الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

القبارصة يتعاملون مع الأزمة المالية بصبر وهدوء

31 مارس 2013 22:48
نيقوسيا (أ ف ب) - بهدوء لا مثيل له، أمضى القبارصة أسبوعين من أزمة مالية حادة وضعت هذه الجزيرة الصغيرة المتوسطية على حافة الإفلاس، والتي أصبحت محط أنظار العالم. وبعد اتفاق بروكسل الذي ابرم فجر السبت 16 مارس حول تطبيق ضريبة استثنائية على كل الودائع المصرفية لقاء خطة إنقاذ بقيمة 10 مليارات يورو تفاديا لإفلاس البلاد، تحركت بورصة طوكيو حتى قبل الأطراف المعنيين. وصباح 18 مارس في حين خسر مؤشر نيكاي 2,7% بسبب هذه الضريبة، كان القبارصة يستعدون للاحتفال ببدء الصوم لدى الطوائف الأرثوذكسية. وبعد ظهر ذلك اليوم تظاهر بضع مئات من الأشخاص أمام البرلمان حيث رفض النواب التصويت على الضريبة على الودائع ما ارغم الحكومة على إبرام اتفاق ثان في اللحظة الأخيرة على حساب إعادة هيكلة النظام المصرفي في العمق. ولدى إعادة فتح المصارف الخميس بعد 12 يوما من الإقفال، كان أمام فروعها في وسط نيقوسيا عدد اكبر من المراسلين الأجانب من الزبائن الذين أتوا لسحب مبلغ الـ 300 يورو المسموح به يوميا. وكانت عناصر امن متمركزة أمام العديد من المصارف في حين حلقت مروحية للشرطة فوق المدينة لكن القبارصة وقفوا صامتين ومستاءين في طابور بسبب الثمن الباهظ الذي دفعته البلاد للحصول على خطة الإنقاذ والبقاء في منطقة اليورو. وفي تغريدة على تويتر حيا الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس “حس المسؤولية” الذي اظهره مواطنوه حيال هذه الأزمة التي وصف عواقبها كعواقب الغزو التركي في 1974 الذي طرد ثلث السكان من ديارهم وقسم الجزيرة إلى قسمين. بالطبع تظاهر في الأسبوعين الماضيين مئات الأشخاص الغاضبين أمام القصر الرئاسي والبرلمان ومكاتب الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي القبرصي وكتب مشجعو أندية لكرة القدم عبارة “لصوص” على الجدران. لكن لم يسجل أي حادث جدي على الجزيرة، في حين ينظم اليونانيون تظاهرات عنيفة منذ عامين. ويوم الاثنين 25 مارس صبيحة الاتفاق الثاني في بروكسل، فرضت الشرطة طوقا أمنيا على وسط نيقوسيا، لكن بمناسبة عيد الاستقلال اليوناني الذي حضره العديد من القبارصة تحت شمس حارقة. وتقول الأوكرانية أوكسانا المقيمة منذ فترة طويلة في قبرص “لا يمكن أن يحصل ذلك سوى في قبرص. أي بلد آخر كان سيشهد اضطرابات وأعمال عنف”. وتقول كاليوبي اغابيو-جوزيفيديس الأستاذة في العلوم السياسية والاجتماعية في جامعة قبرص ان “القبارصة شعب هادئ بطبيعته، حاليا هم في حالة ترقب”. ويرى الخبير السياسي خريستوس خريستوفورو أن هناك عاملا ديموغرافيا. فعدد سكان قبرص 850 ألف نسمة يقيم اقل من ثلثهم في نيقوسيا. وأوضح “ليس لدينا مدن كبرى مثل أثينا، والأفراد هنا لا يرون الدولة كعدو. لقد عاشوا حياة رفاهية لسنوات بفضل الدولة”. وأضاف لكن خصوصا “لان القبارصة لم يشعروا بعد بواقعهم الجديد”. ودعا رأس الكنيسة المونسنيور خريسوستوموس إلى الخروج من منطقة اليورو، كما طالب بذلك أيضا رئيس البرلمان الاشتراكي ياناكيس اوميرو لكن الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس رفض الجمعة هذا الاحتمال. واكد الرئيس المحافظ “لن نترك اليورو .. لن ندخل في تجارب محفوفة بالمجازفات تضع مستقبل بلادنا في خطر”. وقال اناستاسيادس خلال الاجتماع السنوي لاتحاد موظفي الدولة في نيقوسيا، “لن نخرج من اليورو، وأنا اشدد على ذلك”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©