الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

امرأة نوح وامرأة لوط.. خانتا زوجيهما نبيي الله

31 مايو 2017 18:01
محمد أحمد (القاهرة) امرأة نوح وامرأة لوط.. كانتا تحت عبدين من عباد الله فخانتاهما، وهذان العبدان هما نبيا الله نوح ولوط، وكان اختيار هاتين الشخصيتين الكافرتين لحكمة إلهية معجزة أن تكون هذه الشخصية زوج نبي كريم اصطفاه الله واختاره بالوحي والرسالة يبلغ بها الناس عن ربهم ما يصلح دينهم ودنياهم، لتكون الحكمة أبلغ، فلا يدفع عن أهل الفسق والفجور إيمان قريب أو زوج، أو صلاح ولد أو ولي، كما لا يضر نبي أو صالح أن يكون وليه وقريبه فاسقا معاديا لدين الله. ورد ذكر المرأتين في القرآن الكريم تعريضاً بكفار مكة، الذين استهزؤوا وقالوا إن محمدا يشفع لنا، ومثلاً لهم ليتداركوا أنفسهم فلا يكون لهم نفس المصير، حتى يتبين للناس أنه لا تنفع شفاعة نوح لامرأته ولوط لامرأته، لأنهما كانتا منافقتين خائنتين معاديتين لدين الله وأنبيائه، ومع شدة قربهما، فقد قاما بالخروج عليهما بالكفر والعصيان مع تمكنهما من الطاعة والإيمان. كان نوح ولوط ينصحان زوجيهما مراراً، ليلاً ونهاراً، في السر والعلانية، في الرضا أو الغضب، من دون نفع أو إجابة، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام يكونون أحرص الناس على الإيمان، فالنبي هو الداعية الأول والقدوة المثلى، فكان حرصه على زوجه أولى وكان عليهما مصاحبة وملازمة زوجيهما. ما يدل على كفرهما أنهما بذلا المال والنفس في الكيد لدين الله ومحاربة أوليائه، قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)، «سورة التحريم: الآية 10»، قال الرازي: خيانتهما، أي نفاقهما وإخفائهما الكفر وتظاهرهما على الرسولين، فامرأة نوح قالت لقومه إنه مجنون، وامرأة لوط كانت تدل على ضيوفه إذا حلوا به ليعتدي عليهم قومه. قال الطبري: مثّل الله مثلاً للذين كفروا من الناس وسائر الخلق امرأة نوح وامرأة لوط، ولم يغن نوح ولوط عن امرأتيهما من الله شيئاً ولم ينفعهما إن كان أزواجهما أنبياء، وفي كتاب «فتح الرحمن»، إنهما لم تكونا كافرتين ككثير من الأمم، وإنما هما مضرب الأمثال في الكفر. كانت امرأة نوح كافرة بالله ورسوله، فأمر الله تعالى ألا يأخذها نوح معه في سفينته، لما أوحى الله إليه أن يحمل معه من كل زوجين اثنين وأهله، ومن آمن معه على قلة عددهم، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)، «سورة هود: الآية 40»، ذكر ابن كثير، هم أهل بيته وقرابته إلا من سبق عليه القول منهم ممن لم يؤمن بالله فكان منهم ابنه، وامرأته. ولم تكن امرأة لوط أفضل مصيرا، قال تعالى: (قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)، «سورة العنكبوت: الآية 32»، لما أخبرت الملائكة لوطاً عليه السلام بنجاته هو وأهله المؤمنين استثنوا امرأته الكافرة لأنها ستكون مع القوم المعذبين قالوا للوط: «ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم»، وقالوا: (... إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ)، «سورة العنكبوت: الآية 33». قال الشوكاني في «فتح القدير»: امرأته من الباقين في القرية التي سينزل بها العذاب فتعذب من جملتهم ولا تنجو مع من نجا. اختارت امرأة لوط الكفر بالله ولم تتأثر بإيمان ونبوة زوجها ولم تدخل في دينه، وآثرت أن تكون على دين قومها الكافرين، وتخلفت مع القوم الهالكين ولم تسر مع أهل لوط المؤمنين الناجين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©