القطار الأوروبي إيه جي في يتحدى شركات الخطوط الجوية

يجتاز القطار السريع ''إيه جي في'' AGV الذي تكفلت ببنائه شركة ''آلستوم'' الفرنسية، المراحل الاختبارية الأخيرة قبل إطلاقه للعمل على خطوط السكك الحديدية الفرنسية والأوروبية خلال الفترة المقبلة· وتجري هذه الاختبارات فوق مضمار خاص يقع في إحدى ضواحي بلدة فيليم التي تبعد 56 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة التشيكية براغ، وتجمع تقارير الخبراء على أن القطار الجديد سوف ينافس شركات الخطوط الجوية من ناحية السرعة والراحة والأمان وانخفاض معدلات التلوث· وتكمن أهم الفوائد التي ينطوي عليها إطلاق القطار الجديد في أنه يتلقى قوة دفعه من مجموعة محركات كهربائية لا تطلق الغازات الملوثة للبيئة· وأشرف الرئيس الفرنسي نيولا ساركوزي على احتفال إطلاق القطار الجديد ذي السرعة العالية لاجتياز الاختبارات الأولى في شهر أبريل الماضي، وتبلغ السرعة القصوى لـ''إيه جي في'' 574,8 كيلومتر في الساعة أو ما يعادل أكثر من نصف سرعة الصوت، وهي تمثل رقماً قياسياً عالمياً لم يتمكن قطار قبله من بلوغها على الإطلاق· ويتلقى القطار قوة دفعه من محركات كهربائية متوزعة تحت العربات، وهو يفتقر للقاطرة المخصصة للمحركات بسبب عدم الحاجة إليها، وهذا يفسح المجال أمام نقل عدد أكبر من الركاب· وتفضّل شركة ''آلستوم'' التي تكفلت ببناء ''إيه جي في'' أن تعتبره البديل الأحدث لسلسلة قطارات ''تي جي في'' الفرنسية التي ساهمت خلال السنوات العشرين الأخيرة بنقل مئات الملايين من الركاب عبر فرنسا والبلدان الأوروبية بسرعة عالية· ويذهب خبراء الشركة إلى مقارنة القطار الجديد بالطائرة العملاقة ''إيرباص إيه ''380 من حيث الطاقة الاستيعابية للركاب، وسرعة نقلهم، والأنظمة التكنولوجية المتطورة التي يضمها· ويُذكر أنه سبق للرئيس ساركوزي أن أنقذ شركة ''آلستوم'' في عام 2004 عندما كان وزيراً للمالية حيث أجهض صفقة استحواذ شركة ''سيمنز'' الألمانية عليها، ولا يزال يردد أمام الصحافة الحديث عن قراره هذا الذي ضمن لفرنسا الاحتفاظ بمثل هذه الشركة ذات القدرة العالية على الإبداع التكنولوجي· ويمكن للقطار ''إيه جي في'' أن يقطع مسافة 1000 كيلومتر في ثلاث ساعات عندما ينطلق بسرعته العادية؛ ويمثل هذا الإنجاز تحدياً حقيقياً لشركات الخطوط الجوية وفقاً لتصريح أدلى به باتريك كرون المدير العام التنفيذي لشركة ''آلستوم''· وكما هي حال الطائرات العملاقة الجديدة التي تصنعها بوينج وإيرباص، فقد بدأت شركات النقل بالسكك الحديدية الأوروبية بتسجيل طلبات شراء نسخ من القطار الجديد ومنها شركة ''إن تي في'' الإيطالية التي اشترت 25 قطاراً تعتزم تشغيلها على شبكة السكك الحديدية السريعة في إيطاليا وحددت سرعتها بـ300 كيلومتر في الساعة وبحيث يبدأ تشغيلها مع حلول عام ·2011 وفيما تبقى الطائرات الحديثة أكثر سرعة من القطارات الحديثة بما فيها ''إيه جي في''، إلا أن الفارق الضئيل بين السرعتين لا يمكنه أن يبرّر دفع التكاليف الباهظة للسفر الجوي وخاصة بعد ارتفاع أسعار وقود الطائرات؛ يضاف إلى ذلك أن شريحة كبيرة من الناس تفضل ركوب القطارات التي تبقيهم مرتبطين بالأرض بدلاً من ركوب الطائرات· وليست فرنسا البلد الأوروبي الوحيد الذي تفوق في تطوير القطارات النظيفة والسريعة، بل تنافسها في هذا الاختصاص ألمانيا وإسبانيا· وكان الإسبان قد تمكنوا في إبريل الماضي من إطلاق القطار السريع ''إيف إس ''103 الذي تبلغ سرعته العادية 370 كيلومتراً في الساعة ويمكنه قطع المسافة بين مدريد وبرشلونة التي تبلغ 650 كيلومتراً في ساعتين و35 دقيقة، ولهذا السبب قررت الحكومة الإسبانية وضع خطة تهدف إلى تخفيض عدد الرحلات الجوية الداخلية حتى تفسح المجال أمام القطارات السريعة· عن موقع treehugger.com