الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن القيم.. وضع تفسيراً فريداً

31 مايو 2017 17:53
أحمد مراد (القاهرة) هو شمس الدين محمد بن أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية، وقيم الجوزية هو والده الذي كان ناظراً لمدرسة الجوزية بدمشق، ولد سنة 691 هـ، وتتلمذ على أيدي علماء كبار منهم والده، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وابن الشيرازي، والحافظ الذهبي. بلغ عدد مؤلفات ابن القيم 98 مؤلفاً منها الصواعق المرسلة، زاد المعاد، مفتاح دار السعادة، مدارج السالكين، الكافية الشافية في النحو، المنار المنيف في الصحيح والضعيف، معالم الموقعين عن رب العالمين، الفروسية، الطرق الحكمية. ويأتي تفسير ابن القيم الذي يحمل عنوان «التفسير القيم» من بين أهم تفاسير القرآن الكريم، وهو من التفاسير الفريدة التي حوت كل علم وفقه وبلاغة، حيث تصدى لتفسير الآيات بالقرآن الكريم والسنة النبوية وبقدرته البلاغية الواضحة وبحجج بينة لا يشوبها لبس ولا شائبة، فجاء تفسيره واضحاً سهلاً مستساغ الفهم. جمع العلامة محمد أويس الندوي «التفسير القيم»، وبذل فيه جهداً مشكوراً، حيث قرأ المطبوع من مؤلفات ابن القيم، ثم استخرج منها هذه المجموعة القيمة من التفسير، كما جمعه علي الحمد الصالحي من كتب ابن القيم باسم «الضوء المنير على التفسير»، ويقع في ستة مجلدات، وهذا التفسير وإن كان لم يستوعب القرآن كله، ولكنه يعتبر نموذجاً صالحاً، يستطيع من يدبره أن ينتفع به، ويسهل عليه فهم القرآن، ومن ثم فهو تفسير غير شامل لجميع الآيات والسور، وقد جمع فيه 109 سور، ولم يذكر سورة القدر والقارعة والفيل وقريش والكوثر. تأثر ابن القيم بابن تيمية في تفسير القرآن والعقائد والكلام، ومن الذين تأثروا بابن القيم في طريقته في التفسير الإمام محمد عبده، ورشيد رضا، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد المدني، ود. محمد عبد الله دراز. وتعتمد طريقة ابن القيم في التفسير على ذكر الآيات، ثم يفسرها تفسيراً بيانياً تحليلياً، أما بالنسبة إلى منهجه، فهو يفسر تفسير القرآن للقرآن، ويعتقد أن هذا المنهج من أبلغ المناهج في التفسير، فضلاً عن أنه اهتم بالتفسير الموضوعي في استيفاء جوانب الموضوع وتجلية زوايا الفكرة حتى أنه يكاد يمثل ظاهرة بارزة في تفسيره، وهو يفسر القرآن بالسنة ويتناولها بنفسه بالشرح والبيان، ويقول: والسنة كلها تفصيل للقرآن وبيان لمراد الله منه وتبيين لدلالته، فلا تعارض السنة القرآن بوجه ما، فما كان منها زائداً على القرآن، فهو تشريع مبتدأ من النبي صلى الله عليه وسلم تجب فيه طاعته، ولا تحل معصيته. ومن منهجه في التفسير أيضاً النظر إلى اللفظ ودوره في المعنى، لأنه ليس في القرآن لفظة مهملة، فاللغة هنا لخدمة القرآن الذي نزل بها، لا لإخراج القرآن عن المراد منه، ولهذا يُسخّر ابن القيم اللغة تسخيراً صحيحاً لخدمة القرآن. توفي ابن القيم سنة 751هـ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©