الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كندا.. وزعامة «المحافظين»

1 يونيو 2017 01:09
يبدو الزعيم الجديد لحزب «المحافظين» في كندا «أندرو شير»، الذي سينافس رئيس الوزراء «جاستن ترودو» في الانتخابات المقبلة في 2019، لغزاً محيراً، إذ يتقاسم خلفية سياسية مع سلفه المحافظ «ستيفن هاربر»، رئيس الوزراء السابق، الذي هزمه «ترودو» في 2015، وفي حين أن «هاربر» كثيراً ما وُصف بأنه «حاكم بأمره» يركز على التفاصيل الإدارية، خاض «شير» حملة انتخابية تهدف إلى تدشين إجماع داخل حزب «المحافظين». وعلى رغم من أنه لا يتمتع أحد منهما بالجاذبية أو الحماسة السياسية التين يتمتع بهما «ترودو»، فإن «شير» ربما يفتقر إلى السلوك المتبلد تجاه العامة الذي كان يتسم به «هاربر». و«شير» الذي تم تنصيبه رئيساً للحزب ليلة السبت، تضيء وجه ابتسامة دافئة، وهو أمر كان من الصعب على «هاربر» أن يفعله. وعلى رغم من ذلك، ففي اليوم الذي حقق فيه «شير» انتصاراً كاسحاً على «ماكسيم بيرني»، عضو البرلمان المدافع عن السوق الحرة، لم يكن من الواضح ما إذا كان «شير» سيصبح ببساطة «ستيفن هاربر» بابتسامة! ويرى «تيم باورز»، نائب رئيس شركة «سوما ستراتيجيز» لاستطلاعات الرأي والضغط السياسي، والتي كانت تقدم في السابق استشارات لحكومات «المحافظين التقدميين»، أنها ستكون رحلة استكشاف للكنديين عندما يتعلق الأمر بـ«أندرو شير». و«شير»، البالغ من العمر 38 عاماً، فاز في ميدان تنافس فيه 14 مرشحاً من خلال نظام تصويت معقد غير معتاد ليحصل على 50.95 في المئة من النقاط. وبينما وضع «بيرني» برنامجاً نشطاً ومفصّلاً، عرض «شير» وعود قليلة أثناء حملته الانتخابية، كثيراً ما تعاملت مع القضايا الصغيرة. وقد كان تعهده الأكثر أهمية هو إنهاء الضرائب على انبعاثات الكربون، غير أن ذلك الموقف تقاسمه معظم المرشحين، وعلى أية حال، تبقى تلك الضرائب مسؤولية الأقاليم في نهاية المطاف. وثمة عاملان يزيدان صعوبة توقع ما سيفعله «شير» كرئيس للحزب الآن، أو ما قد يفعله في 2019 إذا هزم «المحافظون» «الليبراليين»، ليصبح رئيساً للوزراء بدلاً من «ترودو». وتم انتخاب «شير» في البرلمان عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره، ولم يتقلد أي منصب في حكومتي «هاربر»، وهو ما أدى إلى ضعف شهرته بين الناس. ومنذ عام 2011 إلى 2015، كان رئيساً لـ«مجلس العموم»، وهي وظيفة لم تتطلب منه أن يكون محايداً فحسب، ولكن تطلبت منه أيضاً ألا يتقدم بأي اقتراح أو يُصوّت على أي قانون. ويرى «بيتر وولتسنكروفت» أستاذ العلوم السياسية في جامعة «ووترلو»، أن «شير» يتمتع بميزة أنه لا يمكن لأحد أن يتكهن بما هو عليه، ولكن نقطة ضعفه ستكون أنه بلا دفاع في مواجهة الأشخاص الذين سيحاولون توقع ما سيفعله. وذكر «وولتسنكروفت» أن هناك عدداً من المجالات المحورية التي ستتطلب اهتمام «شير»، إذا كان يأمل في زيادة حظوظ حزب «المحافظين»، فعلى الرغم من أن مجتمعات الأقلية أضحت قوة مهمة في السياسة الكندية، في ظل تغير الأوضاع الديومغرافية في الدولة، فإن قدراً هائلاً من النقاش أثناء حملة رئاسة الحزب ركزت على القضايا التي يراها البعض مرتبطة برهاب الأجانب أو حتى العنصرية. وتقدمت «كيلي ليتش»، وهي وزيرة سابقة من أونتاريو، والتي كانت أيضاً مرشحة في انتخابات السبت الماضي، باقتراح أن يخضع المهاجرون الجدد إلى اختبار «القيم الأميركية». ونوّه «وولستنكروفت» إلى أن «الليبراليين يحترمون كندا الجديدة، ولو لم يأخذ المحافظون ذلك بعين الاعتبار، فإنهم سيصبحون غير سعداء في الانتخابات المقبلة». وذكر «وولستينكروفت» أن «شير» يحتاج إلى التخلي عن نهج «هاربر» في التعامل مع الكنديين الأصليين، وخصوصاً أن العلاقات بين تلك المجموعة و«المحافظين» كان «متوترة» على أحس الفروض. و«شير» كاثوليكي روماني، لديه مواقف محافظة اجتماعياً بشأن قضايا مثل الإجهاض وغيرها، ويبدو أن تلك المواقف هي التي ساعدته في كسب تأييد ترشحه على رئاسة الحزب. بيد أن قضايا، مثل الإجهاض، جائزة في كندا، وقد تعهد «شير» بعدم فتح نقاش بشأنها، وهو ما قد يتسبب في حالة من الشكوك بشأن موقفه الحقيقي. وإذا تبنى قدراً كبيراً من الأجندة المحافظة الاجتماعية، فإنه سيكتشف أنه لا يوجد عدد كافٍ من المحافظين في كندا كي يفوز على «ترودو»، بحسب «باورز». غير أن «باورز» نوّه إلى أن «شير» قد لا يحتاج إلى الفوز في 2019 لإسعاد حزبه، موضحاً أن التاريخ يشير إلى أن «ترودو» لديه فرصة قوية للفوز بولاية ثانية، وربما يرغب «المحافظون» في أن يروا رئيسهم الجديد يمسك بزمام الأمور في الحزب ويجدده. *كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©