السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المصريون يحاربون البطالة بالعمل الحر والمشروعات الصغيرة

المصريون يحاربون البطالة بالعمل الحر والمشروعات الصغيرة
4 ابريل 2011 20:19
حملة ضد البطالة تشهدها مصر حاليا بهدف بناء وتنمية البلاد لتلحق بركب الدول المتقدمة، لذا بدأت الحكومة المصرية عبر صندوق التنمية دعوة الشباب إلى أخذ زمام المبادرة والتوجه للعمل الحر من خلال التفكير في أقامه مشاريع صغيرة يتولون إدارتها وتشغيلها وتمدهم الحكومة بالمال اللازم كقروض حسنة وبضمانات ميسرة. خبراء اقتصاد يرون في دعوة الحكومة المصرية إلى أخذ زمام المبادرة والتوجه للعمل الحر، خطوة جيدة على الطريق الصحيح لخفض نسب البطالة المرتفعة بين المصريين، حيث تشير الإحصاءات إلى أن نسبة العاطلين عن العمل تقترب من 10 في المائة من مجموع الشعب المصري والبالغ 84 مليون نسمة. في حين تتحدث تقديرات غير رسمية صادرة عن منظمات المجتمع المدني عن نسبة 17 في المائة وهو رقم خطير لما له من تداعيات أهمها ما يشهده المجتمع حالياً من وضع اقتصادي متفاقم. تسهيل وتيسير يرى خبير الاقتصاد الدكتور حمدي عبدالعظيم، العميد السابق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، أن العمل الحر هو الخيار الأمثل بالنسبة للشباب المصري لاسيما وأن الدولة مهما صدقت في وعودها بمواجهه مشكلة البطالة فستجد صعوبة في استيعاب قرابة 10 ملايين عاطل في وظائف حكومية، إلى جانب 750 ألف خريج سنويا من المدارس المتوسطة والجامعات المختلفة، لذا فإن تيسير منح القروض للشباب بفائدة بسيطة مع مهلة كبيرة في السداد وإعفاءات ضريبية هو الحل الأمثل إذا تواكب مع حرص الحكومة على تدريب الشباب على المشروعات التي يرغبون إقامتها، مع عمل دراسات الجدوى لتلك المشروعات وتبين فرص نجاحها وفتح أسواق جديدة في الداخل والخارج لتسويق المنتجات. ويأمل مصريون أن تكون مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير بداية انتعاش السوق المصرية التي تعاني ركودا حادا. ولا تخلو صفحات الشباب المصري عبر الفيسبوك وتويتر من دعوات للحكومة بسرعة تقديم معالجة جادة وسريعة لمشكلة البطالة، بل راح البعض يضع هذه المشكلة في مقدمه القضايا التي يجب أن تكون على رأس الأولويات باعتبارها المشكلة الأخطر في المجتمع، وتشمل قاعدة عريضة منه وضرورة اجتثاث هذه الآفة الاجتماعية قبل اجتثاث أي شيء آخر. مواجهة البطالة يؤكد هاني سيف النصر، الأمين العام للصندوق الاجتماعي للتنمية، أن الصندوق يهدف من خلال القروض إلى التيسير على الشباب في مواجهة البطالة والتخفيف من حدة الفقر ورفع مستويات المعيشة، وتغيير المجتمع نحو الأفضل من خلال الاستثمار في العنصر البشري بغية تحويل الشباب المتعطل عن العمل إلى طاقات منتجة. ويرى أن تلك المبادرة تأتي في إطار الحرص المتواصل على التدخل المستمر لطرح البدائل، وإيجاد الحلول للأزمات الطارئة، وتعزيزا للسياسة التي تنتهجها الدولة لمعالجة الآثار السلبية التي نتجت عن الأحداث الراهنة ما يسهم في مساعدة أسر وأبناء الشعب المصري في تجاوز التبعات التي أثرت عليهم. ويشير سيف النصر إلى أن الأمر لا يقتصر عن العاطلين وإنما يمتد إلى أسر شهداء ثورة 25 يناير من خلال مبادرة من قبل الصندوق لاستحداث آليات ميسرة لتمويل مشروعات صغيرة جديدة بلا فوائد لأسر هؤلاء الشهداء. ويضيف أن الصندوق من خلال شبكة مكاتبه الإقليمية المنتشرة بكافة المحافظات سوف يتعامل مع أسر الشهداء بمختلف المحافظات خاصة تلك التي شهدت نسبة عالية منهم مثل القاهرة والسويس والإسكندرية وغيرها بالتنسيق مع وزارة الصحة وأي جهات أخرى ذات صلة تمهيدا لدراسة تلك الحالات كل على حدة من أجل الوقوف على أفضل نوعية من المدخلات التي يطرحها الصندوق في هذا الإطار. تساؤلات مشروعة أمام مقار الصندوق الاجتماعي للتنمية في أنحاء مصر يحتشد صباح كل يوم الآلاف من العاطلين عن العمل بحثاً عن قرض ميسر يتيح لهم تحقيق طموحاتهم في العمل واثبات الذات وبدا المشهد واضحا أمام المقر الرئيسي للصندوق بالقاهرة كما هو متوقع ودار الحوار بين العاطلين المتجمعين وهم يتساءلون “هل تصدق الحكومة في تنفيذ الطموحات الثورية وتقديم العون؟ أم أنها مجرد وعود وليدة اللحظة وسرعان ما تختفي بمرور الوقت. وهل يلتزم المرشحون في انتخابات الرئاسة المقبلة بتوفير قروض ميسرة تتيح للشباب تحقيق أحلامهم؟ في هذا السياق، يقول أسامة فاضل (28 سنة)، حاصل على بكالوريوس تجارة، “الأقوال يجب أن تقرن بالأفعال وما نلمسه من شعارات ودعوات تروج لها الحكومة منذ نجاح ثورة يناير قد يشكل جانبا من طموح الجميع في وضع حد لمعاناتنا. ومعالجة أوضاعنا مما سيمكنني وغيري من الزواج والحصول على مسكن مناسب لافتا إلى أنه قدم إلى الصندوق لمساعدته في إقامة مشروع لصناعة أكياس البلاستيك والذي يحتاج إلى 100 ألف جنيه مصري”. ويقول محمد النجار (33 سنة)، يحمل بكالوريوس زراعة إنه حضر إلى الصندوق لمساعدته في إقامة مشروع لتربية العجول، ويحتاج إلى 50 ألف جنيه كبداية لتحقيق ذلك، لافتا إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة فرصة المصريين للحصول على فسحة من الأمل في تحقيق أهدافهم، مستدركا أن على من يفكر في الترشيح لخوض الانتخابات الرئاسية أن يضع مشكلة العاطلين في مقدمة برنامجه لاسيما وإنهم قوة تصويتيه لا يستهان بها. عقبات البيروقراطية يقول إيهاب عبدالفتاح (29 سنة)، يحمل ليسانس حقوق “كنت أشارك في الاحتفال بثورة 25 يناير بميدان التحرير، ووجدت عددا من موظفي الصندوق الاجتماعي للتنمية يدعون الشباب إلى الحضور إلى مقار الصندوق للحصول على قروض ميسرة، وأكدوا أنهم يفعلون ذلك بناء على تعليمات من حكومة تسيير الأعمال والتي وجهت بتذليل كافة العقبات البيروقراطية التي تحول بين الشباب والحصول على قرض مناسب يساعد على إيجاد فرصة عمل من خلال مشروع يتولى الشاب إدارته بنفسه”. وتطمح أماني عبدالله (24 سنة)، التي تخرجت قبل ثلاث سنوات في كلية الاقتصاد المنزلي إلى إقامة مشروع صغير لتطريز ملابس الأطفال، وتوضح “تعلمت منذ كنت في سنوات الدراسة التطريز وتفصيل الملابس من خلال أحدى قريباتي كهواية، وبعد تخرجي في الكلية بدأت أعمل بنفسي ووجدت إعجابا بما أصنعه بيدي، ففكرت جديا في توسيع المشروع، وإقامة مصنع صغير لملابس الأطفال داخل منزل الأسرة، لاسيما أن المكان متوفر إلا أنني اصطدمت بالتمويل حيث أحتاج إلى نحو 50 ألف جنية لشراء الماكينات والأقمشة فتوقفت وكاد الأمل يموت إلا أنه عاد من جديد في ظل تطلعات مصر إلى مرحلة جديدة بعد الثورة”. كما تشهد مصر حاليا دعوات أخرى متتالية لحث الشباب على تعلم حرف يدوية مختلفة كالنجارة والنسيج والفخار اليدوي والسباكة والميكانيكا وصيانة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية المختلفة والدخول إلى سوق العمل من خلالها كعنصر فعال في تنمية الاقتصاد، بعد حصول الشاب على الدورات التدريبية التي توفرها وزارتا القوى العاملة والتنمية الإدارية في كافة أنحاء البلاد مجانا للشباب، ويحصل الخريج على منحة مالية 200 جنيه إلى جانب”حقيبة العدة” وهي عبارة عن حقيبة تحتوي على الأدوات اللازمة لبدء العمل.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©