الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آرائي في الفساد والظلم سجلتها في 16 ديواناً شعرياً

آرائي في الفساد والظلم سجلتها في 16 ديواناً شعرياً
4 ابريل 2011 20:16
أكد الشاعر المخضرم فاروق شوشة أن ثورة 25 يناير التي قادها شباب مصر مؤخراً ، تعد أهم وأعمق من ثورة الضباط الأحرار عام 52 لان ثورة الضباط هي انقلاب عسكري قام به عدد من الضباط الوطنيين والمخلصين لمصر وأيدهم الشعب، أما ثورة 25 يناير فهي ثورة الشعب نفسه وأيدها الجيش وحماها ودافع عنها حتى الآن ، وهنا يكون الفارق كبيراً بين الثورتين. اللغة والكتًاب وقال فاروق شوشة في حوار لـ«الاتحاد» على هامش ملتقى الفجيرة الدولي الثاني للإعلام الذي ناقش اللغة العربية والترجمة في وسائل الإعلام العربية، إن قضية اللغة العربية من القضايا شديدة التعقيد، وإننا لم نحسن تعليم اللغة العربية إلى من يريد أن يتعلمها، لا في المدرسة ولا الجامعة، ومنذ اختفى الكتٌاب القديم في القرية المصرية تأثرت اللغة العربية كثيراً في مصر. وخير مثال على ذلك عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين كان أحسن من نطق اللغة العربية في عصرنا الحديث، ويعود الفضل في ذلك للكتاب، فقد تعلمها في كتاب قريته بصعيد مصر. وحول فقدان الحس العام باللغة العربية قبل الثورة ومدى التغيير الذي حدث بعد ثورة 25 يناير، قال شوشة: ثورة الشباب التي حدثت والتي التف حولها الملايين من أبناء مصر، طرحت منذ البداية شعاراتها بلغة عربية صحيحة وغير مهجنة متمثلة في جمل سليمة لغوياً مثل «الشعب يريد إسقاط النظام» وكأنها تريد أن تقول نحن الشباب الذين كنا نستخدم أدوات التقدم الحضاري بصورة تسيء إلى اللغة العربية فيما قبل الثورة، ها نحن عندما عدنا إلى هويتنا الوطنية اكتشفنا هويتنا اللغوية، وكأن الأمرين ممتزجان عندما أحس بهويتي وقوميتي فإن ذلك ينعكس على علاقتي مع اللغة العربية. وتابع: أننا في مصر لازلنا في مرحلة المخاض، ومن سمات هذا المخاض التحول والتغيير وقد يستمر هذا التغيير عاماً أو عامين أو خمسة أعوام وهي في عمر الشعوب لا تمثل شيئاً، لكن من المؤكد أن مصر بعد ثورة 25 يناير لم تعد هي مصر قبل الثورة، وأن التوجه العروبي في مصر وعمق الانتماء بينها وبين العالم العربي يعود ويتأكد من جديد، وأقصد هنا أن تعود مصر إلى موقعها من حمل مسؤولياتها التي أهلت لها من قديم الزمان والتي كانت تحملها وتمارسها لعصور طويلة. وحول إمكانية أن تتمكن مصر من لعب هذا الدور من جديد بعد ثورة 25 يناير، قال فاروق شوشة باختصار شديد وبعبارة واحدة، عندما تمكن نفسها فلن تنتظر تمكين أحد. رئيساً للإذاعة المصرية وحول حجم الفساد في الإذاعة المصرية قال شوشة الإذاعة عرفت الفساد بشكله الطاغي وغير المبرر في السنوات الأخيرة وأن كان للإذاعة دور مهم وكبير في تثقيف الرأي العام وتوعيته في كافة المجالات، الفساد في مصر لم يترك شيئاً إلا وحل فيه كما يحل السوس في كل المواد وبالتالي فإن الكشف عنه هو مجاله الآن. وهناك بالطبع فساد عميق جداً، وكل ما فعلته الثورة حتى اللحظة مثل جبل الجليد ما فوق السطح أما الفساد الكبير والحقيقي لا زال كما هو للأسف الشديد. والإذاعة المصرية التي كنت رئيساً لها ذات يوم ، هي جهاز حكومي تابع للدولة ومسخر لتنفيذ سياسات الدولة لا أكثر و لا أقل ، حتى على عهدي كانت الإذاعة مثل باقي المؤسسات الإعلامية بالدولة تنفذ فلسفة النظام فقط، ولو خرجت عن تلك السياسة والفلسفة فسوف تغلق، ولأنني شخصياً كنت أعمل في المجال الثقافي والأدبي ولا علاقة لي بالإطار السياسي في العمل. وأكد فاروق شوشة أنه كانت تأتيني تعليمات سياسية من الوزير أو أي سلطة أخرى فكنت أنفذ بعضها والبعض الآخر لا أنفذه. وبالطبع عندما كنت رئيساً للإذاعة، كانت لي أرائي الخاصة التي أترجمها عبر الشعر في الدواوين العديدة التي صدرت لي وهي تتجاوز الـ16 ديواناً شعرياً، وكانت هذه الآراء تصب في اتجاه آخر غير الاتجاه السائد حينذاك، حيث أتاح لي الشعر النقد وقول ما لم أستطيع قوله صراحة في قضايا الوطن. لغتنا الجميلة وقال فاروق شوشة قدمت برنامجين إذاعيين يبثان الآن بالإذاعة الأول وهو «لغتنا الجميلة» والثاني «أمسية ثقافية» وقدمت البرنامج الأول في منتصف الستينيات من القرن المنصرم وعمره تجاوز الـ 44 سنة ولازالت أقدمه حتى الآن ووصلت عدد الحلقات 15840 حلقة ، بينما برنامج «أمسية شعرية» فيصل عمره الآن 33 سنة تقريباً. وتلقيت عرضاً من إحدى المؤسسات الكويتية بإعداد البرنامج وتجهيزه للنشر في مجلدات، وكانت الفكرة خيالية لأن حجم العمل على إنجاز المشروع بالنسبة لي ولصحتي كان صعباً جداً ، ولكن عكفت عليه لفترة طويلة حتى أنجزته، وتمت طباعته في الكويت في ثلاثة أجزاء. تسجيلات طه حسين وسرد شوشة حكاية ذات معنى عندما طلبت منه رئيسة الإذاعة المصرية عندما كان مذيعاً عادياً، أن يستعين بتسجيلات قديمة من حوار أجراه أنيس منصور مع عميد الأدب العربي طه حسين ، بحضور عبد الرحمن بدوي ونجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوي وغيرهم، وقمت بالبحث عن هذه التسجيلات فوجدتها قد مسحت تماماً ومسجل على تلك الحلقات التراثية التي لا تقدر بثمن مباراة كرة قدم تخيلوا!! فاقترحت عليها شراء نسخة من إذاعة إحدى الدولة العربية التي كانت قد اشترت هذه الحلقات منا، وقمت بالفعل بالاتصال وأرسلت الشرائط لنا على أول طائرة في نفس اليوم ، واتصلت برئيس هذه الإذاعة الشقيقة لأشكره وأعرف ثمن الشرائط ، فقال إن ثمن الشرائط أن تحافظوا عليها للزمن والتاريخ وللأجيال في المستقبل.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©