الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استثمار الأراضي القاحلة

31 مايو 2010 21:20
لم تأت مشاريع حكومة أبوظبي للاستفادة من الأراضي القاحلة من فراغ، لأن الإنسان الذي قام بتحويل الأراضي الصحراوية إلى مساحات شاسعة خضراء، تدر مئات الأطنان من الخيرات المتمثلة في الغلة والتمور وغيرها، قادر على أن يصنع من الأرض القاحلة تربة خير تصبح ذات يوم بابا للاستثمار. وفي كل الأحوال تعتبر المناطق القاحلة بيئة للكائنات الحية التي تعمل على استمرار التوازن الأيكولوجي، وهو تلك الحلقة التي تجمع النبات بالحيوان والإنسان ليكوّنوا هذا العالم الذي يعيش على كوكب الأرض. وقد نجح المؤتمر الدولي لتصنيف التربة واستصلاح الأراضي المتدهورة في البيئات القاحلة، في استقطاب العلماء والباحثين والخبراء، وتم من خلاله عرض تجربة أبوظبي التي بدأت عام 2006 لمسح التربة في الإمارة، وكان خطوة كبيرة ونظرة للمستقبل، سوف تؤتي أكلها عندما تقام المشاريع البيئية والتوسعات الزراعية، وكذلك الصناعية، وسوف تتحول إلى مساحات خضراء. ولم يعد خافيا توفر الكم الهائل من قاعدة البيانات التي جمعت خلال المسح، بحيث يمكن التعرف على كل التفاصيل الخاصة بتلك الأراضي. ربما يكون هذا المشروع ليس خطوة أو مجرد رؤية مستقبلية فقط، بقدر ماهو مشروع أخضر يهدف لتحويل البور إلى أراضي مؤهلة كي تستثمر بيئيا، بحيث تكون صالحة للتحول إلى مساحات مليئة بالحياة، وبما أن إستراتيجية أبوظبي تعتمد على التصدي للتلوث فإن تلك الأراضي ربما تكون مساحات خالية من الملوثات، وبالتالي سوف تقل في تلك المساحات الانبعاثات التي ترفع درجات الحرارة أو تفرز الغازات السامة. عندما تتحدد مصادر التربة فإن الخطوات التالية سوف تكون واضحة، بما في ذلك نسبة تملح التربة والمياه الجوفية إن وجدت، ويعد إدخال المواد العضوية للتربة من أنجح التقنيات التي تعزز نمو النباتات في تلك المناطق، وكان الخبراء الذين بحثوا في التربة قد اكتشفوا خلال المشروع تربة الأنهيدريت التي حظيت باهتمام المجتمع العلمي الدولي، عندما نشر خبراء المركز الدولي للزراعة الملحية وهيئة البيئة – أبوظبي ووزارة الزراعة الأميركية، أول مقال عن هذا الموضوع في العام 2007، في الدورية المحكمة لوزارة الزراعة الأميركية. ويرى العلماء أن هذه التربة لم يتم العثور عليها أو تسجيلها في أي مكان في العالم سابقا، كما أن التصنيف الدولي الحديث للتربة لا يشتمل عليها، لذلك أوصت الدراسة بإضافة هذا النوع من التربة إلى الإصدارات المستقبلية للتصنيف الدولي، كما سلم الخبراء المشرفون على المشروع مقترح التعديل إلى وزارة الزراعة الأميركية لإدراجها ضمن التصنيف الدولي للتربة، وحاز هذا المقترح القبول المبدئي مع إجراء بعض التعديلات عليه، وشمل التعديل المقترح إضافة تربة الأنهيدريت على ثلاثة مستويات وهي كأفق تشخيصي تحت سطحي، وعلى مستوى العائلة وعلى مستوى تحت المجموعات الكبرى في حالة عدم سيادة الجبس أو الكربونات، وكل ذلك يعد بتأهيل ناجح لتلك الأراضي نتيجة كل الجهود التي تبذلها حكومة أبوظبي للاستفادة من تلك الأراضي في مختلف المشاريع البيئية والزراعية. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©