الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عشر سنوات من «التربية الأمنية» تثمر جيلاً واعياً قــادراً على حماية المكتسبات

عشر سنوات من «التربية الأمنية» تثمر جيلاً واعياً قــادراً على حماية المكتسبات
14 ابريل 2014 14:22
قبل عشر سنوات، لاحظ الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي آنذاك تزايداً في نسب المشاكل التي يتورط بها طلبة المدارس بدبي، ليأمر بإطلاق برنامج للتربية الأمنية في أكثر من 100 مدرسة حكومية وخاصة بالإمارة، ضمن اهتمام القيادة الرشيدة بالنشء وجهدها لبناء الإنسان الإماراتي المتميز. وبحسب مراقبين، فإن التحولات السياسية والأمنية في المحيط العربي، أثبتت صواب التوجه في دولة الإمارات لإيلاء تربية النشء أهمية خاصة، لتوعيتهم بضرورة حماية مكتسباتهم والتصدي للعديد من التحديات التي تواجه المجتمع. وترصد «الاتحاد» اليوم نجاحات البرنامج التي أشرفت على تنفيذه القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مع مؤسسات حكومية وأهلية. تحقيق: محمود خليل كشفت الإحصائيات الرسمية أن 200 ألف طالب وطالبة، من المواطنين والمقيمين موزعين في مدارس إمارة دبي الحكومية والخاصة، استفادوا من برنامج التربية الأمنية خلال السنوات العشر الماضية. وقال مسؤولون عن البرنامج، إن التربية الأمنية تعمل على غرس القيم الإيجابية والمرغوبة في حياة النشء حتى تتجسد هذه القيم في شخصية الفرد مبدأ وسلوكاً، وذلك عن طريق زيادة معارفه ومهاراته وتغيير سلوكياته ومقدراته للتغلب على المشاكل والقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها، معتبرين أن التربية الأمنية تعمل على إعادة تشكيل المكون العقلي والوجداني والعاطفي للفرد للتعامل مع تلك المشكلات وكيفية التصدي لها والسعي إلى احتواء آثارها ونتائجها على المجتمع. وأكد المسؤولون أن البرنامج يستهدف بناء جيل قوي، يدعم مسيرة النمو والتطور التي تشهدها البلاد من خلال سعيه إلى إعداد المواطن الصالح المتسلح بالعلم والمعرفة، وتعزيز وتوثيق الشراكة المجتمعية، ونشر الأمن والحد من الجريمة، إضافة إلى ترسيخ القيم النبيلة وتزويد الطلاب بالمعارف والأفكار والمهارات الحياتية النافعة، من أجل تحقيق الفعالية الشخصية. وبينوا أن البرامج التدريبية التوعوية للطلبة مصممة بشكل علمي مدروس، تطال رياض الأطفال ومراحل التعليم الأولى والثانية وصولاً للمرحلة الثانوية، مع مراعاة احتياجات كل مرحلة، وخصوصيتها. فضلًا عن المعاقين، ومراكز تعليم الكبار. وأشاروا إلى أن برنامج التربية الأمنية، يركز على جوانب مسلكية في الحياة اليومية، مثل تطبيق تعاليم الدين، واحترام الوالدين وكبار السن والآخرين، والتمثل بالقدوة الحسنة والنماذج المشرفة في المجتمع، وخلق نوع من الألفة والمحبة بين رجل الشرطة والأطفال، وكسر الحاجز النفسي والخوف لدى الأطفال، والحرص على ترغيب هذه الفئة للتعاون مع رجال الشرطة وتعويدهم على ذلك منذ الصغر. ويتضمن البرنامج تدريب النشء على إدارة الأزمات وتحمل الصعاب من خلال محورين توعوي إرشادي، وتدريبي انضباطي، حيث يتم تعريف المشاركين بالأخطار التي تحيق بهم، وتهدد مستقبلهم حال الوقوع في براثنها، مثل التدخين، وتعاطي المخدرات والتطرف الديني وغيرها، كما يتم تعزيز الجانب الوقائي لديهم من خلال إرشادهم إلى الوسائل الناجعة التي يمكن أن تعينهم على عدم الوقوع ضحايا الأخطار، وكيفية تجنب أصدقاء السوء. وتنطلق رؤية البرنامج، بحسب المسؤولين، من إعداد أجيال واعية ومحصنة أمنياً وأخلاقياً، كما يسعى البرنامج إلى توحيد الجهود الوطنية في سبيل تقليل نسب التسرب الدراسي، وتقليل معدلات الانحراف السلوكي، ورفع معدلات التفوق الدراسي. وقالوا إن البرنامج يعتمد في تحقيق أهدافه على برامج تهدف إلى تعميق العلاقة بين كل المؤسسات والأشخاص المتواصلين مع الطالب، مثل برنامج مكافحة السمنة لطلاب وطالبات المدارس، وبرنامج التربية الأمنية في رياض الأطفال، برنامج التربية الأمنية في مراكز تعليم المعاقين، وكذلك برنامج التربية الأمنية لمنتسبي مراكز تعليم الكبار، الذي يتم تطبيقه في 3 مدارس لتعليم الكبار، وبرنامج التربية الأمنية لمنتسبي المدارس البريطانية الذي يطبق بطلب من السفارة البريطانية. من جانبهم، قال عدد من مديري المدارس، إن برنامج التربية الأمنية يركز في أهدافه التربوية على تقليل نسبة التسرب من التعليم، وتخفيض معدلات الانحراف السلوكي، وزيادة معدلات التفوق الدراسي، فيما تصب أهدافه الأمنية في صالح المجتمع بصفة عامة، والنشء المستهدف من البرنامج بصفة خاصة، لخلق جيل يشارك الشرطة في أداء واجبها المتمثل في منع الجريمة، إضافة إلى تعزيز روح الانضباط المسلكي، وزيادة الحس الأمني لدى الشباب. واعتبر عدد من أهالي الطلبة المنتسبين للبرنامج، أن البرنامج أثبت فعاليته في تعديل سلوك أبنائهم نحو الأفضل، من خلال البرامج والمواد العلمية التي تم وضعها بعناية فائقة من جانب عدد من المختصين في الجانب الأمني والتربوي. ارتفاع وعي الطلبة بمكافحة الإرهاب ونبذ العنف والاهتمام بالنظافة الشخصية حقق برنامج التربية الأمنية نسب ارتفاع تجاوزت المؤشر العام فيما يخص الرضا العام للمدرسين والمحاضرين وفق نتائج استطلاع متخصص، خلص إلى أن البرنامج ترك آثاراً إيجابية على الطلبة. وأظهرت نتائج الدورة التاسعة لبرنامج التربية الأمنية للعام الدراسي 2012 – 2013، ارتفاعاً ملحوظاً في وعي الطلبة من الذكور والإناث بإمارة دبي بمكافحة الإرهاب ونبذ العنف وبمخاطر وأضرار المخدرات رافقه ارتفاع مماثل في حب الوطن والولاء لحكامه. وكشفت البيانات عن أن مستويات وعي الطلاب بالمواضيع المتعلقة بالأمن الفكري ارتفعت بشكل كبير، بحيث تعاظم إدراك الطلبة من الذكور والإناث لأهمية مكافحة الإرهاب والجرائم بمختلف أنواعها بنسبة تجاوزت 90%، في حين ارتفع تعزيز حب الوطن والولاء لحكامه عند الطلبة بنسبة 97%، رافق ذلك ارتفاع مستوى وصول الرسالة التوعوية المتعلقة بأهمية الإبلاغ عن أي اعتداء على الأشخاص أو الممتلكات، أو رؤية أي شيء مريب إلى 84%. وبلغت نسبة رسائل التوعية المتعلقة بالاستخدام الآمن لوسائل الاتصال المختلفة وشبكات التواصل الاجتماعي 92%، فيما تجاوزت نسبة وعي الطلاب بخطورة العنف وأهمية الرفق نسبة الـ90%، في حين بلغ مستوى وعي الطلبة بأهمية الضبط والربط العسكري للطلاب الذين تلقوا تدريباً عسكرياً 90%، كذلك وصلت نسب استعداد الطلاب لخدمة الوطن من خلال العمل التطوعي إلى 85%. وبلغ المستوى التوعوي المتعلق بالتحديات والأخطار التي تواجه الطالب في الحياة الجامعية 87%، بينما ازداد مستوى معرفة الطفل بمتى يقول لا فيما يتعلق بالتحرش الجنسي إلى 85%، في حين وصلت نسبة معرفة الطفل بخطورة الألعاب النارية رغم حب الأطفال الشديد لها إلى 93%. وحققت الرسالة التوعوية بما يتعلق بمخاطر وأضرار المخدرات التي حرص البرنامج على إيصالها للطلبة ارتفاعاً كبيراً وصل إلى 98%، فيما بلغت النسبة بموضوع صفة الحياء بالنسبة للإناث 95,6%، أما التشبه بالجنس الآخر فوصلت نسبة الوعي بها إلى 94,5%. وكشفت البيانات عن نتائج بارزة أخرى تمكن برنامج التربية الأمنية من تحقيقها في دورته التاسعة تمثلت بتعزيز معرفة الأطفال بأهمية النظافة بنسبة تجاوزت 99%، في حين بلغ وعي الأطفال بأهمية مساعدة المعاقين نسبة كبيرة وصلت إلى 98%، واحتل بند «أحب كل إمارات الدولة» المرتبة الأولى عند الأطفال تلاه بند «حبي لوطني يعني أن أكون ناجحاً ونافعاً للآخرين». ودلت النتائج على أن الرسائل التوعوية المتعلقة بموضوع التدخين وصلت إلى 94% من طلاب طالبات الحلقة الأولى. وأشارت البيانات إلى أن 95% باتوا على دراية جيدة بالأخطار المحيطة بهم في محيط المنزل، وبكيفية التعامل معها، كما نجح البرنامج في إيصال موضوع الأمانة بنسبة ممتازة، إذ تأكد وصوله لما نسبتهم 91% من الطلاب والطالبات. وتمكن البرنامج من جعل 96% من المشاركين والمشاركات في البرنامج من الحلقة الأولى على دراية جيدة بالأخطار الناتجة عن استخدام الألعاب النارية. وشكل حب الوطن أكثر المواضيع قبولاً لدى المشاركين من طلاب الحلقة الأولى، حيث وصلت الرسائل المتعلقة بهذا الموضوع إلى نسبة 98% من الطلاب. ودلت البيانات أن 94% من طلاب وطالبات الحلقة الأولى، أصبحوا يعلمون أن بإمكانهم الاتصال بخدمة الأمين عند التعرض للخطر، أو عند رؤية أشياء تهدد أمنهم أو أمن الآخرين. ورأى 95% من طلاب هذه الحلقة أن أفراد شرطة دبي أصدقاء للجميع، ويحبون مشاركتهم في منع الجريمة وفي الحلقة الثانية للبرنامج حقق هدفا «تعزيز روح الانضباط المسلكي»، و»جيل يشارك الشرطة في منع الجريمة» أعلى المستويات، حيث وصلت نسبة تحقيق الأهداف على التوالي 87% و 85%. وأظهرت النتائج مستوى قبول كبير للبرنامج في أوساط أولياء الأمور، حيث أكدوا أن البرنامج أسهم بتعزيز روح الانضباط المسلكي، وتقليل نسب التسرب الدراسي، بنسبة 83%، وبنسبة 80% بتقليل نسب الانحراف السلوكي ورفع معدلات التفوق الدراسي. حقائق وأرقام ? تشارك في تنفيذ البرنامج 41 جهة داخلية وخارجية و350 مدرباً و130 منسقاً من داخل شرطة دبي وخارجها ? درب خبراء برنامج التربية الأمنية بشرطة دبي، القائمين على برامج مثيلة في كل من الشارقة (الثقافة الأمنية)، وعجمان، ورأس الخيمة، وأم القيوين، والفجيرة. ? يواصل البرنامج توسعه ليصل إلى عدد أكبر من المدارس الخاصة التي بها نسب عالية من الطلاب المواطنين. ? نجح البرنامج بالوصول إلى شرائح أخرى جديدة منها مراكز تعليم المعاقين، ومراكز تعليم الكبار، رياض الأطفال، والمدارس البريطانية وكذلك تأهيل أولياء الأمور كمحاضرين في البرنامج. ? حصل برنامج التربية الأمنية على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز - فئة المؤسسات الداعمة للتعليم في دورته الحادية عشرة 2008 - 2009. ? حصلت القيادة العامة لشرطة دبي من خلال برنامج التربية الأمنية؛ على جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2011 فئة المؤسسات الحكومية والدوائر والهيئات. ? حصل البرنامج على جائزة المشروع الحكومي المشترك «التربية الأمنية» ضمن جوائز الأداء الحكومي المتميز بدبي. البرنامج يعد أجيالاً محصنة أخلاقياً وأمنياً مسؤولون: «التربية الأمنية» انعكس إيجاباً على سلوكيات الطلاب وتحصيلهم الدراسي أشاد مسؤولون حكوميون ببرنامج التربية الأمنية الذي تطبقه شرطة دبي في 100 مدرسة بالإمارة، ورأوا أنه حقق نتائج كبيرة طيلة 10 سنوات من عمره، وانعكست تأثيراته إيجاباً على سلوكيات الطلبة وتحصيلهم العلمي والتزامهم وانضباطهم. واعتبر معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم أن البرنامج يسهم بشكل كبير في إعداد أجيال طلابية واعية تفخر بها الدولة والعالم ومحصنة أخلاقياً وأمنياً. وقال إن شرطة دبي نموذج يشار لها بالبنان في مختلف المحافل، مثمناً مبادراتها المجتمعية والنافعة وبالأخص برنامج التربية الأمنية. وأكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن بدبي، أهمية برنامج التربية الأمنية للمجتمع، لما يحققه من أهداف تصب في مصلحة الأجيال المقبلة، وإعداد الكوادر الوطنية وتحصين فئة الشباب بالدعائم الأساسية لحمايتهم من مغريات الحياة. وقال إن برنامج التربية الأمنية يسعى إلى توحيد الجهود الوطنية في سبيل التنشئة الأمنية والأخلاقية المناسبة لجيل الطلاب، وإعداد المواطن الصالح المتسلح بالعلم والمعرفة، وتعزيز وتوثيق الشراكة المجتمعية، ونشر الأمن والحد من الجريمة، بترسيخ القيم النبيلة وتزويد الطلاب بالمعارف والأفكار والمهارات الحياتية النافعة، من أجل تحقيق الفعالية الشخصية. وقال اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج التربية الأمنية، إن المشرفين على البرنامج ترجموا أهمية المحافظة على الهوية الوطنية التي رفعت شعارها القيادات العليا للدولة في كثير من المحافل، حيث عملوا بكل جهد على تعزيز هذا الجانب لدى الطلاب والطالبات. وذكر اللواء المزينة أن البرنامج أثبت فعالية في تعديل سلوك الأبناء نحو الأفضل، من خلال البرامج والمواد العلمية التي تم وضعها بعناية فائقة من جانب عدد من المختصين في الجانب الأمني والتربوي. وقال أحمد عيد المنصوري مدير منطقة دبي التعليمية، إن برنامج التربية الأمنية يعد من الأركان الأساسية للعملية التربوية، الذي شكل علامة فارقة بين المشاريع والمبادرات التي تهدف إلى الرقي والسمو بسلوكيات الطلاب والطالبات في مدارس المنطقة، مضيفاً أن المنطقة تفتخر بأن تكون شريكة لهذا البرنامج، إلى جانب القيادة العامة لشرطة دبي. وقال اللواء عبدالرحمن محمد رفيع مساعد القائد العام لخدمة المجتمع والتجهيزات، إن برامج التربية الأمنية استطاعت خلال 10 سنوات، تنشئة أجيال قادرة على مواجهة التحديات وبناء الهوية الوطنية في داخل الطلاب والطالبات، مشيراً إلى أن البرنامج يطبق بـ 100 مدرسة حكومية وخاصة ورياض أطفال ومراكز ذوي الإعاقة ومراكز تعليم الكبار على أيدي 300 من العسكريين والمدنيين. واعتبر اللواء محمد سعيد المري مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع بشرطة دبي، أن البرنامج واحد من البرامج الوقائية بعيدة المدى التي تهدف إلى تكوين المواطن الذي تعتز به دولة الإمارات وتفخر به، مبيناً أنه حقق العديد من النتائج الإيجابية على كل المستويات، لا سيما فيما يتعلق بالأهداف التربوية والسلوكية والأمنية المنشودة. وأكدت فاطمة غانم المري الرئيس التنفيذي لمؤسسة التعليم المدرسي بهيئة المعرفة وتنمية المجتمع، أن البرنامج ينمي السلوكيات والأخلاقيات الحسنة لدى الطلاب، ما ينعكس بالإيجاب خلال التعامل بين أفراده. مديرون وأولياء أمور وطلبة يشيدون بالبرنامج ويعتبرونه الحصن الواقي للأجيال اتفق مديرو مدارس ومعلمون على أن برنامج التربية الأمنية، يسهم بشكل كبير في إعداد كوادر قيادية قادرة على قيادة مجتمع الإمارات وتحمل مسؤولية التطوير والازدهار. وقال هؤلاء، إن برنامج التربية الأمنية قائم على العمل المتميز والجهد الدؤوب من قبل جنود متميزين لتوعية الطلاب ضد الانحراف الفكري، علاوة على سعيه إلى تنمية التفكير الصحيح لدى الطلاب ليميز بين النافع والضار وترسيخ الإحساس بالمسؤولية. وأشاروا إلى دور البرنامج في تحسين العملية التعليمية، باعتباره درعاً واقياً للطلاب والطالبات ومجالاً لاستثمار طاقات الشباب من خلال طرق منوعة وأساليب جذابة ومدربين أكفاء. وقالوا إن للبرنامج تأثيراً ملموساً على الطلبة، خاصة في مجال التدريب العسكري، بحيث تعلمت تلك الفئة الضبط والربط واحترام الآخرين. كما اعتبر أولياء أمور أن التحاق أبنائهم بفعاليات البرنامج، انعكس إيجاباً على سلوكياتهم وخفضت احتمالية انحرافهم، وأصبحوا أكثر تنظيماً وانضباطاً. وقالت والدة أحد الطلبة المشاركين، إن ابنها ومنذ أن انضم إلى برنامج التربية الأمنية، توقف عن السهر خارج البيت واستعاض عن ذلك بممارسة تمارين رياضية في ساعات الصباح الباكر، مشيرة إلى أنها باتت تلمس عند ابنها ارتفاع مستويات الطموح والتفكير بمستقبله بطريقة إيجابية. وشكرت أم راشد برنامج التربية الأمنية لما كان له من أثر في تغيير سلوك ابنها، فيما قالت أم حصة، إن ابنتها باتت أكثر ثقة بنفسها وانفتاحاً على التفكير بمستقبلها وتحصيل معدلات ممتازة في دراستها. أما أم سعيد، فعبرت هي الأخرى عن سعادتها باهتمام ابنها في التدريبات العسكرية، وقالت إنها بدأت تلاحظ تغييراً جذرياً إيجابياً في سلوك ابنها. كذلك تحدث طلبة عن استفادتهم من المشاركة في البرنامج، وتعودهم على الضبط والربط، وكثير من القيم الإيجابية، إضافة إلى تعرفهم على أصدقاء جديدين. وتابعوا: «لقد غرس ورسخ البرنامج فينا قيم الولاء والانتماء، كما تدربنا من خلاله على مكونات أسس الشخصية الناجحة وتعرفنا إلى أهمية التفوق الدراسي». الدبل: مسؤوليات كبيرة لتخريج أجيال قوية بحبها وولائها للوطن وحكامه أكد العقيد الخبير الدكتور إبراهيم الدبل مدير إدارة خدمة التدريب الدولي بشرطة دبي، المنسق العام لبرنامج التربية الأمنية، أن النسخة العاشرة لبرنامج التربية الأمنية بات أمام مسؤولية أكبر في تخريج أجيال من الناشئة انتسبت إلى مضامينه التربوية، وتلقت رسالته التوعية الأساسية التي اضطلع بها. وقال الدبل في حديث لـ «الاتحاد»، إن القائمين على البرنامج ملتزمون بتطويره وتحديث مواده، بما يرتقي لتطلعات قيادتنا، ويحقق رؤية البرنامج في إعداد أجيال طلابية واعية محصنة أمنياً وأخلاقياً تفتخر بها الدولة. وشدد العقيد الدبل على الأهداف الأساسية للبرنامج في تقليل نسب التسرب الدراسي، وتقليل معدلات الانحراف السلوكي، ورفع معدلات التفوق الدراسي، علاوة على هدفه الاستراتيجي المتمثل في خلق جيل من النشء يشارك الشرطة في منع الجريمة وتعزيز روح الانضباط السلوكي، ورفع الحس الأمني لدى الشباب. وأضاف أن البرنامج يعمل على تعريف الطلبة بقوانين المرور في الدولة، ودور شرطة دبي في نشر الأمن، ومساعدتها في الوقاية من الجريمة، والحد منها، وكيفية التواصل مع خدمة الأمين التابعة لشرطة دبي للمساعدة عند التعرض لما يهدد أمنهم، وحرمة التشبه بالجنس الآخر، وخطورة مرض الإيدز، وكيفية الوقاية منه، وخطورة المخدرات وأضرارها. وأشار إلى أن برنامج التربية الأمنية، يعتمد استراتيجية واضحة في هذا المجال تنطلق من زرع القيم الإيجابية، والتقليل من القيم السلبية، وتحل الضغوط والتخفيف من حدة تأثيراتها، من خلال الوعي بالوظائف الإيجابية للعديد من الظواهر، كما أن البرنامج يعمل على التقليل من الألفاظ والمفاهيم السلبية وتعزيز المفاهيم الإيجابية فيكثر من مفاهيم الرفق والتسامح، ويقلل من مفاهيم العنف والتطرف والإرهاب. وقال إن البرنامج يقدم رسالة توعية تلمس موضوعاتها عمق مشكلات الفئات المستهدفة، وتستطيع أن تزرع فيهم بذرة الوقاية الأمن والحماية الأولى التي تحصنهم ضد الآفات والجرائم الأخلاقية والجنائية. واعتبر في رده على سؤال أن قضايا الأحداث والشباب، تعد واقعاً يفرض نفسه على أي مجتمع، وفي كل الأوقات، بحيث باتت الحاجة تستدعي التركيز في مواجهتها، بكثير من الحكمة والخبرة، دون إغفال الجوانب الإنسانية، والدوافع السلوكية التي تقف ورائها. واعتبر العقيد الدبل أن برنامج التربية الأمنية أصبح بصمة بارزة في سياسات واستراتيجيات الوقاية الطلابية، فقد تم تطبيق البرنامج بمسماه في عدد من الدول العربية، كما أنه يطبق بمضمونه داخل الدولة وخارجها، لافتاً إلى أن البرنامج حقق نجاحات متميزة على الصعد كافة، أبرزها إعداد مشروع جديد على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، يشمل العديد من الوزارات والهيئات يرتكز على فلسفة برنامج التربية الأمنية في توحيد كل الجهود الوطنية تحت مظلة واحدة تعتمد آلية التنسيق والتعاون من أجل بناء منظومة وقائية وتوعوية فعالة وتتمتع بالكفاءة والأداء المتميز، لتدريب وتأهيل أبنائنا للتعامل مع التحديات والمخاطر المحيطة بهم. ولفت إلى أن البرنامج ينفذ في جميع المدارس الحكومية بإمارة دبي و20 مدرسة خاصة وأربع من رياض الأطفال من قبل موظفي شرطة دبي المدربين والمؤهلين، وحقق البرنامج جملة من المؤشرات أبرزها زيادة التحصيل الدراسي بنسبة 91,6?، وعرض التطبيق في الملتقى العالمي لأفضل التطبيقات الشرطية كأحد أفضل التطبيقات الشرطية، لافتاً إلى الكثير من الجوائز التي حققها البرنامج منها، جائزة الجهة الأكثر التزاماً بالهوية الوطنية، وجائزة الجهة الأكثر التزاماً بالتقييم الذاتي، وجائزة الموظف المتميز في المجال الإداري، وجائزة الموظف المتميز في المجال الميداني. براءة اختراع لشرطة دبي حصلت شرطة دبي في العام 2011، على براءة اختراع لبرنامج التربية الأمنية من وزارة الاقتصاد، كمصنف فكري خاص بها. ويكتسب البرنامج أهميته من أنه يعد من أهم البرامج الوقائية على مستوى الدولة، بما يملكه من آليات ومنهجيات وأدوات تدريبية وتثقيفية بما يمكن القول إنه بات نموذجاً يحتذى به، ووصل عدد محاضري البرنامج إلى 350 محاضراً ومدرباً، كما أن البرنامج يطبق في 80 مدرسة حكومية، و20 مدرسة خاصة، و4 مراكز لتعليم الكبار، و4 روضات من رياض الأطفال، إضافة إلى أحد مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك ما شجع ودفع العديد من الجهات إلى تطبيق البرنامج. ويعود الفضل لإطلاق برامج التربية الأمنية بإمارة دبي، لمعالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن بالإمارة، حينما اشتكى له في العام 2003 مدير أحد مدارس الذكور عن ازدياد شجارات طلاب تلك المدرسة واستخدامهم السلاح الأبيض، ما دفع بالفريق تميم الذي كان آنذاك يتولى منصب قائد عام شرطة دبي ورئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث إلى إطلاق البرنامج. تضمنت برنامجين جديدين في «بيعة الحكام» و «ثقافة المترو» الدورة العاشرة تقدم برامج تدريبية وتوعوية تطبق للمرة الأولى تستعد إدارة التدريب الدولي بالإدارة العامة لخدمة المجتمع بشرطة دبي لاختتام فعاليات الدورة العاشرة من برنامج التربية الأمنية وذلك مع انتهاء الموسم الدراسي للعام 2013-2014، وقد تضمنت الدورة للمرة الأولى برنامجين جديدين يتم تطبيقهما للمرة الأولى؛ الأول برنامج بيعة الحكام والثاني ثقافة المترو. ويقدم البرنامج في حلقته الأولى التي تطال الطلبة من الصف الأول إلى الصف الخامس جرعة توعوية للأطفال عن طريق المحاضرات، والكتيبات التي تتضمن قصصاً قصيرة شيقة حول موضوعات البرنامج ومسابقات وألغاز. وتتضمن الحلقة الثانية من البرنامج التي تطال طلاب الصف السادس إلى الصف التاسع 22 موضوعاً تتضمن الشخصية الناجحة وحب الوطن والولاء له، وشغب الملاعب والحياء، والصداقة، والتقنيات الحديثة، والوقاية من المخدرات، والتوعية المرورية، الحالات الطارئة، إدارة الوقت، والتسرب الدراسي، والتفوق الدراسي، ثقافة المترو، التدريب العسكري للذكور، وتدريب فنون الدفاع عن النفس للإناث، فيما تهدف حلقة المرحلة الثانوية إلى تهيئة الطالب للاستعداد والتكيف مع الحياة الجامعية داخل الدولة وخارجها، وتشجيعهم على التمسك بالهوية الوطنية والتمثيل المشرف للدولة. وتتضمن حلقة المرحلة الثانوية محاور عدة منها القيمي الذي يركز على بناء القيم لدى الطالب المقبل على الدراسة الجامعية، وتعزيز الرقابة الذاتية لديه، وصقل سلوكه ويحث الطلاب على التمثيل المشرف للدولة، فيما يركز المحور الديني على التشبه بالجنس الآخر، وبيان أسباب ظهور وانتشار ظاهرة التشبه، والنتائج السلبية لهذا السلوك، فيما يقدم المحور الصحي إرشادات تتعلق بالتغذية والنظافة والسلوكيات والعادات اليومية، والتعريف بالأمراض المعدية الخطيرة وأعراضها وطرق انتشار العدوى والأساليب الصحية للوقاية منها. ويركز المحور الوقائي على المعنى الحقيقي والإيجابي للحرية، وعلى المشكلات الجنائية التي قد تواجههم كراشدين. ويتناول المحور الأمني تعزيز الانتماء والولاء للدولة، من خلال التعريف بمعاني الانتماء والولاء وحب الوطن، وكذلك إعطائهم نبذة تعريفية عن دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحفيزهم على احترام الثقافات والديانات الأخرى، وتفادي المشاركة في التكتلات والأحزاب السياسية التي تضر وتهز أمن واستقرار الدولة. أما المحور الأسري، فيسهم بإعداد الطلاب والطالبات للحياة الزوجية، من خلال ترغيبهم في الزواج للتقليل من العنوسة الإرادية، وتزويدهم بمهارات إدارة بيت الزوجية. أما المحور الجنائي، فيسهم في بيان كيفية الكشف عن ملابسات وتفاصيل أعقد القضايا، كما يعرفهم محور «حقي مجتمعي» الطلاب والطالبات بحقوق الإنسان الأساسية، وسبل انتهاك هذه الحقوق، في حين يعرفهم محور آخر على كيفية مواجهة مختلف الأزمات والكوارث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©