قصيدة النثر بوصفها كتابة قصوى

علي البزاز (مراكش) حرص الملتقى الدولي لمهرجان قصيدة النثر الرابع في مراكش (دورة الشاعر العراقي صلاح فائق.. اغترب تتجدّد.. قصيدة النثر في ضيافة المسافة) على تقسيم فعالياته ما بين القراءات الشعرية، وحلقات الدراسات الفكرية المعنية بقصيدة النثر: «قصيدة النثر والاغتراب»، و«قصيدة النثر والمرجعية». شارك في الملتقى الشاعر المحتفى به العراقي صلاح فائق، (إضافة إلى تقديم شهادات عنه)، أحمد الملا، أنطونيو أوريهويلا، أمل الأخضر، فرانسيسكو كومبيان، محمد شرف، عبد الرحيم الخصار، فدوى الزياني، كيفين باتريك سلفان، محمد عابد، نورد الدين بازين، محسن الرملي، محمد العربي غجو، جون هوبنتهيلر، محمد الزويتني، كارلوس مانويل، ثريا إقبال، دامي عمر، باتويسيا سوليفان، مبارك الراجي، ميرون هاردي، مصطفى الراديقي، علاء كعيد حسب وحبيب الواعي. ينتمي الشعراء المشاركون إلى حساسيات مختلفة، كل بحسب تجربته، وهكذا، تفاوتت مستويات القصائد، وتقنيات الكتابة، وكذلك أساليب إلقاء الشعر، وتقديمه إلى الجمهور. ولكن يبقى الشاعر، وهو في غمرة الاحتفاء به غريباً، كما أن ممارسة كتابة القصيدة، لا تجعله إلا غريباً مضاعفاً. أما جلّ النقاد المساهمين في الندوات، فهم شعراء أصلاً، ولهم كذلك مساهمات أكاديمية في قصيدة النثر وأحوال الكتابة، وهم: رشيد الطالبي (شاعر وناقد «قصيدة النثر المغربية، بلاغة الإبداع وجمالية التلقي في الألفية الثالثة 2000-2016)، عبد اللطيف الوراري («شاعر وناقد» في راهن الشعر المغربي، من الجيل إلى الحساسية»)، محمد العناز (شاعر وناقد«مكوّن الحكي في القصيدة العربية الحديثة»)، محمد آيت لعميم (ناقد ومترجم«قصيدة النثر العربية، الشكل والدلالة») أمّا بنعيسى بوحمالة (ناقد وباحث،«مضائق شعرية») فيعتبر من أكثر النقاد مساهمة في الكتابة عن الشعر، وله تجربة عميقة في الشعر المغربي والعربي. وهنا يتحدث الشاعر صلاح فائق لجريدة«الاتحاد» فيقول: ينبغي مراعاة الزمن الذي يؤدي إلى تغيير تربية المجتمع، وجعله متقبّلاً قصيدة النثر.. فالشاعر والفنان متقدمان على القارئ ثقافة، وهذا الوقت، كان فاعلاً في الخمسينيات لحسم التوجه لجهة شعر التفعيلة.. ربما شاعر واحد، يستطيع بتجربته أن يصل إلى تلك الكتابة القصوى، ولكن كتأثير جماعي مشترك، يلزم الوقت الكافي لذلك، مثلما تنجز أي عملية تقدّم أو تحديث».