الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النخلة شاهدة على معاناة الأجداد ونهضة الأحفاد

النخلة شاهدة على معاناة الأجداد ونهضة الأحفاد
31 مايو 2010 21:22
احتلت النخلة في وجدان العربي مقاماً عالياً، فقد مجدت في كافة الأديان وجاء ذكرها في الكتب المقدسة. يقول الله تعالى في كتابه العزيز “والنخل باسقات لها طلع نضيد” كما ذكرت في عشرات الأحاديث الشريفة، في قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - “أكرموا عمّتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم”. رافقت النخلة المباركة إنسان البادية، وكانت تشبهه في الاستقامة والشموخ والكرم والصبر، فلازمته وحفظته وكانت معه في السراء والضراء. فحيثما اتجهنا في إمارات الدولة نجد النخلة سامقة شاهدة على معاناة الأجداد ووفاء الأبناء ونهضة الأحفاد، وتزين الملايين منها الواحات والمزارع والطرقات الرئيسية والشوارع والأحياء والحدائق العامة وجنائن البيوت، وترفرف أوراق عذوقها في الصيف والشتاء على حد سواء وتظل صامدة لا تسقط أوراقها وتتداعى كبعض الأشجار. فقد جعل الله سبحانه وتعالى في كل جزء منها خيراً للإنسان، من جذعها وأغصانها وسعفها وخوصها وجريدها وثمارها، فتهادت عناقيدها سلال بلح وتمر ورطب غنيّ بكلّ مقومات الغذاء من فيتامينات ومعادن وماء وأملاح. تعد النخلة من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان، وتعتبر منطقة الخليج وبلاد الشام والمغرب العربي بعض مواطنها. وتنتشر في الإمارات أفضل أنواعها إذ اهتم أجدادنا كثيراً بزراعة النخيل وأولوها عناية متميزة، واعتمدوا عليها اعتماداً كلياً في حياتهم اليومية، من خلال ظلها وخشبها وسعفها وعذوقها وثمرها. وكانت شريكتهم في الصحراء وشظف العيش، ووجهاً جميلاً من وجوه كرمهم (اعتبروا تقديم الأنواع الجيدة من تمرها مع القهوة دليلاً على إكرام الضيف). لذا لم يعد غريباً اليوم أن نجد في الدولة عشرات من أصناف أشجار النخيل تعد بالملايين، فيما يتجاوز أنواع التمور المئة نوع. يقول محمد الدرمكي- صاحب مزرعة في واحات العين: “يبدأ موسم نضج الرطب من يوليو ويستمر إلى مطلع ديسمبر، حيث تعبر النخلة سفر عام كامل كي تتحول من بذار فرطب فتمر، ثم تمور مصنّعة نتلذذ بمذاقها، لذا تحتاج عناية تامة طوال العام حيث يبدأ الموسم بمرحلة “الترويس” وينتهي بمرحلة “الصرام”. لكن يجمع بداية “النغال” ثم تخرف أنواع أخرى منها على سبيل المثال (الخنيزي، الجبري، الخلاص، الحاتمي، البقاتي، الجش، الصلاني، بومعان، الخبيصي، الشيشي، الفرض، المسلي، البرحي) وغيرها”. يضيف الدرمكي: “يعتبر الترويس أول المراحل وتتجلى بصعود النخلة وقص الكرب والأشواك من السعف، ثم “التنبيت” أي التلقيح، يليه “اللفاف” وهو لف مكان العذوق الحديثة بالليف لئلا يفسد الطلع، وبعدها يتم “التفكيك” ويزال الليف من حول العذوق، ثم مرحلة “التحدير” وإزالة السعف القديم من موضع الكرب. بعدها يكون “الخراف” الذي تليه المرحلة الأخيرة “الصرام” وبه يجنى التمر”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©