السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد الحمادي: الشيخ زايد حوّل المعجزة المتخيلة إلى واقع حي ونابض

محمد الحمادي: الشيخ زايد حوّل المعجزة المتخيلة إلى واقع حي ونابض
27 ابريل 2018 01:04
إبراهيم الملا (أبوظبي) ضمن البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، في دورته الـ28، استضاف مجلس «كاتب وكتاب»، مساء أمس الأول، الكاتب والإعلامي محمد الحمادي، رئيس تحرير جريدة الاتحاد، رئيس جمعية الصحفيين بالإمارات، الذي تناول الجهود المقدّرة والتضحيات الهائلة التي بذلها الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال التنمية وبناء الدولة، انطلاقاً من وعي عميق، وحس إنساني نافذ، وانتباه مسدد نحو المستقبل، بكل ما يتضمنه هذا المستقبل من أسئلة وتحديات، وقراءات دقيقة للتحول التصاعدي والتطور التنموي للدول والشعوب، وللمكونات الأساسية في أي دولة ناجحة تطمح إلى خلق واقع أفضل وأجمل لأبنائها والمقيمين فيها. سيرة تطور أشار الحمادي في البداية إلى أن الحديث عن قامة كبيرة وشخصية مرموقة مثل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو حديث صعب وذو تفاصيل متشعبة، ولا يمكن الإلمام بمعظم تفاصيلها في جلسة واحدة، مضيفاً أن استعادة صورة وحضور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد وقاهر الصحراء، لا بد أن تعيد لنا صورة إمارة أبوظبي قبل خمسين عاماً، لنعرف كيف كانت هذه الأرض، وكيف كان هذا المكان، وكيف أصبحت أبوظبي اليوم مدينة عصرية ومتطورة. وقال الحمادي: «عندما نفكر في الرابط القوي بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وثمار التنمية ومظاهرها، فعلينا أن نتذكر أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما بنى هذه الدولة، حيث لم يركز فقط على الشكل الظاهري للعمارة وتأسيس البنية التحتية فقط، بل ذهب لأبعد من ذلك، عندما فكر بداية في الإنسان أصلاً وجوهراً ومنبعاً للتنمية الحقيقية، فمن دون وجود الإنسان الواعي والمتعلم والمثقف لا يمكن للمدن والدول أن تصنع تنميتها المستدامة والمتواصلة التي يمكن الرهان عليها لصياغة مستقبل مشرق في هذه البلدان والدول». توجه راقٍ وذكر الحمادي مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الشهيرة: «ثروتي هي سعادة شعبي»، موضحاً أن نتائج هذه المقولة، وهذا التوجه الراقي، لم تلامس المواطن الإماراتي فقط بل امتدت لكل المقيمين على أرض الدولة عرفاناً بما قدموه من جهود وطاقات معرفية وتطبيقية منذ بداية نشوء الدولة وإلى اليوم، خصوصاً وأن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما نوّه الحمادي، كان يؤمن بأن الخير الذي وهبه الله لدولة الإمارات يجب أن يعمّ الجميع، وأن يستفيد منه كل فرد ساهم في تنمية وبناء الدولة. وأشار الحمادي أن الهمّ الكبير الذي استحوذ على تفكير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في زمن البدايات هو كيفية بناء «الأمة» وليس مجرد بناء وطن أو دولة، وقال: «إن الأمر تطلّب منه مواجهة تحديات ضخمة في مكان كان شبه فارغ من البشر والعمران والتعليم والصحة والطرق والبنى الأساسية للدول الحديثة»، وبالتالي، كما أوضح الحمادي، ذهب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، للبحث عن الطاقات والخبرات في البلدان العربية التي قطعت أشواطاً مهمة في مجالات التنمية، مثل تونس التي استفاد من خبرائها القانونيين، ومصر التي استفاد من خبرتها في مجال التعليم، والأردن التي استفاد من خبرتها في مجال الأمن، وغيرها من الدول العربية والأجنبية التي ساهمت بقوة في وضع اللبنات الأولى لشكل وصورة المكان قبل وبعد قيام دولة الاتحاد، وأضاف الحمادي أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعث بالطلبة الإماراتيين إلى الخارج حتى يعودوا مسلحين بالعلم والمعرفة وليساهموا مع الآخرين في صياغة الصورة المبهجة للدولة التي نراها اليوم، والتي باتت نموذجاً مبهراً ومثالاً ساطعاً يحتذى به في الدول التي سبقتنا في التنمية والتطور. وقال الحمادي: «إن احتفاءنا اليوم بعام زايد، وبمئوية زايد، تفرض علينا استعادة الإنجازات المميزة التي حققها الراحل الكبير من خلال حلمه العارم الذي كان يؤمن به إيماناً مطلقاً»، مضيفاً أن هذا الحلم هو سرّ نجاح شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فهو لم ينظر فقط للواقع المحيط به، بل إلى ما يمكن أن يحققه في هذا المكان بعد ثلاثين أو خمسين عاماً، ومن هنا فإن بعد نظره وعمق رؤيته تجسدتا اليوم في كل ما نراه من ظواهر إيجابية لافتة سواء ما يخص العمران أو الإنسان. تحقيق السعادة وأكد الحمادي أن دولة الإمارات بنيت على أساس تحقيق السعادة وبناء الفكر الإنساني الشامل، وأن مصطلحاً حديثاً مثل: «التنمية المستدامة» عرفته الإمارات منذ البدايات، وانتبه له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مبكراً، بشكل فطري، وبحنكة ذاتية، وبذكاء وتخطيط، وهي عناصر أهلته لقيادة الدولة، وتوحيد الإمارات المتفرقة، من خلال فكرة وحدوية طموح، بذل من أجلها الغالي والنفيس، وتحمل بسببها الكثير من المصاعب والعقبات، واستطاع في النهاية أن يحول المستحيل إلى حقيقة، وأن يحول المعجزة المتخيلة إلى واقع حي ونابض، نعيشه بكل تفاصيله المستندة إلى وعي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى تضحياته وإيمانه ببناء الأجيال والتعايش والتسامح والحوار الإيجابي مع الذات والآخر. القوة الناعمة ونوه الحمادي إلى أن مصطلحاً آخر، مثل «القوة الناعمة»، استخدمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في زمن البدايات الأولى لتأسيس الدولة، عندما بنى العلاقات مع الدول العربية والأجنبية، وعندما نشر قيم المحبة والتواصل مع الآخرين، مضيفاً أن الكثير من الأفكار التي زرعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تلك الفترة البعيدة نرى ملامحها اليوم في الشكل المؤسسي للهيئات والوزارات والجمعيات والدوائر المحلية والحكومية بدولة الإمارات. واختتم الحمادي مداخلته بالقول: «إننا محظوظون كشعب بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومحظوظون بفكره المنفتح، وبمنهجه العالمي القائم على نبذ العنصرية والتمييز الإثني والديني والعرقي، وبالتالي فإن من ما نراه اليوم من قيم المحبة والتعايش والتسامح في الإمارات إنما هي من ثمار تلك البذور الفكرية الأولى التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في هذه الأرض، لخلق هذا البناء المتكامل الذي يشمل الوطن والبشر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©