الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمزة بن عبدالمطلب.. أسد الله وسيد الشهداء

31 مايو 2017 18:01
القاهرة (الاتحاد) حمزة بن عبدالمطلب، رضي الله عنه، سيد الشهداء، ولد سنة 54 قبل الهجرة في مكة، يكنى أبا عمارة، عم الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأخوه في الرضاعة وأشدَّهم دفاعاً عنه، وأحد وزرائه الأربعة عشر، وخير أعمامه لقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «خير إخوتي عليّ وخير أعمامي حمزة، رضي الله عنهما»، أول شهيد، صلى عليه رسول الله. تميز بفروسيته العالية منذ نشأته في مكة، ووصف بالشجاعة والقوة، شهد حرب الفجار التي وقعت بعد عام الفيل بعشرين سنة، بين قبيلتي كنانة، وقيس عيلان، فمارس خلالها التدريب العملي على استعمال السلاح، وتحمل أعباء القتال ومشقات الحروب. أسلم حمزة في السنة الثانية من بعثة النبي، صلى الله عليه وسلم، ونذر كل عافيته وبأسه لله ولدينه، فلقبه النبي أسد الله وأسد رسوله، بإسلامه قويت شوكة المسلمين وعز الإسلام. ذهب عمر بن الخطاب متوشحاً بسيفه إلى النبي، صلى الله عليه وسلم وأصحابه فضرب عليهم الباب ففزع الصحابة لوجوده، فقال حمزة متحدياً: ائذن له يا رسول الله، فإن كان جاء يريد خيراً بذلناه له، وإن كان جاء يريد شراً قتلناه بسيفه، فأذن له، ونهض إليه الرسولُ وأخذ بمجمع ردائه وجذبه بشدة، وقال: «ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فوالله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة»، فقال عمر: يا رسول الله، جئتك لأومن بالله وبرسوله، وبما جاء من عند الله، فكبَّر الرسولُ وكبر الصحابة. قاتل حمزة بسيفين في غزوة بدر، وحمل لواء النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وأبلى بلاء حسناً، فاختاره النبي مع عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش، فبارز حمزةُ شيبةَ وقتله وشارك في قتل عتبة بن ربيعة، وكان يضع ريشة نعامة في صدره، فقال عنه أمية بن خلف: ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل. اختارت قريش عبداً حبشياً يدعى «وحشي»، ذا مهارة في قذف الحربة، قلما يخطئ، فقال له جبير بن مطعم: اُخرج مع الناس وإن قتلت حمزة فأنت عتيق، وقيل لهند بنت عتبة زوجة أبي سفيان إن الذي قتل أباها وعمها وأخاها وابنها في بدر حمزة، فأخذت تزيد وحشي تحريضاً على قتله، حتى جاء يوم المعركة والتقى الجيشان في أُحد، وصال حمزة وجال، فأخذ وحشي يترقبه مستتراً بشجرة حتى دنا منه فقذفه بحربته فقتله، وجاءت هند لتنتقم ووضعت كبده في فمها فلم تسغه فلفظته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو دخل بطنها لم تمسها النار»، فوجده الرسول ببطن الوادي قد مُثِّل به، فلم ير منظراً كان أوجع لقلبه منه، فقال: «رحمك الله، أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات.. لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً قط أغيظ إليّ من هذا»، ثم قال: «جاءني جبريل، فأخبرني أن حمزة بن عبدالمطلب مكتوب في أهل السموات السبع: حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله». صلى عليه الرسول وأصحابه وقال بحقه: «سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب»، ودفن ببطن جبل أُحد، وكان عمره سبعاً وخمسين سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©