الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د.أسماء الكتبي: قيمنا المجتمعية سفيرتنا لدى الأميركيين

30 يوليو 2008 23:14
سافرت في مطلع الشهر الماضي الدكتورة أسماء الكتبي الأستاذة المساعدة في جامعة الإمارات بالعين قسم الجغرافيا إلى واشنطن لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها تنتقل بها من العمل الأكاديمي إلى العمل الدبلوماسي بصفة ملحق ثقافي في سفارة الدولة بواشنطن بدءا من 11 يونيو الماضي· والدكتورة أسماء المعروفة بنشاطها الأدبي في مجال كتابة القصة والنقد الروائي والعملين الأكاديمي والمجتمعي غير معروفة في الوسط الثقافي المحلي بنشاطها العلمي المتعلق ببحوثها العلمية المنشورة في مجلات محكمة بهولندا في حقل علوم الأرض· وفي هذا الحوار الذي تم إجراؤه في أبوظبي قبل أيام قليلة من سفرها تميط اللثام عن طموحاتها من أجل التعريف بالثقافة الإماراتية التراثية والحداثية من خلال عملها الجديد في الأوساط المجتمعية الأميركية، إلى جانب الكشف عن جوانب مهمة تتعلق بجديدها في مجال الإبداع الأدبي وقضايا أخرى· ؟ بدءا، نبارك لك المنصب الجديد، الذي يحملك مسؤوليتين، الأولى العناية بالبعثات الطلابية الإمارتية في أميركا وكندا، والثانية التعريف بالإسهامات الإماراتية في مجال الثقافة، بما تعلقين؟ ؟؟ فعلا، هي مسؤولية كبيرة، أتشرف بحمل أثقالها لثلاثة أسباب، السبب الأول هو الثقة التي وضعتها في شخصي الجهات المعنية في وزارة الخارجية، والثانية هي خدمة البعثات الطلابية التي تمثل بشارات على الإمارات مستقبلا في قطاعات التنمية المختلفة، والثالثة هي نشر قيم التسامح والحوار التي تتسم بها الأعمال الثقافية المحلية في الأوساط الأميركية، ويتسم بها المجتمع الإماراتي في ماضيه وحاضره· والحقيقة إن هذا المنصب الدبلوماسي كان مفاجأة سارة لي، لأنه سيفتح أمامي مجالا جديدا أنخرط من خلاله في خدمة بلدي رفقة شخصيات دبلوماسية أكثر خبرة مني، ولا شك أنني سأستفيد من توجيهاتهم وعلى رأسهم سعادة سفير الدولة في واشنطن· مهام ثقافية ؟ هل لديك تصور ما عن المهام التي يقوم بها الملحق الثقافي؟ ؟؟ لقد مررت بمرحلة الدراسة الجامعية في بريطانيا وأدركت من خلال ذلك أن من أبرز مهام الملحق الثقافي العناية بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بالبعثات الطلابية الإماراتية إلى الخارج، وفي هذا الإطار أعلم أنه يوجد أكثر من 600 طالب وطالبة في أميركا وأكثر من 100 في كندا، وكل هؤلاء سأتابع تفاصيل حياتهم الجامعية بدءا من تذاكر السفر إلى لحظة التخرج والعودة إلى أرض الدولة· كما أنني أدرك أنه لا يوجد نشاط ثقافي بارز تقوم سفاراتنا في الخارج باستثناء سفارتنا في فرنسا التي أنجزت فعاليات ثقافية كبيرة ومعروفة· في ما يخصني، أطمح بالتنسيق مع الجهات المسؤولة في سفارتنا بواشنطن أن أقوم بالدورين، الدور الإشرافي على البعثات الطلابية والدور التعريفي بالمجتمع الإماراتي وثقافته، وفي هذا الإطار أنوي إنشاء مكتبة عامرة بمقر السفارة تشمل كل ما له صلة بالتاريخ والإقتصاد والتراث والآداب والفنون وما إلى ذلك من معارف ذات صلة بدولتنا· وستكون هذه المكتبة مفتوحة للمجتمع الأميركي وللباحثين والطلاب وكل من يرغب في التعرف عن كثب على إنجازات الدولة وتاريخ المجتمع الإماراتي وإبداعاته· وزيارتي اليوم إلى عاصمتنا أبوظبي تدخل في هذا الإطار، فقد زرت مجموعة من المؤسسات الثقافية البارزة وتحاورت مع مسؤوليها في كل ما له صلة بدعم جهودي لنشر قيم التسامح والحوار التي تتسم بها ثقافتنا في الأوساط الأميركية، وغير الأميركية المقيمة هناك· وقد علمت من مسؤولين في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة مهتمة بالترجمة وهذا سيفتح المجال واسعا للتعريف بالأدب الإماراتي المترجم إلى الإنجليزية· ولا أنسى هنا أن الفنون التشكيلية المحلية نشطت في العشر سنوات الأخيرة بشكل مثير للإعجاب في العواصم العربية والأوروبية ويسعدني أن أسهم في تنظيم معارض لأبرز الأعمال التشكيلية في واشنطن خاصة في مناسباتنا الوطنية والثقافية الكبرى· وتنظيم أيام للسينما الإماراتية الناشئة، بخاصة من خلال الأفلام التي نالت جوائز في المنطقة العربية وخارجها· ولا أغفل هنا تراثنا المحلي، الزاخر بقيم المحبة والسلام وحب الحوار والتعرف على الآخر ومنجزاته، فأنت ترى أن الإمارات تستوعب بحب ثقافات من القارات الخمس، وفي ذلك دليل على إقبال مجتمعنا المحلي على التعايش· هذا المجتمع الذي يعتز بعاداته وتقاليده وصناعاته وفنونه التقليدية· وكل ذلك يشكل جانبا من هويتنا الغنية· مشروع رواية ؟ ما رأيك في أن نميل قليلا إلى نشاطك الأدبي، ماذا بعد مجموعتك القصصية ''سكانر''؟ ؟؟ لي كتاب تحت الطبع سيصدر قريبا عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة يتناول مقالاتي النقدية حول مجموعة من الروايات العالمية المعروفة· وحين أستقر في عملي الجديد أنوي مواصلة كتابة عشر رحلات إلى بلدان مختلفة، ثم أضم ذلك إلى عدد كبير من الرحلات التي نشرتها سابقا في الصحافة الثقافية، وأنوي طباعة ذلك لأني لاحظت أن مثقفينا على الرغم من أسفارهم عبر القارات الخمس نادرا ما يهتمون بتسجيل ما لاحظوه وتفاعلوا معه سلبا أو إيجابا· ولعل الجديد في نشاطي الأدبي هو شروعي في كتابة رواية بعنوان ''حديث الأموات''، كتبت منها حتى الآن خمسة فصول، وتدور أحداثها كلها في قبر· وشخصيا لست مقتنعة بهذه الرواية فقط بل معجبة بها، فأنا كما تعلم مدمنة لقراءة الرواية منذ سنوات طويلة، وبعد تجربتي القصصية وإلمامي بالطقوس الروائية وحركة الأحداث والشخصيات ونموها في سياق العمل، أصبحت أشعر أني قادرة على مغامرة الدخول في عالم زاخر بالصراعات الرمزية والمادية في قالب جمالي يتمثل في مستويات اللغة وإحالاتها وتموجاتها· ؟ هل يمكن ان تفصحي قليلا عن مضمون روايتك؟ ؟؟ الرواية تبدأ بأجواء غرائبية من خلال حوار بين شخصين في قبر واحد، شخص توفي منذ 2500 قبل الميلاد وشخص توفي حديثا· والعمل في مضمونه العام يتناول التحولات التي شهدها مجتمع الإمارات في الثلاثين سنة الماضية· ولا أنسى هنا الإشارة إلى عمل قصصي يتناول ظاهرة اجتماعية قديمة وحساسة، كتبته منذ فترة ولم ينشر بعد بعنوان ''أنا ومرتا والحس المدروس''· وأنا شخصيا أدافع عبر مسار القصة عن جانب من تقاليدنا الأسرية القديمة، والتي ما تزال مستمرة في الظل· ؟ هل تحدثينا عن جانب مجهول عندك وهو اهتمامك بالبحث العلمي المتعلق بعلوم الأرض؟ ؟؟ أنا متخصصة في حقل علمي يتعلق بنشأة التضاريس والجبال وحركة الرمال وامتداد السهول الحصوية، أي بالعلوم الأرضية البحتة· ولي في ذلك بحوث محكمة كثيرة نشرتها في مجلات'' البيئة الصحراوية''، و''أشكال سطح الأرض''، و''تضاريس الأرض وعمليات تشكيلها'' وتصدر هذه المجلات عن شركة نشر علمية محكمة في هولندا· وأنوي بمناسبة عملي الجديد ـ وكلما كان لي وقت ـ تطوير قدراتي العلمية بالاحتكاك بالعلماء والباحثين في هذا الحقل، ولكن من زاوية جديدة تحمل رؤية علمية سأعلن عنها حين أقترب من نهاية تنفيذها إن شاء الله·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©