الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ميثاء علي: شباب الإمارات.. «نشامى التطوع»

ميثاء علي: شباب الإمارات.. «نشامى التطوع»
1 يونيو 2017 08:02
لكبيرة التونسي (أبوظبي) ميثاء علي من العناصر التطوعية المميزة، فقد آمنت بالعمل الإنساني، وما تتركه قيمة العطاء من أثر على المجتمع، وما تحققه من سعادة للفرد، وشغفها بحب الخير فانخرطت في البرامج المدرسية الإنسانية، لتنضج تجربتها في الجامعة، حيث تنفذ العديد من المبادرات. كما آمنت بأهمية غرس هذه القيمة في الأجيال القادمة. ويصل العمل التطوعي ذروته لدى ميثاء خلال شهر رمضان لإدخال السعادة على العمال والمرضى وغيرهم من المحتاجين، حيث أكدت ميثاء علي نائبة رئيس فريق «نشامى الإمارات التطوعي» أهمية العطاء وما يعكسه على المجتمع من تطور وتنمية وما يحققه من سعادة للمتطوع نفسه. إنها ابنة الإمارات ذات الـ 26 عاماً، التي نشأت وترعرعت في إمارة دبي، وتعمل حالياً في هيئة المعرفة والتنمية البشرية، وقدوتها في الخير القيادة الرشيدة، حيث تعلمت من مواقفها الإنسانية العظيمة التي عمت جميع البلاد، موضحة أن فريق نشامى الإمارات التطوعي يسعى في جميع مبادراته إلى ترسيخ الثقافة الإماراتية في المجتمع، وتطوير المواهب والوصول بالعمل التطوعي الإماراتي إلى العالمية. وقالت ميثاء علي، إنها طالما بادرت إلى مساعدة أهل بيتها والخدم، لافتة إلى أن ذلك يترك أثراً طيباً في نفسها، ويحقق لها السعادة، واستمر لديها حب العطاء في المدرسة فلفت ذلك مدرساتها فبدأت تنخرط في المبادرات المدرسية، فزاد ذلك من حبها وعطائها، فكانت تقوم بأكثر من عمل تطوعي في آنٍ واحد، ووصل هذا الجانب لديها ذروته عندما بدأت تدرس في الجامعة. ميثاء تحب أن تعطي وتؤمن أن العمل الإنساني والخيري يخدم المجتمع، وينشر السعادة بين الجميع، وتشبه رسالتها في الحياة كمطر الصيف الذي يهطل، وينشر البهجة والسعادة بين الناس، ويجعلهم يحتفلون بالحياة بحب وفرح، مؤكدة أن لديها شغفاً كبيراً بالعمل التطوعي. وأضافت: بدأت منذ صغري في المرحلة الابتدائية في مساعدة زميلاتي ومعلماتي داخل المدرسة، كما كانت لمشاركتي في الإذاعة المدرسية لها الوقع الكبير على نضج تجربتي، حيث اكتسبت منها تجارب عدة، كما ساهمت في حملة الهلال الأحمر الطلابي، ومن ثم بدأت تدريجيًا بالمشاركة في الأعمال التطوعية خارج المدرسة كحملات تنظيف البر والبحر، وعندما بدأت الدراسة «بجامعة زايد» زاد شعوري بالمسؤولية تجاه المجتمع، وأصبحت أقود عمليات تطوعية أكبر، وحصلت على فرص أكبر للعمل في هذا المجال، خاصة أنني كنت أدرس بين الجامعة في دبي وأبوظبي؛ مما ساعد في توسيع دائرة التطوع واقتحام أماكن لم أكن أطالها في السابق، ومن البرامج التي تطوعت فيها لمدة سنتين برنامج «مساعدة الزملاء بجامعة زايد»، وهو برنامج مخصص لإزالة بعض الصعوبات الأكاديمية أمام الطلاب، كما قدمت بعض الكلمات عن العمل التطوعي وأثره على الشخص والمجتمع. تكوين الأجيال ميثاء أكدت أن العمل التطوعي أصبح لديها أسلوب حياة، وأنها تعمل اليوم على تدريب الطلاب في المدارس والجامعات والأطفال على العطاء وآليات التطوع، وتغرس في أنفسهم هذه القيمة، معتبرة أن هذا الجيل سيحمل مشعل التطوع موظفاً وسائل التكنولوجيا، وسيبتكر أفكاراً جديدة في هذا المجال، فهي مسؤولة عن مبادرات التطوع بهيئة المعرفة والتنمية البشرية، وتركز على فئة الأطفال بالفريق، مسجلة حضوراً قوياً في المستشفيات ومبادرات العطاء. أثر إيجابي للعمل التطوعي أثر إيجابي في شخصية ميثاء، وأكسبها مهارات لم تكن لتعلمها لو لم تخض هذه التجارب أو تقم بهذه الأعمال، كما تعلمت الصبر والقناعة والرضا وعدم الاستعجال في حصد النتائج، وانعكس على أدائها عملها وتقديرها للأمور بشكل صحيح، كما أسهم عملها التطوعي في تكوينها فلهذا السبب زاد اهتمامها وحبها للعمل التطوعي. العمل الإنساني وشكل عام 2012 نقطة تحول في حياة ميثاء علي بعد مشاركتها في فعالية للأيتام في حديقة زعبيل وفي هذه الفعالية التقت بعيسى البدواوي رئيس فريق نشامى الإمارات التطوعي، وبعد هذا العمل التحقت بالفريق، حيث تركز على العمل على المبادرات الإنسانية والمجتمعية والثقافية التي تخدم مختلف فئات المجتمع، منها العمال والمرضى في المستشفيات وسائقي سيارات الأجرة والطلاب وغيرهم، وساهمت في مساعدة عدد من الفرق التطوعية على وضع استراتيجيتها للتأسيس، وأعمل حالياً مع فريق العمل على تأهيل المتطوعين لتمثيل الدولة بالأعمال الإنسانية التطوعية على مستوى أكبر وتأهيل الأطفال لإقامة مبادراتهم التطوعية الخاصة. التطوع وتتمثل رؤية فريق نشامى الإمارات في ابتكار نهج جديد ومستدام للعمل التطوعي، ورسالة مفادها توظيف ما يملك الفريق من خبرات ومهارات وقدرات لنشر العمل التطوعي وتبني أفكار الشباب وصنع قادة المستقبل، وكلمة نشامى تعني الأصالة والكرم ومن هنا جاء سبب اختيار هذا الاسم، وذلك بهدف ترسيخ هذه القيم عند الشباب، وكذلك فإن شعار الفريق استلهم تصميمه من هذه المعاني. كبار السن وتضيف: لم يقتصر الفريق على ذلك فحسب، بل أيضًا شارك مع الفريق كبار السن، وكان لمشاركتهم التأثير الكبير والبارز على المتطوعين الأطفال والشباب، وكذلك مثلوا قدوة لغيرهم من كبار السن بأنهم قادرون على العطاء والبذل في جميع الأعمار، ومن أبرز الذين شاركوا مع الفريق «أم محمد» الملقبة بأم الفريق التي ساهمت وبشكل كبير في التأثير على المتطوعين من خلال تحفيزهم على العمل التطوعي وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة فيهم وحثهم على البذل وخدمة الوطن والعطاء من دون انتظار أي مقابل. أمل في حياة الناس قام فريق نشامى الإمارات التطوعي بالعديد من المبادرات التطوعية التي صنعت فرقا في حياة الناس وعن هذه المبادرات تقول ميثاء علي منها: بأعينهم «يوم العمال العالمي»: هي مبادرة يقوم بها الفريق تزامنًا مع اليوم العالمي للعمال؛ بهدف عيش حياة الفئة العاملة الأدنى مستوى بأعينهم، فيتبنى الفريق في كل عام فئة معينة بأخذ دورهم والعمل معهم ليوم أو يومين وتصوير هذه التجربة ونشرها على التواصل الاجتماعي لنشر التوعية في المجتمع. وأدى الفريق عام 2014 دور عمال النظافة، فاستلم الوردية الصباحية لعمال النظافة من الساعة الرابعة فجرًا، وقام بتنظيف منطقة حي الفهيدي في دبي ليوم كامل، انقسم المتطوعون إلى مجموعات، وكل مجموعة يشرف عليها أحد عمال النظافة بتوجيههم وإرشادهم بكيفية استخدام الأدوات. و أثارت هذه التجربة الكثير من الفضول لدى المارة الذين يرون شباب الوطن بزي عمال النظافة، ويقومون بتنظيف الشوارع، ونشرت الكثير من السعادة والبهجة على وجوه العمال، مما أدى بعضهم إلى البكاء فرحاً، والبعض الآخر من العمال الذي فاجأ المتطوعين بشراء شاي الكرك لهم؛ تقديراً لهم على جهودهم. وفي عام 2015 عاش الفريق دور عمال البناء على مدى يومين، فقام المتطوعون بترميم أحد المساجد في إمارة دبي بمساعدة وإشراف عمال البناء، وكانت مشاركة الأطفال بارزة في هذا العام، فعاشوا حياة عامل البناء بأنفسهم، وكانت فرصة يتعلم منها الصغير قبل الكبير قيمة العمل، وكم المجهود الذي يبذله العامل أثناء أداء عمله في مختلف الظروف المناخية. وفي عام 2016، تبنى الفريق دور عمال الزراعة، فقام بأخذ دورهم ليوم كامل في حديقة الخور بدبي وزراعة مختلف المناطق في الحديقة وتشجيرها، الأمر الذي جعل المتطوعين يثمنون المناظر الخضراء التي يرونها. من القلب «مبادرة من القلب» تهدف إلى تخصيص كل يوم سبت لزيارة عدد من المرضى في مختلف مستشفيات الدولة لمواساتهم وتخفيف الألم عنهم وإسعاد قلوبهم، ولإلقاء الضوء على أهمية زيارة المرضى، وتشجيع كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة بأخذ خطوة إيجابية لزيارتهم، ورسم الابتسامة على وجوههم، وإحياءً لسنة الرسول، صلى الله علية وسلم. وتشير ميثاء إلى أن المبادرة تتضمن زيارة المرضى والحديث معهم وتوزيع الهدايا والورد التي كان لها أثر كبير على قلوبهم وتغيير الجو العام الذي يعيشونه. وعبر أهالي المرضى عن سعادتهم بمبادرة من القلب ورغبتهم باستمرار هذه الأعمال والمبادرات لأنهم هؤلاء المرضى هم جزء منا، كما قام الفريق بتنظيم 7 زيارات للمرضى في مختلف المستشفيات خلال 3 سنوات (2014 - 2016) استهدف من خلالها 300 مريض بمشاركة 200 متطوع من مختلف الأعمار والجنسيات، وكانت هذه المبادرة هي الانطلاقة التي قام بعدها العديد من الفرق التطوعية في مناطق مختلفة من الدولة. شتاهم دافىء «شتاهم دافئ» من المبادرات المميزة لفريق نشامى الإمارات التطوعي، وهي مبادرة اجتماعية وإنسانية قام فيها الفريق بتدفئة شتاء 600 عامل في إمارة دبي. وتقول ميثاء، إن المختلف في هذه المبادرة أن التدفئة لم تكن مادية فقط، بل كانت معنوية، بحيث قام المتطوعون بزيارة العمال في أماكن عملهم في تمام الساعة 7 صباحاً من كل سبت في شهري ديسمبر 2016 ويناير 2017 وتجهيز وجبة الفطور وتناولها مع العمال وتبادل الحديث معهم، ومن ثم توزيع الحقيبة الشتوية عليهم التي تحتوي على معطف وجوارب وقبعات لتدفئة أجسادهم في الجو البارد. وتم تصوير هذه المبادرة ونشرها على مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، الأمر الذي شجع الكثير من الناس على القيام بهذه المبادرة بأنفسهم وتدفئة العمال الموجودين حولهم، مما ترك بصمة إيجابية عند العمال، ونشر قيم التسامح والتعاون والتعايش في المجتمع الإماراتي والعربي. تم تنفيذ المبادرة في 4 محطات مختلفة في مدينة دبي وحتا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©