الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان السويدي: اهتمام الدولة بالمعرفة والثقافة ليس حديث العهد

سلطان السويدي: اهتمام الدولة بالمعرفة والثقافة ليس حديث العهد
1 يونيو 2017 08:03
رانيا حسن (دبي) في حديثه حول البدايات التي شكلت وعيه يعود سلطان صقر السويدي، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، إلى مرحلة الطفولة، متذكراً العوامل التي تأسست عليها معرفته وثقافته، ويقول: «عندما كنا أطفالاً لم تكن الكتب متاحة لنا وشكل وجودها ندرة وقلة، ولكن عندما دخلنا المرحلة الابتدائية توافرت مكتبة مدرسية، وتعرفنا إلى قصص ومجلات مثل «ميكي» و«سمير»، ثم المرحلة الثانوية التي شكلت المكتبة المدرسية فيها المصدر الوحيد للمعرفة، فضلاً عن دور المدرسين الأوفياء الذين كانوا يوجهوننا للقراءات الخارجية خارج المنهج الدراسي». وتابع: «أطلعنا في تلك الفترة على الروايات الأدبية المصرية، ومنها روايات إحسان عبد القدوس، وكتابات أنيس منصور، ولا شك في أننا في المرحلة الثانوية تأثرنا بأفكار القومية العربية وتحرر الوطن من الاستعمار، لذلك كانت قراءتنا تميل للكتاب السياسيين أمثال مقالات «محمد حسنين هيكل»، وكنا ننتظرها في جريدة الأهرام التي كانت تصل إلينا بعد أسبوع من صدور العدد في القاهرة، كما شكلت إذاعة «صوت العرب» عاملاً مهماً في إثراء الجوانب المعرفية من خلال التحليلات السياسية والأخبار التي كانت تبثها من القاهرة، بالإضافة إلى دولة الكويت الشقيقة التي ساهمت من خلال التلفزيون ومد مدارس الدولة بالكتب في توسيع دائرة معارفنا ومصادرها». واعتبر السويدي أن «مكتبة دبي» مثلت في وقتها منفذاً مضيئاً بالثقافة والمعرفة. وأذكر أيام المذاكرة والامتحانات حيث كنا نوجد كثيراً في المكتبة، كما لعب بعض المدرسين دوراً قوياً في تشكيل توجهاتنا السياسية، وكان من بينهم الدكتور عبد الله عمران تريم، الذي درس لي في المرحلة الثانوية بمدرسة «العروبة»، علماً بأن «تريم عمران» عندما عاد من القاهرة مع مجموعة من الأساتذة والمدرسين الذين درسوا في مصر، ساهم ضمن ذلك الجيل في توجهنا لقراءات عديدة ومتنوعة، ثم كان للأندية الثقافية الرياضية دور فعال لأنها كانت تصدر عنها بعض المجلات، إضافة للحضور القوي للجان الثقافية التي تُعنى بالشعر والآداب. ويكمل السويدي: أذكر أن من أهم الأندية الرياضية التي قامت بدور مهم، ومزجت الرياضة بالثقافة، هما النادي الأهلي ونادي النصر، والأخير كان به مسرح، كما أن نادي الشباب كان يصدر مجلة، وكانت هذه المجلات يكتب بها مجموعة من اللاعبين والمثقفين، فساهمت أيضاً في تشكيل اللبنة الأولى لدينا في الثقافة، بل وسمحت لنا بالتعبير عن مكنوناتنا الفكرية التي اكتسبناها من خلال القراءة، ومن المحيط بنا من أحداث في ذاك الوقت. وعندما اتجهت للدراسة في مصر، توافرت لي الفرص لزيارة المعارض التشكيلية والصالونات الأدبية، وأصبح لدي شغف كبير بشتى فروع المعرفة، كما أصبحت الثقافة والاطلاع متأصلين في جيلي، وظهر ذلك في متابعة الأحداث وقراءة الكتب، خاصة في التاريخ تخصصي الدراسي. ويواصل السويدي: كان لكتب الشعر وقراءاتي للمتنبي دور مهم في حياتي، ثم جاء قيام الدولة، ومعها زادت منابر الثقافة والمعرفة، والآن نرى أن قادة الدولة اتخذوا من الثقافة منهجاً وخطى يسيرون عليها، حيث إن توجه الدولة وسعي قادتها إلى تشكيل شبابها وتفتح بصيرتها على حب المعرفة لم يكن حديث العهد، لأن المؤسسين اعتبروا أن الثقافة هي مورد خصب وبناء، لذلك تعد استراتيجيات الدولة والمبادرات الخاصة بالثقافة والقراءة إضافة كبيرة للجيل الحالي يجب أن ينهل منها، ومبادرة «تحدي القراءة» على سبيل المثال استطاعت صنع نقلة نوعية في ترسيخ وتعزيز عادة القراءة ليس فقط في الإمارات، ولكن في بقية الدول العربية الأخرى. وأشاد السويدي بالدور الذي تقوم به مؤسسات الدولة الثقافية موضحاً أن ندوة الثقافة والعلوم منذ أن تم إشعارها عام 1978 قامت بدور مهم من خلال مؤسسيها، الذين كان هدفهم نشر الوعي والثقافة في النواحي الوطنية والاجتماعية والمعرفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©