
4 ابريل 2011 20:09
رغم بساطة قصة عمود “أوراق”، التي كانت تدور حول رجل تزوج فتاة، منع عنها كل الملذات البريئة - بدافع الغيرة والحب- فيما انغمس هو في ملذاته وخياناته المتكررة غير عابئ بزوجته المحبة، إلا أن القراء خرجوا عن البساطة تماماً في تقييمها، خاصة أن الكاتبة أمل المهيري تركت في نهاية قصتها البطلة أمام خيار الخيانة كطريقة للانتقام لنفسها، ولكن مع هاجس المحافظة على سمعتها وسمعة والدها الذي تحمل اسمه. على غير عادتها، فردت الكاتبة الصحفية أمل المهيري في زاويتها الأسبوعية “أوراق”، قصة أثارت بها متصفحي موقع “الاتحاد الإلكتروني”، وإن كانت الكاتبة قد انتهجت سابقاً الخط القصصي في الاستدلال على وجهة نظرها حول بعض القضايا الاجتماعية، إلا أن أسلوب القص هذه المرة جاء في مجمله دون أي تدخل منها، باستثناء العنوان الذي كان “رجل متناقض”. ويبدو أن عدم التدخل هذا، بالإضافة إلى ترك خاتمة القصة مفتوحة على كل الاحتمالات، هو ما أثار شهية قراء العمود للتعليق وإدلاء كل واحد منهم بدلوه في القضية، وهو ما زاد الاختلاف بشأن القصة نفسها، وحيال بعض الردود، بل حتى أن بعضهم وصل لدرجة رسم خاتمة مناسبة لقصة “الرجل المتناقض”. كارت أحمر كتب المتصفح فيصل اليماني تحت عنوان “لا بد من الكارت الأحمر” رأيه، معتبرا أن القصة عادية جدا، وهي تتحدث عن قضية تناقش في الحياة كل يوم؛ ورغم ذلك طرح مداخلته في الأمر، فكتب يقول “علينا أن نفرق بين سهر الزوج يومياً مع أصحابه حتى منتصف الليل، تاركاً زوجته وحدها دون إحساس بالمسؤولية، وبين الصنف الآخر من الرجال الذي يتنقل من فتاة إلى أخرى لا حياء ولا دين”. ويضيف “الصنف الأول من الأزواج يمكن الصبر عليه ودعوته بين الحين والآخر لتحمل المسؤولية، أما الصنف الآخر فلا يمكن الصبر عليه طويلا، فبعد النصح لا بد من الوعيد ورفع “الكارت الأحمر” إذا كانت ظروف الزوجة الاجتماعية والاقتصادية تساعدها في ذلك؛ فيجب ألا تقبل بالذل في العيش مع زوج أهدر كرامتها”. ويرى اليماني في مشاركته، أن على هذه السيدة أن تنأى بنفسها عن الانتقام، فهذا بعيد عن سلوك المرأة المؤمنة الشريفة. وجاءت نصيحة اليماني متطابقة مع نصيحة منذر الخاطري، الذي بدأ مشاركته بالقول “لا أؤيد أبداً أن تلجأ الزوجة للانتقام بنفس الطريقة، فهي بذلك تنتقم من نفسها ومن كرامتها قبل أن تنتقم من زوجها”، مضيفا “هناك كثير من هذه الأنواع من الشباب، وكان الله في عون الزوجات اللاتي ابتلين بمثل هذا النوع”؛ متعجبا في الوقت نفسه من هذه الفئة من الرجال بقوله “تجد كثيراً من الشباب يعرفون أن الله سيعاقبهم بنفس العقوبة إما في زوجاتهم أو أخواتهم أو بناتهم، غير أنهم لا يكترثون”. تستحق.. لا يستحق غير أن منحى التأثر ببطلة القصة، لم يستمر طويلاً، فهناك من هاجمها، ووجد أنها تستحق ما جرى لها، فكتبت المتصفحة اعتدال تحت عنوان “تستاهل” بعد أن شكرت المهيري على الموضوع “موضوع جميل، شكراً للكاتبة المتميزة، ومن رأيي أن هذه المرأة تستحق ما حصل لها، وكل امرأة تفرط في حقوقها لا تتوقع من زوجها أن يعيد لها هذا الحق”. وفي سياق كون هذه السيدة تستحق ما جرى لها، كان للقارئ محمد العلي رأي مختلف فكتب “أتفق مع منذر، الانتقام ليس حلاً على الإطلاق، إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. الموضوع يحتاج إلى مواجهة، وإن لم تكن هناك فائدة في هذا الرجل، فلتتركه وترحل. لأن أي تصرف مشابه لتصرف الزوج يعني إهداراً لكرامة المرأة، ومن وجهة نظري أن رجلا كهذا لا يستحق دمعة، فما بالك بإهدار الكرامة”. أما رأي المتصفحة زينب فقد جاء محرضا لبطلة القصة في زاوية “رجل متناقض”، فكتبت “لا إخلاص لمن لا يستحق”، موضحة أنها “مع انتقام الزوجة من زوجها خصوصا إذا كان انتقاماً من نفس العمل، وأرى أن من حقها أن تمارس حياتها بالطول والعرض، لأنه ليس هناك رجل يستاهل الإخلاص طالما هو غير مخلص”. ولم تتوقف الآراء التي تعتبر أن هذه السيدة تستحق ما جرى لها عند هذا الحد، فقد رأت كاتبة ذيلت تعليقها باسم “صاحبة القلب الكبير” أن “من أخطاء الرجل الدخول في القفص الذهبي برجليه، فبعد أن كانت لديه الحرية تخلى عنها من أجل الزواج، وعليه أن يتحمل تبعات ذلك، وعليه أيضا أن يتحمل خيانة الزوجة إذا هي قررت ذلك”؛ وقد عنونت مشاركتها “المتطرفة” بعنوان “يستاهل”. عادي ليس ببعيد عن الأحكام المتطرفة، مشاركة صديق الموقع “المتميز بأطروحاته” حمزة بالقول تحت عنوان “عادي” “الموضوع عادي يمكن للرجل أن يتزوج ويعيش حياته الخاصة يخرج مع من شاء، حتى يبتعد عن جو البيت الروتيني، وينبغي للمرأة أن تتفهم الموضوع أكثر، وأن لا تتحسس من زميلات زوجها، لأن الزمالة شيء والزواج شيء آخر”، معللا “الرجل كما خلقه الله أناني بطبعه، لذلك ولحبه لزوجته يشعر بالغيرة عليها، وهي تحسبها خطأ بأنه لا يحبها، إذ إنها تقيس محبته لها بالخروج معه إلى الأسواق والمولات”. ولم يذهب القارئ عبدالله الحريثي بعيداً عن رأي حمزة، فكتب في مشاركته التي عنونها “الرجل غير متناقض”: “لا أرى في تصرف الرجل، أي تناقض، وإنما سلوك عادي يقوم به أغلب الشباب المتزوجين، حتى لو كان غير مقبول، فهو لا يوصف بالتناقض”، موضحا أن غيرة الرجل على زوجته أمر عادي، وعلاقاته الخارجية أمر لا يتناقض مع غيرته. وكان للقارئ “المغترب” رأي مختلف في الموضوع، فكتب تحت عنوان “ليس كل الرجال نفس الشيء” ما يفيد بلومه للزوجة، فالرجل يتقيد بالزوجة التي تستطيع أن تسد احتياجاته وتعوضه، فالزوجة لديها الطرق لكي يتحاشى الزوج التوجه للمعاصي. ذبحتونا في تعليقات القراء على الموضوع، خرجت صرخة من صديقة الموقع “عوشة”، فكتبت تعليقا لاذعاً تقول فيه “طرق للحفاظ على الزوجة، كيف تحافظين على بيتك، كيف تحتفظين بجمالك، احصلي على الرشاقة لأجله.. يا جماعة ذبحتونا، تعبنا والله عشان نراضي هالريل، وهو أدنى الأشياء ما يتعب عمره عشان يسويها لهلأنثى اللي جالسة في بيته تتريا رضاه، تراكم ذبحتونا”. ولم يكن هذا رأي “عوشة” فقط، فقد كتبت سلمى، وهي أيضا من صديقات الموقع، مشاركة تحت عنوان “المجتمع كله متناقض”، تقول “لا أدري، لماذا هذا المجتمع يناقض نفسه، عندما يتحدثون عن الرجل وأفعاله، يقولون عادي، وعندما يتحدثون عن المرأة، يقولون عيب، يجب أن تحافظ على شرفها وبيتها وسمعة أسرتها، وكأن الرجل لا شرف له ولا أطفال ولا سمعة، ما هذا التخلف والازدواجية، فعلا مجتمع متناقض”. وأخيراً، وليس آخراً، خاصة أن الموضوع استثار العديد من التعليقات التي لا مجال لذكرها، كتب أبو فارس الفارسي، موجها رسالة إلى “صاحبة القلب الكبير” يقول فيها “إلى صاحبة القلب الكبير، حرام عليك التحريض على الانتقام بهذه الطريقة، فهناك تبعات كبيرة تعود على العائلة بالتصرف بنفس طريقة الرجل، وأكثر تلك التبعات تعود سلبا على الأبناء والعائلة والنسل؛ الظاهر أن قلبك ليس كبيراً كما تقولين، فالله يهديكم”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©