الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء غزة··· أخيراً في السلك الشرطي

نساء غزة··· أخيراً في السلك الشرطي
19 يناير 2008 22:48
أفراد شرطة ''حماس'' لديهم اليوم زميلات، فقد عملت الحركة الإسلامية منذ أن بسطت سيطرتها في غزة منذ يونيو المنصرم على توظيف شرطيات أيضاً؛ وهكذا تم قبول 60 امرأة ضمن قوة الشرطة منذ منتصف أغسطس الماضي· وخلافاً لأفراد الشرطة الذكور، فإن النساء لم يلعبن أي دور في مقاومة التوغلات الإسرائيلية الأخيرة، وإنما كلفن في معظم الأوقات بحالات تتعلق بالنساء مثل المخدرات والدعارة والمساعدة في مقرات الشرطة والسجن المركزي· قد شكلت إعادة الأمن الداخلي إلى قطاع غزة المنفلت، واحدة من التحديات الرئيسية التي واجهت ''حماس'' لدى سيطرتها على المنطقة بعد حرب أهلية مع ''فتح''، ومثَّل توظيف شرطيات إحدى الطرق التي حاولت بها ''حماس'' سد الفراغ الأمني· كذلك كافحت ''حماس'' -التي تواجه عزلة دبلوماسية وداخلية- من أجل إعادة إنشاء نظام قضائي جنائي، وذلك لأسباب منها حقيقة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يدفع رواتب للقضاة وممثلي الادعاء العام وضباط الشرطة القدامى العاملين في غزة، ومعظمهم من ''فتح''، ويطلب منهم البقاء في منازلهم، بينما لم تعين ''حماس'' حتى الآن سوى أربعة قضاة· المفارقة في المجتمعات الإسلامية أن قيودها المحافِظة على النساء والاختلاط بين الجنسين تخلق فرصاً للنساء في بعض المجالات مثل الرياضة والقضاء والطب· غير أن تمكين المرأة في ظل التشدد الديني من قبيل ذلك الذي تتبناه ''حماس'' لا يشكل دائماً خليطاً سهلاً في غزة، ذلك أن العديد من النساء المتدينات يرفضن القيام بعمل الشرطة، لأنه يقوم على العمل عن قرب مع الرجـــال ويتطلـــب العمل ليلاً· وعلاوة على ذلك، فهناك حالات عدم اليقين الأخرى: فـ''رانيا'' التي تبلغ 26 عاماً -على سبيل المثال -قائدة القوة النسائية، رفضت إعطاء اسمها الكامل خلال مقابلة معها، فقد كانت تشعر بأن مستقبلها مع الشرطة ليس مضموناً بعد، وبأنها قد تعود يوماً ما إلى مهنتها السابقـــة كمرشدة دينية في المساجد· وفي هذه الحالة، فإن عملها في الشرطة قد يضر بعلاقاتها مع طلبتها، كما تقول· على غرار معظم زميلاتها، فإن ''رانيا'' ترتدي النقاب الذي يحجب معظم وجهها باستثناء فتحة العينين، وعلاوة على رمزيته إلى الحشمة، فإن النقاب الذي ترتديه يمنحها قدراً من السرية أيضاً· أما ''فاطمة'' -شرطية أخرى في السابعة والعشرين من عمرها، لم تفضل هي الأخرى تقديم اسمها الكامل- فترتدي حجاباً يغطي شعرها فقط، ويترك وجهها مكشوفاً، ولكنها تشتكي من أنه كان من الصعب عليها الجري مرتدية جلبابها، وتقول إن رؤساءها في العمل يفكرون في تصميم بذلة جديدة من أجل تسهيل الحركة، وقالت: ''إنهم يتحدثون حول سراويل وحجاب مفتوح من الجانبين''؛ وحسب ضباط الشرطة، فقد تلقت عشرون من الفتيات المجندات تدريباً بخصوص تقنيات الاستنطاق واستعمال المسدسات وبنادق ''إي كي-·''47 ورغم أن غزة محافظة عموماً، إلا أن الصعوبات الاقتصادية المتزايدة، التي زادت من حدتها عزلةُ القطاع تحت حكم ''حماس''، دفعت المزيد من النساء إلى ترك البيت والبحث عن العمل، ومنذ أن بدأت ''حماس'' في تجنيد النساء للانضمام إلى صفوف الشرطة عبر التلفزيون والإذاعة، ودعوة النساء في المساجد إلى اعتبار هذه الوظيفة واجباً دينياً، فإن المئات تقدمن للعمل· إنهن في كثير من الحالات نساء يتوفرن على مؤهلات عالية، درس أزيد من ثلثيهن القانونين المدني والجنائي في جامعة الأزهر التي تعد المؤسسة الوحيدة هنا التي تدرِّس القانون، غير أن لا شيء في المدرسة -كما تقول فاطمة التي درست في جامعة الأزهر- يمكن أن يهيئ فتاة لغارة على تجار المخدرات· وتقول فاطمة: ''في المرة الأولى، كان الأمر مخيفاً، لم نكن قد تلقينا أي تدريب خاص· ولكن المرة الثانية كانت أفضل''؛ وتروي فاطمة أنه حين تمت الإغارة على منزل تاجر مخدرات مشتبه فيه، فإن أربعة شرطيات يتم تعيينهن عادة للانضمام إلى 30 رجلاً؛ حيث يقمن بتفتيش النساء المشتبه فيهن اللاتي قد يخبئن المخدرات في أجسامهن، ويدخلن مناطق محظورة على أفراد شرطة ''حماس'' الذكور مثل غرف النوم العائلية· ''فداء أبو حسين'' شرطية أخرى عمرها 28 عاماً، عازبة وتعيش مع عائلتها في مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، تقول في إشارة إلى الجناح العسكري لـ''حماس'': ''كنت أقول لعائلتي إن حلمي هو الالتحاق بـ''القسام''''، مضيفة ''أنا لست في ''القسام''، وإنما في قوة الشرطة· وهي تعتبره جهاداً أيضاً''· وتعمل ''فداء'' مع ''أمين نوفل'' -المدير العام لنظام المحكمة العسكرية- الذي لا يستطيع رؤية وجهها بسبب نقابها وجلبابها الطويل، ولكنه يتعرف عليها من خلال صوتها وطريقتها، ويقول في إشارة إلى النقاب: ''إن بعض النساء يخبئن جمالهن، وبعضهن يخبئن بشاعتهن''، مضيفاً ''إنه أمر عادل، إن ثمة من يشعرن بالراحة حين يرتدينــه ويتعاملن مــع الرجال''· وكانت ''رانيا'' مكلفة بقضية طالبة جامعية غير متزوجة صُورت أثناء معاشرتها رجلاً، إلا أنه من غير الواضح ما إن كانت تتعاطى الدعارة، التي تعد جريمة· ومع ذلك، فإنها وضعت نفسها في وضع خطير يمكن أن يضر بالقضية الفلسطينية، كما تعتقد ''رانيا'' التي تقول: إن المخدرات والدعارة تؤديان إلى ''التعاون مع إسرائيل''· ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©