الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الله يضاعف النفقات في سبيله أضعافاً بلا حدود

31 مايو 2017 17:54
القاهرة (الاتحاد) ضرب الأمثال من الأساليب التي اعتمدها القرآن الكريم تثبيتاً لمعاني الإيمان، وتبياناً لأحكام الإسلام، وهو أسلوب يُظهر المعنى المجرد بمظهر الواقع المحسوس، بحيث يكون أقرب إلى فهم المتلقي، وأوضح في بيان المقصود من الخطاب القرآني، ومن الأمثلة التي ضربها القرآن لبيان أهمية الإنفاق في وجوه الخير، ما جاء في قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، «، سورة البقرة: الآية 261». فقد بيَّن سبحانه أن مثل من ينفق ماله في سبيل الله كمثل عود القمح الذي يحمل سبع سنابل، وتحمل كل سنبلة منه مئة حبة، بمعنى أن الله سبحانه يضاعف له ما أنفقه أضعافا مضاعفة، فمن خلال هذا المثل الحسي المشاهد، يدرك المؤمن أهمية وقيمة الإنفاق في سبيل الله. يقول المفسرون، هذا المثل يتضمن التحريض على الإنفاق في كل ما هو طاعة، وعائد نفعه على المسلمين، فإن المال الذي يكد الإنسان في جمعه، هو عطاء من ربه، فالله سبحانه يضرب لنا مثلاً على الإنفاق في وجوه الخير والبر بالزرع المعطاء، فالإنسان يبذر الحبة، التي لا تنبت عادة إلا سنبلة واحدة، فإذا أنبتت سبع شعب في رأس كل منها سنبلة، وفي كل سنبلة مئة حبة، فإن الحبة الواحدة تكون قد أعطت سبع مئة حبة، وهكذا فضل الذين ينفقون في سبيل الله.قال رشيد رضا في تفسيره، إن أمر الإنفاق من أشق الأمور على النفوس، فمثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة، ولذلك قال: (... وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ...)، فيزيده على ذلك زيادة لا تقدر ولا تحصر. فالقرآن الكريم من خلال هذه الأمثلة، يريد أن يربي المسلم على مآثره السامية، وهي الإنفاق في سبيل الله، والإسلام أوصى بالصدقة، تزكية للنفس وللمال، وحرصاً على تكافل المجتمع، وإن الله من خلال المثل أراد أن يضع العلاج والدواء الشافي لشح النفوس، وطمعها في حب المال، وأن يستل منها نزعة الحرص والتقتير، ويدفعها إلى العطاء والإنفاق بسماحة وطيب خاطر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©