بينار: العنصرية مرشحة للزوال بفضل مباريات المونديال

أعرب ستيفين بينار نجم فريق إيفرتون الإنجليزي ومنتخب جنوب أفريقيا أن الآثار الباقية للعنصرية جنوب القارة السمراء سوف تنتهي بفضل استضافة كأس العالم، ومشاركة المنتخب الجنوب أفريقي بها، وأشار بينار إلى انه يترقب المؤازرة الجماهيرية خلال مباريات البطولة مؤكداً أن أفضل شكل لهذه المؤازرة سوف يتمثل في ارتداء الملايين لقيمص منتخب جنوب أفريقيا، بداية من هؤلاء الذين يسيرون في الشوارع ويذهبون إلى الملاعب، وصولاً إلى موظفي البنوك والأماكن الأخرى الذين تلزمهم جهات عملهم بارتداء زي رسمي في أغلب الأحوال. وفي حوار نشرته صحيفة “نيوز أوف ذا وورلد” للنجم الجنوب أفريقي قال: “أنا على ثقة من توحد الأمة خلال مباريات المونديال، وسوف تكون هذه الروح قادرة على قهر الآثار الباقية للتفرقة العنصرية، وكرة القدم توحد القلوب وتجمع الشعوب، وتقضي على الخلافات بين أبناء الوطن الواحد، ولن أنسى عام 1995 حينما استضافت جنوب أفريقيا بطولة العالم للرجبي، وكنت طالباً في المدرسة وتم السماح لنا بالجلوس إلى جوار زملائنا من أصحاب البشرة البيضاء للمرة الأولى في تاريخ المنافسات الرياضية بجنوب أفريقيا، وكم كانت لحظات لا تنسى حينما كنا نتعانق احتفالاً بانتصار الوطن الواحد الذي ننتمي إليه”. لمسة مانديلا وأضاف بينار: “أتمنى أن يكون هناك تأثير إيجابي لكأس العالم بدرجة تفوق الأحداث الرياضية السابقة، وأنا على ثقة من التفاف الجميع حول منتخب جنوب أفريقيا في المونديال، وسوف تكون روح نيلسون مانديلا بكفاحه التاريخي حاضرة معنا، ومصدر قوة لنا، فقد تشرفت بمقابلة هذا الرجل العظيم في عدة مناسبات أثناء تواجدي مع المنتخب الوطني، وهو أب لهذه الأمة، ولازال مصدر إلهام لنا جميعاً، ونحن نتطلع إلى اليوم الذي يعبر الجميع خلاله عن عمق الانتماء إلى منتخب البافانا بافانا من خلال ارتداء قميص المنتخب في كل مكان، ولا فارق في ذلك بين مشجع الكرة وبين موظف البنك، نريدها احتفالية كبيرة ونطمع في الالتفاف الجماهيري حولنا، ولن نبخل بالجهد والعطاء من أجل تجاوز الدور الأول، وفيما بعد يمكننا تحقيق المفاجآت بعد أن نتحرر من الضغوط وسط دعم جماهيري سيكون مصدر قوة لنا”. المبالغة في المخاوف الأمنية وتحدث بينار عن الجانب التنظيمي للمونديال وما يدور من أحاديث حول غياب الأمن وارتفاع معدلات الجريمة في جنوب أفريقيا، فقال: “اختيار جنوب أفريقيا لاستضافة المونديال هو اعتراف صريح بقدرتنا على تنظيم هذا الحدث الكبير مثل أفضل دول العالم، وما يدور من أحاديث حول ارتفاع معدلات الجريمة وعدم الشعور بالأمن يحمل بعض المبالغات، ومن الطبيعي أن يكون الهاجس الأمني حاضراً في عقلية أي شخص يتطلع إلى زيارة بلد ما، ومثلما يتحدثون عن غياب الأمن عن بعض مناطق ليفربول مثلاً، هناك من يشككون في تمتع جنوب أفريقيا بالأمن، وقد كان للإعلام العالمي دور كبير في تغذية الشعور بغياب الأمن في جنوب أفريقيا، نعم لدينا بعض المشكلات الأمنية والتنظيمية مثل الكثير من دول العالم، ولكن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة، ولهؤلاء الذين يعيشون الهوس بهذه المعلومات أو يخشون على حياتهم أقول إذا كنتم تخافون فلا يجب أن تأتوا، وسوف تظل بطولة كأس العالم رائعة حتى في غيابكم”. النجاة من السجن وتطرق بينار لمعاناته في طفولته مثل الملايين من أصحاب البشرة السمراء في بلاده، حيث قال :”كنت أذهب إلى المدرسة في الصباح وألعب في الشوارع ولكنني لم أكن أعلم هل ستنجح عائلتي في توفير طعام العشاء أم لا، لم أكن أفكر في الأمر، ولم أكن أدرك انه ليس بالأمر الهين على ملايين الأسر الفقيرة، وكم كنت محظوظاً بالذهاب إلى مدرسة المواهب الكروية والتي بفضل الانضمام إليها أصبحت لاعباً محترفاً فيما بعد، ليس هذا فحسب بل إن هذه المدرسة وكرة القدم عموما جعلتني أضع أقدامي على أول الطريق الصحيح، والآن حينما أجد أصدقاء ورفاق الطفولة الذين لعبوا معي في الشوارع يتواجدون في السجون حالياً أطرح على نفسي تساؤلاً ثم أهرب من الإجابة عليه.. لو لم أتجه إلى كرة القدم كيف كان من المتوقع أن يصبح مصيري ؟