الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أضواء وأرقام بعدّ تنازلي على كورنيش أبوظبي

أضواء وأرقام بعدّ تنازلي على كورنيش أبوظبي
31 مايو 2010 21:26
مرح يسكن الأولاد ويبدأون بالعدّ تنازلياً بتشجيع أهاليهم الممسكين بأياديهم الصغيرة في انتظار انتهاء الأرقام الحمراء لتتحوّل إلى خضراء لعبور المشاة من جهة إلى أخرى على طول كورنيش أبوظبي، وتحديداً من تقاطع الهيلتون إلى تقاطع الميناء. فمشروع تركيب إشارات ضوئية خاصة بالمشاة والتي تعمل وفق العد التنازلي على شارع الكورنيش، بدأت بتطبيقه بلدية مدينة أبوظبي وذلك بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي لجهة تعزيز مراقبة المخالفين بكاميرات رقمية حديثة وبالغة الدقة، منذ فبراير هذا العام. وكانت البلدية قد جرّبته لفترة، واستندت إلى دراسة أثبتت فعالية هذا النظام الجديد. العدّ التنازلي يبدأ مع الإشارتين الحمراء والخضراء، وبات الأولاد يعرفون بفضل أهاليهم والمدارس، أن اللون الأحمر يرمز إلى ضرورة التوقف فيما يسمح اللون الأخضر بالمرور. وفي شارع يكتظ بالأولاد مع أهاليهم مثل شارع الكورنيش، بات الأهل يشعرون بأمان أكبر خلال شروعهم بعبور ممر المشاة أمام السيارات المتوقفة مع إشارة المرور الحمراء، فلا ضرورة للإسراع خوفاً من انتقال الإشارة الحمراء للسيارات إلى خضراء وتحوّل إشارة المشاة الضوئية من الأخضر للأحمر، فثمة أرقام بعدّ تنازلي تسرّع الخطى بعض الشيء أو تعطيها أمان السير من دون الإسراع، خصوصاً إذا كان هناك أطفال صغار جداً يحملهم أهاليهم على أيديهم أو يجرّونهم في عربة الأطفال. أما بالنسبة للأولاد الذين بدأوا بتعلّم عدّ الأرقام، فبالإضافة إلى فائدة تعلّم متى يسمح لهم بعبور الطريق وفق لون الإشارة الضوئية للمشاة، ثمة مرح آخر يشيعونه في محيطهم حين تسمعهم يعدّون متبارين بين بعضهم البعض الأرقام، عشرة.. تسعة.. ثمانية.. سبعة... إلى آخره، وها هي أياديهم الصغيرة تضغط على أيادي أهاليهم ليحثّوهم على العبور إلى الكورنيش حيث الرمال والأرصفة والعشب الأخضر، يعطيهم أكثر من وعد للتمتع بنزهة المساء أو النهار خلال أيام العطل الأسبوعية. أولاد تصدح حناجرهم بأنغام لهذه الأرقام، بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والتركية والهندية... مزيج متناغم في موسيقاه ووقفاته وأنفاسه.. واحد، وان، أن، أونو.... وتنطلق أقدامهم الصغيرة للعبور. ثمة أهل يحرصون تماماً على التأكد من أن السيارات التزمت تماماً بالتوقف عند الإشارة الحمراء قبل السماح لأولادهم بالعبور... وتقول أم إنها تتأكد دائماً قبل العبور حتى لو كانت إشارة المشاة الضوئية قد أضيئت بالأخضر، من أن ليس ثمة احتمال لظهور مخالف. مزيد من الحذر لن يشكّل ضرراً على أحد... وقد ساهمت الإشارات الضوئية للمشاة التي تتبع العدّ التنازلي في إزالة الكثير من التوتر عند الأهالي الذين لا يقدّرون مدة الإشارة الخضراء للعبور أو الحمراء للتوقف. ففي السابق، كان تحوّل الإشارات يربك العابرين لأنهم يصلون إلى التقاطع للعبور فيجدون الإشارة خضراء ولكنهم لا يكونون قد أدركوا متى تحوّل الأحمر إلى الأخضر وإن كان ثمة وقت كاف للعبور براحة، خصوصاً إذا كانت الرفقة أولاد... ينطلقون مع الأخضر فرحين. بعض سائقي السيارات، يهوون سماع أصوات محركاتهم، فيتوقفون ملتزمين عند الإشارة الحمراء، والتزامهم قد يكون خوفاً من دفع غرامة تصل إلى 800 درهم إماراتي، مع حجز السيارة لمدة 15 يوماً، فالقيادة العامة لشرطة أبوظبي لا تقدم تساهلات في هذا المجال من أجل ضمان التخفيف من حوادث الطرق والتعرض للمشاة. هؤلاء السائقون يبدأون وهم واقفون ببعث دفعات عالية من البنزين إلى محرّكاتهم فيسمع لها صوت عالٍ ومزعج، وأهمّ من ذلك، أنه صوت يوتّر أعصاب العابرين المشاة. وثمة عادة سيئة أخرى يقوم بها البعض أيضاً، وهي أن يقدمّوا سياراتهم لسنتيمتر واحد ويوقفونها وهكذا، بأسلوب المتسابقين الذين يتنافسون مع الآخرين، وهؤلاء من كثرة اهتمامهم بالقيام بهذه الحركات، قد تفوتهم الإشارة وقد تحوّلت إلى خضراء وهم لا يزالون على عادتهم هذه - وهي من دون شك عادة سيئة- تثير التوتر، لا بل تخيف العابرين المشاة- فيؤخرون من انطلاق السيارات عند الإشارة الخضراء، وقد يتنبّهون ولا تفوتهم أبداً فينطلقون مسرعين. ثمة واجب على السائقين كما على العابرين المشاة، أن لا تشوّش بعض التصرفات السيئة على سلاسة تنظيم إشارات المرور وصرامة المخالفات لبعث الأمان في النفوس. وحين يسمع العابر أصوات الأطفال يعدّون تنازلياً الأرقام- وهذا أصعب من العدّ المتصاعد للأرقام- يفرح بهم كما فرحه بالنظام الجديد الذي أثبت فعاليته في شهور قليلة مقللاً من حوادث المرور كما أشارت الدراسة التي أعدتها البلدية بالتعاون مع الشرطة في أبوظبي، وباعثاً على مزيد من الشعور بالأمان... أضيف إليها فرح الأولاد المنطلقين إلى الكورنيش للتنزّه واللعب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©