الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علامات استفهام ترسم أفق الخطاب الثقافي النسوي المعاصر

علامات استفهام ترسم أفق الخطاب الثقافي النسوي المعاصر
27 ابريل 2018 00:55
عبير زيتون (أبوظبي) تنوع المنظورات الفكرية في تحليلها لسمات الخطاب النسوي العربي المعاصر، ومدى قدرته على تأسيس استقلالية آلياته الفكرية على الساحة الثقافية العربية، قاد ضيوف جلسة حوار «الخطاب النسوي الجديد (رؤى وشهادات إبداعية) يوم أمس الأول في قاعة«كاتب وكتاب»، إلى طرح علامات استفهام حول إشكالية ضعف وهشاشة التأسيس لخطاب نسوي الثقافي جديد يواجه الخطاب الدعوي الإقصائي المضاد، وذلك«ضمن أول أيام الفعاليات الفكرية المصاحبة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب». وارتأت الناقدة والشاعرة الإماراتية د. أمينة ذيبان في معرض ردها عن سؤال جنات بومنيجل مقدمة الحوار حول تجليات مستوى الخطاب النسوي الثقافي عربياً وخليجياً، إلى طرح مسار فكري مضاد يقود إلى نقد الخطاب النسوي الثقافي ذاته، يطرح علامات استفهام كثيرة حول أسباب غياب الخطاب النسوي العربي المعاصر عن ظروف البيئة العربية الراهنة، وهي رازخة تحت حوادث مؤلمة، تفرزها أوضاع الجسد العربي المشتعل بالحروب والخاضع في بعض تمظهراته للخطاب التكفيري الداعشي، جعل من حقوق المرأة العربية، قضية هامشية، تعاني استغلالاً وقمعاً إضافيين بوصفهن نساء، خاصة وأن الخطاب النسوي الثقافي ليس مجرد أشعار غزلية، ورومانسية لنزار قباني مثلا، بقدر ما هو خطاب مصيري وحضاري، انبثق من قيم التحرر، باعتبار المرأة ذاتاً تمتلك فاعلية ومقدرة. وفي التجارب العربية والخليجية نماذج تؤكد ذلك وتؤسس لهذه المفاهيم الفكرية مما يستدعي المراجعة الفكرية والبحث من جديد في هذا النسق على حد قول د. ذيبان. وبعيداً عن السجال بين موقفي الرفض والقبول للمصطلح والتصنيف ذهبت الكاتبة د. سعداء الدعاس أستاذة النقد وفن الكتابة في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت إلى القول: إنه ليس هناك أدب نسائي، وآخر ذكوري، بل هناك أدب وموهبة، والأهم الإحساس الإنساني في قدرته على توظيف نفسه بعيدا عن مفهوم «الجندر». ولم تبتعد كثيراً الناقدة والكاتبة د. هويدا صالح رئيسة تحرير مجلة «مصر المحروسة» عن هذه النقطة كثيرا، ورأت ضرورة فعل الكشف والتعرية، وهدم الفكر الثقافي العربي السائد اليوم في حياتنا اليومية، وتفكيك مفرداته ومصطلحاته، من أجل إرساء قيم لغوية وثقافية جديدة متقبلة لفكرة تحرر المرأة العربية، ومفارقة لما هو سائد ومستورد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©