السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهواتف الذكية تتحوّل إلى منصّة عملية لألعاب الفيديو

الهواتف الذكية تتحوّل إلى منصّة عملية لألعاب الفيديو
5 أكتوبر 2009 00:27
يحكى أن خبيراً طويل البال يعمل في شركة «آبل»، تمكن من إنجاز إحصائية معقدة أثبت بموجبها أن الجهاز «آي فون» الذي تصنعه الشركة، يتضمن 85 ألف وظيفة وتطبيق. ويمكن للمرء أن يستنتج من هذه الإحصائية مدى وسرعة التطور الذي يطرأ على أجهزة الاتصال الحديثة وخاصة الهاتف الخليوي من خلال مقارنتها بالعدد المحدود لوظائف الهاتف الثابت حتى الآن والتي لا تكاد تتعدى القدرة على الاتصال واستقبال المكالمات الهاتفية. ولا يمكن أن يعزى هذا التطور إلى شركة «آبل» وحدها، بل بات يمثل استراتيجية عمل تحرص على اتباعها كل الشركات المتخصصة بصناعة أجهزة الموبايل الذكية من دون استثناء؛ وتقضي هذه الاستراتيجية بإضافة أكبر عدد من الوظائف والتطبيقات والحلول الرقمية إلى أي جهاز جديد يتم إطلاقه في الأسواق. وعادة ما يكون لإضافة بعض الوظائف الجديدة على جهاز الموبايل تأثيرها القوي على أسواق شركات أخرى مهتمة بصناعة الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية حتى لو لم تربطها أية علاقة بعالم التواصل والاتصال. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، أن التطور السريع الذي تشهده صناعة تأليف البرامج التطبيقية المتخصصة بتشغيل ألعاب الفيديو في أجهزة الموبايل، أصبح يمثل عامل تهديد للشركات المتخصصة بابتكار وتطوير أجهزة ومنصّات ألعاب الفيديو ومن أشهرها «سوني» التي تنتج منصّات بلاي ستيشن، ونينتيندو التي تنتج منصات «نينتيندو دي إس»، ومايكروسوفت التي تنتج منصّات «إكس بوكس». ويتضمن الجهاز «آبل آي بود» الآن من ألعاب الفيديو المتطورة، ما يمكن أن يلبي حاجة الهواة بالرغم من أن الوظيفة الأساسية للجهاز هي تحميل وتبادل القطع الموسيقية، وأن هذه الوظيفة المجانية التي أضيفت إليه تحمل ميزات نوعية رفيعة من حيث الوضوح وسرعة الأداء والبراعة في التأليف. وعندما أطلقت «آبل» الجهاز «آي فون» للمرة الأولى في شهر مارس من عام 2007، لم تكن شركات صناعة منصّات وبرمجيات ألعاب الفيديو تتصوّر أن يهدد هذا الجهاز الصغير كيانها، وأن يختطف الجزء الأكبر من كعكة السوق. ولعل ما هو أدهى وأمرّ بالنسبة لهذه الشركات هو أن أجهزة الموبايل الذكية أصبحت تمثّل منصّات الألعاب (الهاردوير)، وتحمل في الوقت نفسه برمجيات تشغيلها (السوفتوير) حتى أصبح بعض المستخدمين لا يرون ثمّة من ضرورة لشراء المنصّات المخصصة لألعاب الفيديو طالما أن جهازاً مثل «آي فون» يصلح أيضاً لأداء العشرات من أولوف الوظائف المهمة الأخرى، مثل الإبحار في الإنترنت وخدمات البريد الإلكتروني ونظام تحديد الموقع والتواصل الهاتفي المؤرشف بدقة والاستماع للموسيقى، وغير ذلك. وبالرغم من أن دخول سوق ألعاب الفيديو يحتاج إلى خبرة عريضة في تأليف الألعاب ضمن بيئة البرامج التطبيقية التي ينبغي أن تتصف بالمرونة العالية، ألا أن «آبل» تمكنت بسهولة من تخطي هذه المشكلة، وسرعان ما أصبحت تنافس منصّات شهيرة في هذا الاختصاص بما فيها «نينتيندو دي إس» و»سوني بلاي ستيشن بورتابل» اللتان أطلقتا في الأسواق لأول مرة عام 2004. ولم يكن ذلك ممكناً لولا أن شركة «آبل» عرفت كيف تستفيد من ميزة حداثة عهدها في هذا الاختصاص وراحت تقدم تكنولوجيات جديدة تماماً تفوقت فيها على تلك التي تحتكم إليها منافساتها والتي بدا وكأن الزمن بدأ يفوتها. ويكون من المهم جداً الإشارة إلى أن بعض الشركات الأخرى المتخصصة بصناعة الموبايل، لم تنجح أبداً في إضافة ألعاب الفيديو إلى أجهزتها ومنها شركة نوكيا التي أضافت عام 2003 لعبة مبنية على برنامج التشغيل «سيمبيان» إلا أنها لم تحظَ بأي اهتمام شعبي على الإطلاق حتى أصبح خبراء الشركة أنفسهم يتندّرون بفشلها. ويتطلب ابتكار وتسويق منصّة ألعاب جديدة الكثير من العمل والمخاطرة؛ ويشتمل هذا العمل على تصميم وبناء كل من الجهاز والبرمجيات التي تشغّله. وينبغي أن تحتكم المنصّة ذاتها (الهاردوير) إلى الكثير من المظاهر الهندسية التشكيلية التي تغري المستهلك مثل شكل الهيكل وتنظيمه ولونه وما إذا كان يعمل بطريقة لمسيّة أو بلوحة مفاتيح. ويكون الأهم هو مدى التطور الذي يتصف به البرنامج التطبيقي (السوفتوير) لأنه هو الذي يحدد عدد الألعاب التي تتضمنها المنصّة ومستوى الإبداع في تأليفها ودرجة المرونة في أدائها. ويبقى بعد ذلك عنصر مهم يتعلق بالتسعير الذي يجب أن يكون مدروساً بكل دقة بحيث تستطيع المنصّة أن تنافس غيرها في السوق. وبمقايسة كل هذه العناصر مع ما يحدث في سوق منصّات الألعاب، يتضح على الفور أن جهاز الموبايل الذي يضم خصائص منصّة الألعاب، يكون قد أضاف هذه الوظيفة إلى الجهاز مجاناً وبما يغني المستهلك عن البحث عن المنصّات الأخرى. وهنا تكمن أوجه الخطر التي تهدد شركات صناعة ألعاب الفيديو. عن موقع usatoday.com
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©