الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما والاعتراف بالمسؤولية

31 مايو 2010 21:29
لثماني سنوات كان بوش يرفض تحمل المسؤولية ويتهرب من الانتقادات، لكننا اليوم أمام رئيس آخر يسارع إلى الاعتراف بالمسؤولية، بل يبدو مستمتعاً بالانتقادات التي توجه إلى إدارته. فخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أوباما في البيت الأبيض الأسبوع الماضي لم يتوان عن ممارسة جلد الذات، حيث قال "لم تتغير الثقافة السائدة في وكالة إدارة المعادن"، وهي الجهة الحكومية المسؤولة عن سياسة التنقيب عن النفط، مضيفاً "لكني أتحمل كامل المسؤولية عما جرى، إذ لم تُظهر الوكالة ما يكفي من استعجال". فالإدارة كما أوضح أوباما "كانت بصدد إنجاز ثلاثة إصلاحات، إلا أنها لم تُنجز بالسرعة المطلوبة"، ثم واصل الحديث عما كـان يتعين القيام بـه، أو ما كان يتوجب الإقلاع عنه وحفل خطابه باعترافات بالخطأ وأمور أخرى، قائلًا "لقد أخطأت التقدير عندما اعتقدت أن شركات النفط تعمل سوياً في حالة وقوع الأزمات". وبالنظر إلى هذه النبرة الاعتذارية ليس مستغرباً أن يعبر الأميركيون على نحو متزايد عن امتعاضهم من الطريقة التي تعامل بها أوباما مع حادثة تسرب النفط في خليج المكسيك، بل حتى ابنته "مالي" تلومه على ذلك كما اعترف هو نفسه في المؤتمر عندما قال "كل صباح حينما أستيقظ تنظر إليّ ابنتي (مالي) وتسألني: ألم تغلق تلك الحفرة في قاع البحر يا أبي؟". والحقيقة أن الاعتذار وتحمل المسؤولية أمران محمودان، لكن ماذا عن تحمل شركة "بريتيش بتروليوم" وهي المسؤولة مباشرة عن الحادث، جزءا من اللوم؟ من المهم أن نحظى برئيس واضح وصريح مثل أوباما، إلا أن المؤتمر الذي عقده في الأسبوع الماضي حول الموضوع كان من أسوأ لحظاته الرئاسية، فقد صدمت وأنا جالس في الصف الرابع مع زملائي الصحفيين نستمع إلى تصريحات أوباما شديدة السلبية، إذ رغم المحاولات التي بذلها كي يبدو صارماً في التعامل مع الكارثة البيئية، فإنه فشل في ذلك وبدت عليه ملامح الاطمئنان وعدم الاستعجال. وفي هذا السياق سأله الصحفي "تشيب ريد" من محطة "سي. بي. إس" عن استقالة "إليزابيث بيرنبوم" قبل ساعات قليلة فقط من رئاسة وكالة إدارة المعادن فرد أوباما قائلًا: "لم أُبلغ باستقالتها سوى اليوم"، مضيفاً أن وزير الداخلية "كان منهمكاً في الإدلاء بشهادته أمام الكونجرس طيلة اليوم، لذا لا أعرف تفاصيل الاستقالة"، وعندما ضغط عليه صحفي آخر من "نيويورك تايمز" بعدما صعب عليه تصديق الرئيس وأراد معرفة ما إذا كانت "إليزابيث" قد استقالت، أو أقيلت من منصبها بعد حادثة التسرب أجاب أوباما مبتسماً "اتركوا هذا الأمر، إني فعلا لا أعرف". لكن الأكثر من ذلك تراجع أوباما عن الخطاب القاسي الذي استخدمه في السابق مع الشركة البريطانية التي تسببت في الكارثة، إذ عندما توجه إليه أحد الصحفيين عما إذا كانت الإدارة "ستُبقي رجليها فوق عنق الشركة" تهرب أوباما وقال "لا أعتقد أننا نستعمل تلك اللغة في التعبير". هذا الانطباع بعدم التدخل لإنقاذ الوضع عبر عنه أحد المتدخلين في برنامج "صباح الخير أميركا"، عندما انتقد أوباما وانفجر معبراً عن سخطه من ترك الأمور كلها في يد الشركة البريطانية. واللافت أنه فيما يوجه "الجمهوريون" انتقاداتهم للإدارة بسبب ميولها الاشتراكية يبدو أن أوباما بالعكس من ذلك لم يكن هذه المرة اشتراكياً بما يكفي ليتدخل ويرغم الشركة البريطانية على إصلاح ما أفسدته يداها. ومع أن الجميع يقر بحاجة الإدارة حالياً إلى خبرة وتكنولوجية الشركة البريطانية لوقف التسرب، فإن الجميع لم يفهم السبب وراء تهرب أوباما من تحميل "بريتيش بتروليوم" المسؤولية وإرجاع اللوم بأكمله إلى نفسه. دانا ميلبانك محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©