الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

من الصفر وإلى الصفر

31 مايو 2010 22:43
في السبعينيات، كان معظم الأميركيين لا يعرفون الفرق بين ضربة الجزاء والضربة الركنية، وبعد دراسات علمية قرروا استقدام أفضل اللاعبين في العالم لاستعراض مهاراتهم لتعريف الجماهير بـ”الوافد الجديد”، قدم بيليه وبيكنباور وكرويف فنونهم وأسسوا دوري المحترفين الأميركي. ولاستقطاب الجماهير، كانت الفتيات يقدمن عروضهن قبل انطلاقة أي مباراة أو تدريب على غرار ما يحدث في البيسبول والمصارعة. وفي عام 1994، استضافت أميركا كأس العالم، والتي كانت بمثابة خطوة حقيقية إلى الأمام، ازدادت أعداد الجماهير التي تتابع المباريات، ورغم كل ذلك كانت أصوات الروك تصدر من المنازل والشوارع أيام الاستضافة في دليل على عدم الاكتراث باستضافة العرس العالمي الكبير. استقطب الأميركيون أفضل المدربين من المدارس الكروية العالمية لتدريب الناشئين وأسسوا أكاديميات على أعلى مستوى ومنذ منتصف السبعينات وحتى الآن أصبحت أميركا شيئاً على الساحة الكروية. هذه المقدمة كانت ضرورية للمقارنة مع المشكلة المزمنة التي تعاني منها كرة الإمارات في مسألة الحضور الجماهيري، اختلفت الأسباب وتعددت الآراء في هذه القضية، وتقدم الجميع بمقترحات في كل الاتجاهات، ولكن هناك حقيقة واحدة يجب أن نعترف بها على غرار مبدأ “اعطني كرة مقنعة تحصل على جماهير غفيرة”. الإحجام الجماهيري له أسبابه ومبرراته، ولكن جماهير الإمارات ذواقة لـ”الكرة الجميلة”، وهناك تجارب تؤكد ذلك، وفي الخاطر تجربة نهائيات أمم آسيا 96، مباراة اليوفي في مهرجان اعتزال عدنان الطلياني، مباريات العين الحاسمة في دوري أبطال آسيا 2003، مباريات مونديال الأندية، ربع نهائي خليجي 18 التي استضافتها العاصمة. الجماهير من دون وسائل جذب كانت تملأ الملاعب وتزحف مبكراً لتقف خلف فريقها وتؤازره، كان المستوى مقنعاً والبضاعة رائجة، والمنتج جيداً، ولكن فشل العين في استعادة ذاكرة الانتصارات وسقط منتخبنا في الامتحان المونديالي و.. و.. وتصدر الإحباط الذي تحول إلى إحجام من قبل الجماهير. أسال عن عميد الأندية الإماراتية وأراه غائباً عن البطولات منذ 24 عاماً لم يقدم خلالها شيئاً، وعلى هذا بدأت الكرة الإماراتية وكأنها جديدة الصنعة دون تاريخ أو سيرة تستند إليها، وكأن منتجنا تقليد. تخيل معي هذا الوضع لكرة الإمارات، الأهلي يلعب في مونديال الأندية مثلاً، والعين يشارك في نهائيات دوري أبطال آسيا، والوحدة يزاحم على بطولة خارجية، والنصر يشارك في الآسيوية ويلاقي البنفسج في النهائيات، لو كان الوضع هكذا لما كنا نعاني من مشكلة الحضور الجماهيري. أعتقد أن أكبر مشكلة تعاني منها كرتنا هي أن الدوري الإماراتي عاجز عن استقطاب الجماهير المقيمة في الدولة رغم كل وسائل الجذب والإعلام، ومن المفترض أن كرة القدم لعبة عالمية والاحتراف ليس في الملعب فقط وإنما يكون في التشجيع، ولكن بكل أسف لا يوجد ما يجذب الجماهير. مشكلة دورينا أن النجوم الأجانب الذين يوجدون فيه الأعلى سعراً وليس الأعلى من حيث القيمة الفنية، دفعنا أموالاً كثيرة وفشلنا في استقطاب الجماهير، وطالما أن الأجانب لم يستطيعوا أن يصنعوا الفارق مع فرقهم فإن الجمهور معذور. للعلم فقط أكبر مشكلة تعاني منها كرة الإمارات أنه لا يوجد هدف واضح للأندية، حيث إنها لا تعرف ماذا تريد وماهو الهدف؟ انظر للتصريحات قبل بداية الموسم تجد “الثلاثية” أقل الطموحات و”المونديالية” أعلى السقوفات، وبعد أسبوعين أو ثلاثة من الدوري تبدأ “التفنيشات” لتدور المقصلة ويتساقط الضحايا، والمشكلة الأكبر أن كل مدرب جديد يمسح تاريخ من سبقه ويبدأ من الصفر، وهذا بيت القصيد، لا يوجد مدرب يتم التعاقد معه في أول الموسم أو في منتصفه ليبدأ “سباق تتابع”، كله يبدأ مشواره من الصفر، وتكون النتيجة “صفرا”. ali.sed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©